mena-gmtdmp

لماذا أشعر بالفراغ رغم أن حياتي جيدة؟

لماذا أشعر بالفراغ رغم أن حياتي جيدة؟ - مصدر الصورة موقع Freepik
لماذا أشعر بالفراغ رغم أن حياتي جيدة؟ - مصدر الصورة موقع Freepik

هل شعرت يوماً أنك تمتلك كل شيء يمكن أن ترغب فيه، ومع ذلك يعتريك شعور بالحزن أو الفراغ الداخلي؟ أنت لست وحدك، آلاف الأشخاص يمرون بهذا الشعور يومياً، ورغم أنه غالباً صامت وخفي، فهو تجربة طبيعية تستحق الانتباه والرعاية.
في كثير من الأحيان، يشعر من يمتلك كل شيء بالذنب، أو بأن هناك خطباً ما بهم لمجرد شعورهم بهذا الفراغ، خاصة عند مقارنة حياتهم بالآخرين الذين يواجهون صعوبات أكبر، هذه المشاعر تجعل التعامل مع الفراغ الداخلي أو الحزن أمراً صعباً، وهو شعور طبيعي وليس عيباً في الشخصية.
الواقع أن امتلاك المال والممتلكات لا يضمن بالضرورة السعادة، فحتى الأفراد الذين تبدو حياتهم مثالية من الخارج؛ قد يعانون أحياناً من شعور بالفراغ، قد يكون بسبب نقص الاكتفاء العاطفي، الانفصال عن المقربين، أو شعور أعمق بفقدان الهدف والمعنى في حياتهم.
تخيل استيقاظك صباحاً، ممارسة روتينك اليومي، تفقد الهاتف، ارتداء الملابس، التوجه للعمل أو المدرسة، وربما الابتسام قليلاً، إذ كل شيء يبدو طبيعياً من الخارج، لكن داخلك هناك شعور غريب، لا مأساة كبيرة، ولا أزمة كبرى، ولا ألم محدد، ومع ذلك تشعر بالفراغ.

إعداد: هاجر حاتم

ما معنى الشعور بالفراغ؟

ما معنى الشعور بالفراغ؟ - مصدر الصورة موقع Freepik


الشعور بالفراغ ليس مجرد حزن أو تعب، إنه شعور بالخدر العاطفي يتسلل تدريجياً ويستولي على حياتك، وتشعر وكأن لا شيء يحركك حقاً؛ فلا فرح، لا شرارة حياة، لا معنى حقيقي، بحسب helply.ae،
وقد تلاحظ أنك:

  •  تمارس حياتك اليومية بلا شعور بالارتباط بها.
  •  تفقد الاهتمام بأشياء كنت تحبها سابقاً.
  •  تشعر باللامبالاة، حتى عند حدوث أشياء جيدة.
  •  تتساءل باستمرار: "ما الفائدة؟".

هذا ليس كسلاً، ولا قلة امتنان، بل إنه غالباً علامة على فراغ عاطفي، أو نقص اتصال مع نفسك أو هدفك أو مشاعرك الحقيقية.
تابعي معنا: عبارات عن المثابرة والتصميم.. مفتاحا النجاح والتميز

أسباب رئيسية للشعور بالفراغ رغم الحياة المستقرة

إليك العديد من الأسباب الخفية التي قد تكون وراء الشعور بالفراغ والوحدة رغم استقرار الحياة:

أسباب رئيسية للشعور بالفراغ رغم الحياة المستقرة - مصدر الصورة موقع Freepik

جروح عاطفية غير محلولة

آلام الماضي، خاصة في الطفولة؛ مثل الإهمال أو التجاهل العاطفي، يمكن أن تخلق فراغاً داخلياً، حتى لو كانت حياتك مستقرة الآن، تلك الجروح المدفونة تهمس: "هناك شيء ناقص".

وحدة الحياة الحديثة

رغم الاتصال الدائم بالآخرين عبر وسائل التواصل، إلا أننا غالباً نشعر بالانعزال، وهذا الانفصال عن التفاعل البشري الحقيقي يغذي الشعور بالفراغ.

غياب الهدف أو الشغف

الاستيقاظ للذهاب للعمل، دفع الفواتير، وفعل ما "يجب فعله"؛ قد يجعلك تتساءل: هل هذا كل شيء؟ الحياة بلا هدف يمكن أن تكون خانقة بصمت.

