علامات الجفاء بين الزوجين وكيفية التعامل بينهما

 الجفاء بين الزوجين
كثرة الخلافات تنبئ بجفاف العلاقة (المصدر: pexels by Karolina Grabowska)
 الجفاء بين الزوجين
الهروب من الحوار المنطقي (المصدر: pexels by RDNE Stock project)
 الجفاء بين الزوجين
 الجفاء بين الزوجين
2 صور

العلاقة بين الزوجين ينبغي أن تقوم على التفاهم والتواصل والمحبة والود المتبادل؛ فالحياة الزوجية هي موطن للسكن والطمأنينة، يسعى فيها كل طرف إلى إسعاد الآخر، ولكن قد تنتهي اللحظات الجميلة وتصل الحياة الزوجية إلى مرحلة الاغتراب والغربة، وجفاف بالمشاعر، وتتحول العلاقة بين الزوجين إلى فتور وجفاف من دون مشاعر ولا اهتمام؛ بل يصل الأمر إلى مرحلة التهميش بين الطرفين، وبالطبع هذه علامات سلبية توضح أن الحياة بين الزوجين بدأت تسير في الاتجاه الآخر، وسريعاً ما تنهدم الحياة الزوجية، ثم يحدث الانفصال.

عندما تتحول علاقة الحب الدافئة لعلاقة ساكنة

الهروب من الحوار المنطقي (المصدر: pexels by RDNE Stock project)

 

تقول استشاري العلاقات الأسرية، د. سميرة دعدور لـ«سيدتي»: إن المسؤولية مشتركة بين الرجل والمرأة، وعندما تتحول علاقات الحب الدافئة والمشاعر الفياضة إلى علاقات ساكنة جافة راكدة لا تتأثر بالحب والاهتمام؛ يفقد كلا الزوجين الرغبة والشغف في الاستمتاع بالحياة، ويبتعدان عن بعضهما البعض، وتتحطم آمال الأحلام الوردية التي كانا يحلمان بها، وتبتعد المسافات بينهما؛ حتى يصلا لمرحلة الجفاف في العاطفة والبرودة في المشاعر؛ مما قد يخلق فجوة كبيرة بينهما يصعب التعامل معها، وعلى الرغم من ذلك، يمكننا القول إن الفتور والجفاء في العلاقة، تمكن مداواتهما إن أراد كلا الطرفين أن يصلحا الأمر، وأن يستعيدا أواصر المحبة والعاطفة، ويعملا بجد على إصلاح ما بينهما بالعزيمة والصبر؛ فيمهدا الطريق لاستعادة الذكريات الجميلة، ويستعيدا لحظات التقارب المتوهجة، وينظرا للمستقبل بأمل وثقة ورغبة أكيدة في الاستمرار معاً.

أعراض وعلامات تكشف الجفاف بين الزوجين

• نسيان المناسبات الخاصة

ينشغل الزوجان بكافة الأمور الحياتية والخلافات الزوجية ولا يتذكران المناسبات والتواريخ الخاصة بينهما التي مرت بحياتهما، مثل أعياد الميلاد الخاصة بهما، أو أيّة مناسبة سعيدة جمعتهما ببعضهما، أو تقديم هدية ولو مجرد وردة تُدخل السعادة على قلبهما في يوم مثل الحب، أو ذكرى الزواج، أو عيد ميلاد الزوج أو الزوجة؛ فكل هذه الأمور لا بد من عدم نسيانها مادامت تركت ذكرى سعيدة من قبل، وفي حالة نسيانهما بشكل متكرر، يكون ذلك دليلاً واضحاً على تجاهل هذه الذكريات، ويكون دليلاً واضحاً للجفاف بين الزوجين.

• غياب الشعور بالتقدير

عدم تقدير المشاعر والمسؤوليات العديدة بين الزوجين، والتقليل من شأن كلٍّ من الشريكين لبعضهما من خلال الاستهزاء والسخرية، وعدم الاحترام، يعتبر دليلاً واضحاً على أنها علاقة ضعيفة وغير صحية بل وسامّة أيضاً، والتي تؤدي إلى تراجع المشاعر الإيجابية بينهما، وتتحول الحياة إلى جفاف عاطفي بينهما.

• انعدام النوايا الطيبة

عندما تشعرين أنك وزوجك بدأتما بالتخاطب بطريقة فيها نوع من الخبث والضيق وانعدام السكن النفسي والألفة وراحة البال، وعدم الشعور بالأمان تجاه العلاقة، وعندما لا تستطيعان الاحتفاظ بحرارة الحب، وانعدمت بينكما النوايا الطيبة والتصرفات الإيجابية، وبأسلوب مختلف عن السابق، قد يكون الجفاء سيطر عليكما.

