mena-gmtdmp

من يخاف من الحب أكثر؟ الشباب أم البنات؟

كل من الرجال والنساء يخافون من العلاقات لأسبابه- المصدرfreepik
كل من الرجال والنساء يخافون من العلاقات لأسبابه- المصدرfreepik

قد نظن أن البنات أكثر عاطفة واهتمامًا بالحب، في حين ننظر للشباب باعتبارهم الطرف العقلاني الذي قد لا يهتم بالحب على الإطلاق، غير أن أمر الأبحاث قد يكون لها رأي آخر.
أشارت بعض الأبحاث إلى أن الشباب قد يكونون أكثر تعلقًا بالعلاقات العاطفية، وأن خوفهم من الحب يرتبط غالبًا بهاجس أكثر عمقًا من البنات وهو "الخوف من البقاء وحيدين".

هل الشباب هم الأكثر رومانسية؟

في تحقيق نشرته صحيفة The Times البريطانية مطلع 2025، كشف علماء نفس من ألمانيا وهولندا والولايات المتحدة أن الشباب غالبًا ما يكونون أكثر رومانسية من البنات. وليس ذلك لأنهم أكثر شاعرية أو عاطفة بطبعهم، بل لأنهم يخافون من العزلة أكثر من النساء، ما يدفعهم إلى الوقوع في الحب أسرع، والتعلق العاطفي بدرجة أعلى.
يشير البحث السابق إلى أن الشباب يميلون إلى تكوين علاقات طويلة الأمد؛ لأنهم غالبًا ما يجدون في الشريكة دعمًا نفسيًا واجتماعيًا يصعب تعويضه في غياب العلاقة. وبحسب الدراسة، فإن الخوف من البقاء وحيدًا، أو "رُهاب الوحدة"، هو أحد أبرز الأسباب التي تدفع الرجال للبحث المستمر عن الحب، وليس الهروب منه كما هو شائع في الصور النمطية.

الشباب أكثر احتياجًا للعاطفة من البنات -المصدرfreepik-المصدرfreepik

من يخاف من الحب؟

الوقوع في الحب قد يكون سهلًا على الجنسين حين لا ننتبه لتبعاته اللاحقة والتي يأتي على رأسها الشعور بالمسؤولية، وهنا يشير البحث السابق ذكره إلى أن فهم علاقة الشباب و البنات بالحب تتطلب أولًا التفرقة بين "الرغبة في الحب" و"الخوف من الحب". دراسة علمية أجريت في جامعة Lindenwood الأمريكية سعت للإجابة عن هذا السؤال بدقة. اعتمدت الدراسة على مقياس نفسي يُعرف باسم "Fear of Intimacy Scale" لقياس درجة خوف الأفراد من التقارب العاطفي.
شملت العينة عددًا متساويًا من الذكور والإناث، وأظهرت النتائج أن الفرق بين الجنسين في الخوف من الحب أو الألفة العاطفية ليست جوهرية بينما هما متقاربان إلى حد كبير. أي أن الشباب و البنات على حد سواء يمكن أن يعانوا من "رهاب الحب والتقارب"، لكنه لا يعتمد بشكل حاسم على النوع.
تقول الدراسة إن عوامل مثل:

  • النشأة.
  • التجارب السابقة.
  • الصدمات العاطفية.

تلعب دورًا أكبر من النوع البيولوجي في تحديد مستوى الخوف من الحب. بمعنى آخر، لا يمكن القول إن الشباب يخافون من الحب أكثر من البنات، بل تتفاوت الحالة من شخص إلى آخر حسب تاريخه الشخصي وتجربته النفسية.

كيف يختلف الشباب عن البنات في الحب؟

وفقًا للمختصين فإن ثمة مبادئ تعود إلى الثقافة الشعبية ساهمت على مدار سنوات في ترسيخ أفكار محددة مثل:

  • الرجل يتهرب من الالتزام
  • المرأة تبحث عن الأمان العاطفي
  • الشباب يخافون من الحب؛ لأنه يُقيدهم
  • البنات يخفن من الحب؛ لأنه قد يخذلهن

قد ترغبين في التعرف إلى: هل الحب يكفي لاختيار شريك الحياة؟
لكن الدراسات النفسية الحديثة تشير إلى أن هذه الصور نمطية وسطحية ولا تعكس تعقيدات الواقع النفسي للأفراد، لا سيما في مقتبل العمر. وللتوضيح، فإنه رغم أن الشباب يظهرون أكثر انجذابًا للعلاقات، إلا أنهم في الغالب يعانون من صعوبات أكبر في التعبير العاطفي، بسبب التربية الذكورية التقليدية التي تعتبر المشاعر ضعفًا. في المقابل، قد تكون البنات أكثر استعدادًا لمواجهة المشاعر المؤلمة، لكنهن أكثر حذرًا في الدخول في علاقات بعد تجارب سابقة سلبية.

أسباب الخوف من الحب

سواء كنت شابًا أو فتاة، فإن الخوف من الحب قد ينبع من تجارب خيانة، أو خوف من الفقد، أو عدم استحقاق ذاتي للشعور بالأمان العاطفي. الخوف هنا ليس دليلاً على الضعف، بل رد فعل نفسي طبيعي إزاء احتمالات الأذى العاطفي.
الدكتورة بيث إلين، أستاذة علم النفس الاجتماعي، تؤكد في تعليقها على الدراسة أن "الخوف من الحب لا يجب أن يُفسر دائمًا كتهرّب من العلاقة، بل أحيانًا كحماية للذات من خيبة أمل محتملة".

نتائج الدراسات:

رغم الحديث السابق الذي بدا غير حاسم بالنسبة للبعض، فإن هناك نتائج واضحة توصلت لها الدراسات سالفة الذكر:

  • الشباب قد يقعون في الحب أسرع من الفتيات بسبب حاجتهم النفسية للدعم العاطفي.
  • الفتيات قد يكونون أكثر حذرًا تجاه الحب، لكنهن لا يخفن منه أكثر.
  • لا توجد فروقات نفسية حاسمة بين الجنسين في "الخوف من الحب" بحسب دراسات علمية.
  • المخاوف العاطفية تتشكل بفعل عوامل نفسية وتجارب شخصية أكثر من كونها مرتبطة بالنوع البيولوجي.