في مرحلة الشباب ربما لا نجيد فن الرد، حتى وإن تعرض الشاب أو الفتاة لموقف محرج، أو لشخص يقلل من شأنهم، قد لا يمكنهم سوى الشعور بالغضب و الألم الداخلي.
لكن الرد على الأذى أو الكلام السيئ هو مهارة يجب أن يكتسبها الشباب، للحد من الآثار النفسية، والأمر ليس معضلة بينما فقط يجب أن تتحلى بالدبلوماسية و الشجاعة وتفرض ثقتك على المحيطين من خلال اكتشاف أسلوب الرد المناسب على أي شخص يريد التقليل من شأنك.
هل الصمت أمام الإساءة أسلوب جيد؟
بعض الشباب قد يفضلون الصمت و الهدوء أمام الإساءة، بدافع الأخلاق، لكن ما أكده خبراء تحدثوا إلى Harvard Business Review هو أن الصمت الدائم أمام التقليل يُضعف صورتك الذاتية. كما أن السماح للآخرين بتكرار سلوك يمثل تخطيًا لحدود الشاب أو الفتاة الشخصية دون مواجهة، يجعل الآخرين يظنون أنه تصرف مقبول، ومع الوقت هذه الصورة ستؤثر على الثقة بالنفس. أيضًا الرد المناسب في هذه المواقف لا يعني الغضب، بل هو تأكيد لوجودك وحدودك. وهو ما تسميه الخبيرة الأمريكية في التواصل جيفرسون فيشر بـ"الرد الهادئ الحازم"، أي أن تستخدم كلمات قليلة، لكن مؤثرة، تحفظ كرامتك وتوقف السلوك في لحظته
وهنا قدم الخبراء نصائح أو نموذج للرد على أي شخص يتعمد التقليل من شأنك، وجاء ذلك على النحو التالي:
تفهم النية أولًا
قبل الانخراط في الرد، من الذكاء أن تعرف نية الشخص الذي يوجه الحديث، فهل هو متعمد التقليل من شأنك؟ أم أنه يتحدث بنية خالصة ولكن مندفع بعض الشيء؟ هذه التفرقة ضرورية لتحديد شكل الرد.
وهنا إذا كان تعليقًا مزعجًا ولكنه عابر وغير متعمد، يمكن لك أن تكتفي بنظرة هادئة أو ابتسامة واثقة، أما إذا تحول الأمر لسلوك متكرر فهنا يجب أن يكون الرد أكثر حزمًا.
اختيار الرد المناسب
أشار خبراء jefferson fisher إلى أن الرد المناسب يتوقف على الموقف نفسه، وقدم الموقع مجموعة من الردود التي قد تفيد الشاب أو الفتاة إذا تعرضوا لأي موقف يقلل من شأنهم.
الرد بسؤال مباشر
ماذا تقصد بهذا الكلام؟. هذا السؤال البسيط يجعل الطرف الآخر يعيد التفكير في عبارته، وغالبًا سيتراجع فورًا.
التعبير عن الغضب بهدوء
دائمًا المباشرة هي الطريق المستقيم والقصير، ولذلك ينصح الخبراء بالتعبير عن الغضب بهدوء، من خلال عبارة مثل "كلامك غير مريح بالنسبة لي". بهذه الطريقة تشير إلى أثر كلماته دون اتهام مباشر.
وضع حدود مهذبة
يمكنك استخدام عبارة قصيرة تعبر أن انزعاجك مثل "لن أقبل أن تتحدث معي بهذه الطريقة". صحيح عبارة قصيرة ومباشرة ولكنها فعالة في توصيل رسالة الرفض.

الصمت القوي
وهنا يفرق الخبراء بين الصمت بطريقة تبدو وكأنها قبول للإساءة، وبين الصمت القوي من خلال التوقف عن الكلام والنظر بثبات كافٍ لإرسال رسالة أقوى من أي رد.
الرد في بيئة العمل أو الجامعة
قد تكون الأمور أكثر تعقيدًا إذا كان التعرض لحديث يقلل من شأنك يحدث في بيئة العمل أو الجامعة، فهنا يكون الشباب في وضع أكثر إرباكًا، وقد يتطلب الرد مزيدًا من الدبلوماسية.
وقدم الخبراء نصائح للتعامل بذكاء في هذا الموقف وهي:
التوثيق
الحل يبدأ بـتوثيق المواقف، خصوصًا إذا كان السلوك متكررًا، ثم اختيار لحظة مناسبة الحديث بهدوء
يمكنك قبل اللجوء للإدارة أو الشكل الرسمي، أن تتحدث إلى الشخص الذي يقوم بهذا السلوك بهدوء، مثل قل له "في الاجتماع أو اللقاء الأخير شعرت أن طريقتك في الرد تقلل من جهدي، من الأفضل أن نناقش الأمور باحترام متبادل".
الشكوى الرسمية
وإن استمر السلوك، فاللجوء إلى المسؤول المباشر أو قسم الموارد البشرية أو القسم الخاص بهذا الشأن في الجامعة، خطوة مشروعة. وهنا يشدد الخبراء على أن الحزم لا يتعارض مع المهنية أو العلاقات الطيبة بين الزملاء.
في النهاية يشدد الخبراء على أن التراخي والسماح للغير بتخطي الحدود والتقليل من شأنك لن يوفر لك علاقات إنسانية متوازنة، كما أن العلاقات التي تقوم على الإهانة تنتهي وإن طال الوقت، ولكن قد تنتهي بعد فوات الأوان و التأثير سلبيًا على صورتك الاجتماعية.
الحلول بين يديك 6 خطوات حاسمة وقوية لمواجهة الإساءة اللفظية في العمل