• فقدان السعادة والحماس

ستجدين أن الحزن والكآبة يسيطران على وقتكما بدلاً من الضحك والسعادة، وعندما تشعران بفقدان الشغف والحماس، وتشعران بالملل والفتور أثناء الحياة الزوجية، وقد تشعران بفتور في الحماس في الأمور التي كانت تثير اهتماماتكما في الماضي، ويحدث تغيّر في الأولويات أو الاهتمامات، بالتأكيد يُعتبر مؤشرَ ونذيرَ خطرٍ.

• بعد المسافات بين الزوجين

يُعتبر ابتعاد المسافة بين الزوجين سبباً طبيعياً لحدوث نوع من الفتور والجفاء بينهما، وهو ما يَزيد الوضع سوءاً، وربما يهدد العلاقة الزوجية بأكملها؛ فيجعل الفجوة تتسع بينهما؛ فيصعب التعامل معها، وتصل إلى مرحلة الجفاف العاطفي في علاقتهما، ويحدث شرخ في العلاقة، ويزداد يوماً بعد يوم، وتتباعد المسافات وهما في نفس المكان؛ بحيث لا يكاد يرى أحدهما الآخر أو يسمعه.

• الخرس الزوجي

كثرة الخلافات تنبئ بجفاف العلاقة (المصدر: pexels by Karolina Grabowska)


الزواج كسائر العلاقات الإنسانية، علاقة تتعرض لفترات فتور وبرود وصمت بين الزوجين‏، وإذا لم ينتبه أحد الطرفين ويحاول معالجة الخلل؛‏‏ فإن النتيجة هي جفاف عاطفي، وتباعد وجداني‏، وقد يكون بسبب عدم الصراحة والوضوح بين الطرفين، أو إلى الرتابة في العلاقة الزوجية، أو كثرة المشكلات، أو أن الرجل والمرأة لا يستوعبان طبيعة الآخر، أو الروتين اليومي المتكرر في الحياة من دون أيّ تجديد أو رغبة في التغيير.

• الانشغال بوسائل الاتصال

مع اتساع الفجوة بين الزوجين، يلجأ البعض للانشغال بالأمور الترفيهية، والتي يلجأ أحدهما إليها كوسيلة للهروب من أرض الواقع، بقضاء الساعات الطويلة في استخدام الهاتف المحمول، سواء لتصفح مواقع التواصل الاجتماعي، أو لممارسة الألعاب الإلكترونية، بالتأكيد يكون ناتجاً من الجفاف العاطفي بينهما.

• البعد وتطويل فترة الخلاف

عندما تطول مدة الخلاف بين الزوجين، تزداد الفجوة بينهما وتتسع، وهذا دليل واضح لعدم وجود المشاعر، ووجود الجفاف العاطفي؛ فخير الزوجين من يبدأ بالوصل ويُقبل على الطرف الآخر ويصالحه ويصفح عنه، وخيرهما عند الله تعالى من يبدأ بالسلام.

• عدم التواصل

هو حالة انقطاع التواصل والحوار اللفظي والروحي بين الزوجين، بسبب غياب النضج الفكري والعاطفي لدى الزوجين أو أحدهما؛ فقد يحرمه من القدرة على الحوار بموضوعيّة؛ مما يؤدي بدوره إلى التأثير سلبياً على عملية التواصل، وبسبب غياب التواصل أيضاً عندما يبلغ أحدهما مرحلة اليأس في العلاقة؛ فيفترض مسبقاً أن الحوار لن يؤدّي إلى أيّة نتائج إيجابيّة؛ فيرفض الحوار؛ فيؤدي إلى بعد المسافة وخلق فجوة كبيرة بين الزوجين.

• المقارنات الخارجية

مقارنة الحياة الزوجية بحياة الآخرين، أو بين صفات شريكه في الحياة وتفاصيل زوجات أخريات لأصدقائه، قد تولّد لدى الطرف الآخر شعوراً بالدونية والإحباط وعدم التقدير، كما يشعر بأنه غير كافٍ للطرف الآخر، بالتالي يشعر بالقلق والتهديد في العلاقة، وبالتالي يُصاب بالإحباط وخيبة الأمل والشك نتيجة لعدم وصوله للصورة الكاملة عند شريكه.