يُعدّ الزواج مرحلة انتقالية جديدة في حياة أي زوجين، فاستيعاب التغييرات ومتطلبات المرحلة الانتقالية بين العزوبية والزواج هو أمر مهم وضروري للشريكين، ويجب على الزوجين أن يكونا على دراية بتحديات الحياة الزوجية وما يصاحبها من تغيرات، وهو أمر يمكن أن يكون ناتجاً عن عدة عوامل نفسية واجتماعية وفسيولوجية، وقد تلعب التوقعات غير الواقعية أيضاً دوراً واضحاً في هذه التغييرات.
تغير المشاعر الزوجية أمر طبيعي مع مرور الوقت بعد الزواج

تقول استشاري العلاقات الأسرية نجوى فهيم لـ"سيدتي": "يجب على الزوجين أن يكونا على دراية بتحديات الحياة الزوجية، وما يصاحبها من تغيرات، فتغير المشاعر الزوجية أمر طبيعي مع مرور الوقت بعد الزواج، وقد تشمل هذه التغيرات شعوراً بالملل أو فقدان الشغف، ولكن من المهم أن يتعامل الزوجان مع هذا التغير بشكل إيجابي، وأن يحافظا على التواصل والاهتمام المتبادل بينهما؛ للحفاظ على علاقتهما، وأن تكون العلاقة مبنية على التفاهم والدعم المتبادل، وتبادل المشاعر الصادقة والاستماع إلى بعضهما البعض، وتغيرات المشاعر بعد الزواج يمكن أن تتراوح بين المشاعر الإيجابية؛ مثل زيادة السعادة والارتياح، وبين المشاعر السلبية؛ مثل الحزن أو الاكتئاب، فمن المهم الحفاظ على التواصل والاهتمام المتبادل لتعزيز العلاقة الزوجية.
تابعي الرابط التالي لتعرفي إجابة السؤال: لماذا يختفي الحب بعد الزواج؟
أعراض تغير المشاعر بين الزوجين بعد الزواج
المشاعر السلبية

الحزن والتشاؤم
فقد يشعر الزوجان ببعض من الشعور باليأس أو الحزن المستمر، أو الاكتئاب، أو قد تكون مشاعر الإحساس بعدم القيمة وحتى كراهية الذات من أولى العلامات الشائعة، حتى في الأوقات التي من المفترض أن يكونا في قمة السعادة، فقد يتغلب التفكير السلبي والتشاؤم من المستقبل.
صعوبة التركيز
قد يجد الزوجان صعوبة في التركيز أو اتخاذ القرارات، وقد يكون السبب هو التغيرات في نمط الحياة، والمسؤوليات الجديدة، والتوترات التي قد تنشأ بعد الزواج، وإعادة هيكلة الروتين اليومي، هذا يمكن أن يؤثر في القدرة على التركيز في المهام المعتادة.
الانفعال والتوتر
قد يصبح الزوجان أكثر عرضة للتوتر، والانفعال؛ بسبب الشعور بالملل بسبب التغيرات في الروتين اليومي، مثل انشغال أحد الزوجين بالعمل أكثر من الآخر، أو تغير أنماط الحياة السابقة، أو إدارة المسؤوليات الجديدة؛ مثل إدارة الأمور المالية، أو تقسيم المهام المنزلية، أو حتى التعامل مع أسرة الزوجين، بالإضافة إلى الضغوط التي قد تنشأ في العلاقة الزوجية.
الشعور بالذنب
قد يشعر الزوجان بالذنب أو اللوم الذاتي؛ بسبب تغيير علاقاتهما مع الأصدقاء والعائلة، أو بسبب عدم القدرة على استمرار بعض العلاقات كما كانت من قبل، أو بسبب التغيرات الجسدية التي تطرأ عليهما بعد الزواج، مثل تغيير في وزن الجسم أو ظهور مشاكل صحية جديدة، وقد يشعران أيضاً بالذنب بسبب التغيرات النفسية التي تحدث لهما، مثل الاكتئاب أو القلق، أو يشعران بالوحدة؛ بسبب عدم القدرة على تواصل أحدهما مع الآخر.
فقدان الاهتمام بالأنشطة
قد يكون فقدان الاهتمام بالأنشطة مجرد رد فعل على التغيرات في الحياة، حيث يصبح الزوجان أكثر انشغالاً بمسؤوليات الزواج، مثل الاهتمام بالمنزل، أو تربية الأطفال، لذلك لابد من طلب المساعدة لتقييم السبب ووضع خطة للتعامل معه.
تغيرات في الشهية والنوم
قد يعاني الزوجان من تغيرات في الشهية، أو النوم، مثل الأرق أو فرط النوم، أو صعوبة في النوم، مما يؤثر على صحتهما الجسدية والعقلية، وهذه التغيرات قد تكون جزءاً من عملية التكيف مع الزواج، أو قد تشير إلى حالة صحية تحتاج إلى اهتمام، وقد تؤدي التغيرات في الشهية إلى زيادة أو نقصان في الوزن، خاصة مع تغييرات نمط الحياة بعد الزواج.
الشعور السلبي تجاه الطرف الآخر
قد يشعر الزوجان بالنفور أو السلبية تجاه بعضهما، مما يؤثر على العلاقة، وقد تكون مرتبطة بعدة عوامل؛ مثل الإحباط، التوتر، المشاكل غير المحلولة، أو حتى تغييرات طبيعية في العلاقة، وقد يشمل هذا الشعور السلبي: الغضب، السخط، الشعور بالملل، أو حتى الشعور بالوحدة.
التحسس الزائد
قد يصبح الزوجان أكثر حساسية وقابلية للبكاء أو الغضب، سواء كانت تصرفات الزوج أو ردود أفعاله، أو حتى الظروف المحيطة، وقد يؤدي هذا التحسس الزائد إلى مشاكل في العلاقة الزوجية، بسبب زيادة التوتر والصراع والخوف من المستقبل، فقد يشعر الزوجان بالخوف من المستقبل، وتأثيره على حياتهما الزوجية، مما يزيد من الحساسية تجاه كل شيء.
قد ترغبين في التعرف إلى: 5 سلوكيات يجب على الفتاة تغييرها عند الزواج
المشاعر الإيجابية

