mena-gmtdmp

كيف تواجه الفتيات التنمّر الإلكتروني؟

 التنمّر الإلكتروني
التنمر هو سلوك عدواني يتخذ أشكالاً متعددة

في عصر الرقمنة والتواصل الافتراضي، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءاً لا يتجزأ من حياة الشباب والفتيات على حد سواء، ومع هذا الانفتاح التكنولوجي الهائل، برزت ظواهر سلبية متعددة كان أبرزها "التنمّر الإلكتروني" الذي اتخذ أشكالاً متعدّدة من السخرية، والإهانة، والتشهير، والملاحقة، وحتى التهديد، وكل ذلك عبر قنوات الإنترنت المختلفة، وتُعدّ الفتيات من أكثر الفئات عرضة لهذا النوع من التنمّر، نظراً لطبيعة التفاعل الاجتماعي الذي يقمن به عبر المنصات الرقمية، وحساسية قضايا الهوية، والمظهر، والسمعة في المجتمعات المختلفة.

إن التنمّر الإلكتروني لا يقتصر على الأذى النفسي فحسب، بل قد يتعداه إلى تأثيرات عميقة تمسّ الصحة النفسية والعاطفية، وتؤثر في ثقة الفتاة بنفسها، وقدرتها على التفاعل مع الآخرين، وحتى في تحصيلها الدراسي ومستقبلها المهني، وتزداد خطورته عندما يتم بشكل خفيّ أو مجهول المصدر، ما يجعل الضحية تشعر بالعجز أو الخوف من الإبلاغ، فتتفاقم آثار العنف الرقمي بشكل صامت، فريال حلاوي استاذة محاضرة ومستشارة في تطوير الذات تشرح لـ"سيدتي" عن أسباب التنمر الإلكتروني وكيف يمكن مواجهته.

ما هو التنمر؟

التنمر هو سلوك عدواني يتخذ أشكالاً متعددة مثل: الإساءة اللفظية -التنمر عبر الصور الرسائل النصية أو الإلكترونية، الإيذاء النفسي المتكرر- كيف يعمل المتنمر؟ المتنمر لا يبدأ بالإساءة مباشرة، بل يقوم بتحضير نفسي واجتماعي لضحيته على مدى فترة من الزمن.

يسعى إلى إضعاف ثقة الضحية بنفسها وكسرها تدريجياً.

ماذا يجب أن نفعل؟

  • الوعي: إدراك أن المشكلة في المتنمر وليست في الضحية.
  • عدم فقدان تقدير الذات: لا يجب أن تؤثر تصرفات المتنمر على قيمة الشخص أمام نفسه.
  • الاستعداد للمواجهة- نفسياً: الثقة بالنفس وعدم الشعور بالذنب.
  • اجتماعياً: اللجوء للأهل أو الأصدقاء أو الداعمين.
  • قانونياً: الاستفادة من القوانين التي تحمي من التنمر.

المتنمر يعكس مشكلة في داخله، وليس في ضحيته، المطلوب من الضحية هو الوعي، والتمسك بالكرامة، وعدم السكوت، لأن السكوت قد يشجع المتنمر على الاستمرار.
يمكنك متابعة كيف تعلمين ابنك أو ابنتك المراهقة التعامل مع النميمة في المدرسة؟

كيف نواجه التنمر الإلكتروني؟

كيف تواجه الفتيات هذا النوع من التنمّر

في عصر تزداد فيه التحديات الرقمية، بات التنمر الإلكتروني من الظواهر المقلقة، خصوصاً للفتيات اللواتي قد يجدن أنفسهن عرضة لكلمات جارحة أو حملات تنمّر عبر وسائل التواصل، فما الذي يجب فعله لمواجهة هذا السلوك المؤذي؟
ورغم التحديات الكثيرة، إلا أن الفتيات اليوم لا يواجهن هذا الخطر بصمت، بل بدأن بتطوير واتباع استراتيجيات متنوعة لمواجهة التنمّر الإلكتروني، سواء من خلال التوعية الذاتية، أو الاستعانة بالدعم الأسري والمؤسساتي، أو اللجوء إلى القوانين والتقنيات التي تتيح الحماية من الإساءة الرقمية، كما تلعب المدارس، والمنصات الإعلامية، والمبادرات المجتمعية دوراً متنامياً في تمكين الفتيات من الدفاع عن أنفسهن في الفضاء الرقمي وتعزيز وعيهن الرقمي.