كبت المشاعر

إذا تعلمت كتم مشاعرك لتجنب الصراعات، أو لأنك لم تُسمح لك بالتعبير عنها، فإن هذه المشاعر المكبوتة تتحول إلى فراغ داخلي.

ضعف التواصل العاطفي والعلاقات الاجتماعية

أحد الأسباب الشائعة للشعور بالفراغ هو ضعف التواصل العاطفي والعلاقات الاجتماعية، حتى لو كانت حياتك مادية مستقرة، فقد تشعر بالفراغ إذا لم تكن لديك علاقات عميقة ومُرضية مع الآخرين. لذا فكّر في علاقاتك: هل هناك مشاكل تحتاج لحل؟ هل تقضي وقتاً كافياً مع الأشخاص الذين يهمونك؟ بناء علاقات قوية وصحية قد يزيد شعورك بالاكتفاء العاطفي، بحسب therapycincinnati.

فقدان الاتصال بهويتك وقيمك الداخلية

أحياناً نركز كثيراً على النجاح الخارجي، وننسى ما نريد حقاً في الحياة، مما يخلق شعوراً بالفراغ، رغم امتلاك كل ما نراه "ضرورياً". أخذ وقت للتفكير في قيمك وأولوياتك وشغفك؛ قد يساعدك على استعادة شعورك بالرضا.

الروتين اليومي

أيضاً، الروتين اليومي قد يصبح سبباً للشعور بعدم الرضا، فالأشياء التي كانت تمنحك سعادة في الماضي؛ قد لا تمنحك نفس الشعور الآن، سواء كانت الوظيفة، العائلة، مكان المعيشة، أو حتى المهام اليومية البسيطة.

الاكتئاب

في بعض الحالات، قد تكون هذه المشاعر مرتبطة بالاكتئاب، فليس كل من يشعر بالفراغ يعاني من الاكتئاب، لكن من المهم استبعاد هذه الاحتمالية إذا استمر الشعور بالحزن.
ما رأيك في متابعة: تأثير العزوبية على الصحة النفسية والاجتماعية للشباب

خطوات صغيرة للشعور بالحياة مجدداً

خطوات صغيرة للشعور بالحياة مجدداً - مصدر الصورة موقع Freepik


الشفاء لا يحتاج إلى انهيار كبير، أحياناً يكفي مجرد الاعتراف بأنك لست بخير، وإليك بعض الخطوات:

تسمية شعورك

قل بصراحة: "أشعر بالفراغ اليوم"، مجرد تسمية الشعور تقلل من قوته.

افحص مشاعرك يومياً

اسأل نفسك: "ماذا أشعر الآن؟"، حتى لو كانت الإجابة: "لا شيء"، فهي خطوة نحو الاتصال بنفسك.

تخلص من العادات المرهقة

التصفح المستمر، الإفراط في العمل، مشاهدة المسلسلات بلا توقف، لا تملأ الفراغ، بل تخفف الإحساس به مؤقتاً.

اصنع قائمة بما يهمك

اكتب خمسة أشياء تمنحك شعوراً بالسلام أو السعادة، وابدأ بالاهتمام بشيء واحد يومياً.

تحدث مع شخص موثوق به

المشاركة مع معالج، أو صديق مقرّب، تساعدك على شعورك بالاستمتاع والدعم.

أعد اكتشاف شغفك القديم

هل كنت تحب الفن، الموسيقى، الكتابة، أو الرياضة؟ أعد لمسة بسيطة من هذه الأنشطة في حياتك.

بسّط جدولك

الانشغال المستمر يخفي الفراغ، أفسح مساحة في أسبوعك للتنفس والشعور بالحياة.

مارس الانعكاس الصادق

بدلاً من القول: "أنا متعب"، اسأل نفسك: "ممَّ أنا متعب؟"، هذا يساعد على اكتشاف ما يحتاجه قلبك.

اكتب رسائل لنفسك

حتى لو لم تُرسل، تحدث إلى نفسك التي شعرت بالنسيان.

اطلب المساعدة إذا كان الفراغ كبيراً جداً

الدعم النفسي المهني ليس ضعفاً، بل خطوة نحو التوقف عن التظاهر بأن كل شيء على ما يرام.
قد يعجبكِ قراءة: عبارات اعتذار عن عدم الحضور بطريقة راقية