زيادة السعادة
قد يشعر الزوجان بالسعادة والارتياح؛ نتيجة للتكيف مع الحياة الزوجية، فمن خلال الاحترام المتبادل، والتواصل المفتوح، والتفاهم، والمودة، أيضاً، يمكن للأزواج الاستمتاع برحلات مشتركة، وممارسة الهوايات معاً، والتركيز على بناء صداقة قوية بينهما، والاستمتاع بالوقت؛ من خلال ممارسة الهوايات المشتركة، أو قضاء الأوقات معاً في المنزل.
تجاوز الخلافات
قد يتجاوز الشريكان الخلافات التي قد تنشأ بينهما، ويمكنهما التفاوض على حلول مُرضية للجميع، والتواصل بشكل فعال، والبحث عن أرضية مشتركة، مع تجنب النقد، بل التركيز على الإيجابيات في العلاقة، وتحديد نقاط القوة المشتركة.
الهدوء النفسي
قد يشعر الزوجان بالهدوء النفسي نتيجة للتخلص من بعض الضغوط التي كانت ترافقهما في فترة الخطوبة، فيتحقق الهدوء النفسي؛ من خلال التخطيط الجيد للزواج، وتبادل المشاعر بصراحة مع الشريك، بالإضافة إلى ممارسة التأمل والتنفس العميق، مع التركيز على التخطيط للمستقبل، ما يؤدي إلى تقليل القلق والاكتئاب بعد الزواج، ويُسهم في تحقيق الهدوء والاستقرار النفسي.
الشعور بالاستقرار
قد يشعر الزوجان بالاستقرار نتيجة للتخلص من بعض التساؤلات أو المخاوف التي كانت ترافقهما فترة الخطوبة، وقد يشعران بالأمان والهدوء والثقة في الحياة الزوجية، وهذا الشعور يمثل السعادة والرضا عن الحياة بشكل عام، فنجد الزوجين يحبان ويقدّران بعضهما البعض، ويتجاوبان مع احتياجات بعضهما البعض، بل ويتمتعان بتفاهم وتواصل جيد، ويتمكنان من حل المشاكل بسلام.
الثقة والدعم المتبادل
الزواج يمنح الزوجين شعوراً بالأمان والثقة، وكل منهما يدعم الآخر في مختلف جوانب الحياة، فيعتبر الدعم المتبادل عاملاً مهماً لتعزيز الثقة في العلاقة العاطفية، حيث يكون الشريكان موجوديْن بجانب بعضهما دائماً.
الوفاء والمساندة
يمكن أن يولّد الزواج مشاعر الوفاء والمساندة في أوقات الشدة، مما يعزز من قوة العلاقة، وهما من أهم الركائز لبناء علاقة زوجية قوية ومستقرة، فالوفاء يعني الحفاظ على الالتزامات التي تم التعهد بها، والمحافظة على أمانة الطرف الآخر، والمساندة تعني الدعم المتبادل في المواقف الصعبة، والوقوف بجانب بعضهما البعض في جميع المراحل.
والرابط التالي يعرفك: الزواج الناجح بين الشخصيات المتشابهة والمختلفة