من هنا، تبرز أهمية فهم كيف تواجه الفتيات هذا النوع من التنمّر، ما هي التحديات التي يواجهنها، وما مدى فاعلية الوسائل المتاحة لهن، وذلك بهدف بناء بيئة إلكترونية أكثر أماناً وعدلاً وإنصافاً لهن في هذا العصر المتسارع.

  • الاعتراف بالمشاعر حق طبيعي: من المهم جداً أن تعي الفتاة أن شعورها بالحزن، الغضب، أو الخجل نتيجة التنمر أمر مبرر تماماً، فهذه المشاعر هي رد فعل طبيعي على سلوك جارح.
  • فهم هدف المتنمر: غالباً ما يسعى المتنمر إلى تقليل شأن من أمامه ليرفع من قيمته الذاتية الزائفة، إدراك هذا الدافع يساعد الضحية على عدم أخذ الكلمات أو الأفعال بشكل شخصي.
  • لا تعطه القوة: الخطوة الأهم هي عدم إعطاء المتنمر السلطة على المشاعر، تجاهله أو مواجهته بحزم يساعد على كسر سطوته.
  • اللجوء للدعم الاجتماعي: لا يجب على الفتاة أن تواجه وحدها، التحدث مع الأهل، الأصدقاء، أو مع أشخاص مختصين يُعدّ خطوة أساسية للخروج من مشاعر العزلة والسلبية.
  • كسر العزلة: الصمت يُعزز من قوة المتنمر، كلما التزمت الفتاة الصمت وانعزلت، شعر المتنمر بالانتصار، أما الانفتاح والتحدث، فهما أولى خطوات المواجهة والانتصار على الأذى.

خطوات التعامل مع التنمر الإلكتروني

  • البلوك وأخذ استراحة: إذا شعرت الفتاة بأن التنمر الإلكتروني قد زاد أو أصبح هناك نوع من "الأذى بالكلام" من الضروري أن تقوم بحظر المتنمر فوراً، وتشطب المتنمر من حساباتها، وربما تأخذ استراحة من وسائل التواصل الاجتماعي إذا شعرت بالضغط الزائد.
  • الرجوع إلى القانون: يجب أن تعرف أن القانون يحميها، خاصة أن هناك قوانين اليوم تتعامل مع كل ما يخص التنمر الإلكتروني والتواصل الرقمي، إذا وصل التنمر إلى حد معيّن، فيجب اللجوء إلى القضاء، ولكن من الضروري أولاً إبلاغ المحيط الداعم (الأهل، الأصدقاء) حتى يساعدوا في اتخاذ الخطوات القانونية.
  • اللجوء إلى مختص نفسي: إذا تكررت التجربة أو لاحظ الأهل أن الفتاة أصبحت في حالة عزلة أو متأثرة جداً نفسياً، فيجب التوجه مباشرة إلى اختصاصي نفسي لمساعدتها.

قد يهمك الاطلاع على أبرز 8 مشاكل تتعرض لها المراهقات وأهمية إدراك الآباء لها

  • تفسير سلوك المتنمر: يجب توعية الضحية بأن من يمارس التنمر هو غالباً شخص تعرض للتنمر سابقاً (في الطفولة، في محيطه أو من أصدقائه)، وأنه يفرغ عدوانيته على الآخرين بهدف التقليل من قيمتهم، الهدف من التنمر هو إيذاء الضحية نفسياً أو اجتماعياً، وغالباً ما يكون مخططاً له من قبل المتنمّر وليس عشوائياً.