mena-gmtdmp

على هامش قمة الإعلام العربي حوارات ممتعة مع صناع المحتوى

لقطة من جلسة نكهات شبابية
جلسة نكهات شبابية

في عصر تسارع التكنولوجيا وانتشار الإنترنت، أصبحت إنتاجية المحتوى ذات أهمية لا تُقدَّر بثمن. حيث أصبحت المعلومات متاحة على نطاق واسع بفضل جهود صناع المحتوى، فرغم التحديات التي تواجههم، يبدو مستقبل صناع المحتوى واعدًا. فتطور التكنولوجيا وتوسع استخدام الإنترنت يفتح الباب أمام فرص جديدة لتطوير المحتوى وتوسيع جمهوره. بالإضافة إلى ذلك، يشكل تزايد الطلب على المحتوى ذات جودة عالية فرصًا كبيرة للمبدعين.

وكان حفل جائزة "رواد التواصل الاجتماعي العرب"، أقيم ضمن إطار فعاليات اليوم الختامي لـ "قمة الإعلام العربي 2025" في دبي وحضر الحدث عدد كبير من أبرز وجوه صناع المحتوى، وكان لسيدتي هذه اللقاءات مع عدد منهم  للحديث عن تجاربهم الخاصة في مجال صناعة المحتوى.

الشيخة حصة: أساس النجاح هو الاستمرارية

الشيخة حصة


الشيخة حصة آل خليفة، شيف ومدونة طعام، حصلت على شهادة في الطبخ، وأصبحت من الطهاة المعروفين، تحدثت عن النكهات الشبابية والشغف العالمي لصانع المحتوى في أن يتكلم عن الطعام، وربطت كل هذا بالهوية الرقمية، ودور التواصل الاجتماعي، وكيف أصبحت الوسيلة الوحيدة لهذا الانتشار، ولم تنس الشغف والرابط بين الطعام والتراث، وقدمت نصائح للجيل الجديد، قائلة: "أساس النجاح هو الاستمرارية، والذي يصر على الاستمرار، سينجح وسيحصل على نسيجه، والهوية الرقمية هي التي تميز الأشخاص عن بعضهم، وعلى كل صانع محتوى ألا يقلد، بل يتميز بشخصيته وطرحه، ويفتخر بطرحه الذي يقدمه على وسائل التواصل".

بالنسبة للشيخة حصة أصبح الذكاء الاصطناعي مساعداً شخصياً، فهو يختصر عليها الكثير من الأشياء، الني كانت تبحث عنها، وتستهلك وقتها، تقول:"الذكاء الاصطناعي، أعانني في الوصول إليها في ثوان، وليس خطأ أن نعتمد على التكنولوجيا، بحيث تخدمنا بشكل إيجابي".

أروى لوتاه: أعشق النكهات الإماراتية

أروى لوتاه


تحب أروى لوتاه، شيف إماراتية، أن يكون الطعام الذي تقدمه مستوحى من كل الدول، لكن بنكهات إماراتية، كما تحب أن يعكس المحتوى الذي تقدمه صورة عن شخصيتها، تتابع أروى: "لا أركز كثيراً على التنافس، بل أحب أن اقدم القصص من خلال أطباقي ومحتواي، أحب أن أكشف للناس تجاربي في المطبخ، والأشياء الجديدة التي أقوم بها، باختصار المحتوى الذي أقدمه يجسد هويتي الإماراتية".
وقد تحدثت أروى في لقائها مع سيدتي عن التفرد، وأهمية أن يقدم الشيف ما يميزه وهذا ما يجعله قريباً من الناس،ويمنحه القبول بشكل أكبر، وتكلمت عن الأمور السلبية في العمل كصانع محتوى، قائلة: "أن يكون صانع المحتوى إلى درجة ما منعدم الخصوصية، بحيث يتواصل معه الناس بشكل يمنع أي حاجز".

أحمد الكويتي: كيف تابعت الهدف؟

أحمد الكويتي


أحمد الكويتي من البحرين، مذيع وصانع محتوى في حساب خوش فكرة على إنستغرام، تحدث عن أطرف موقف حصل معه خلال تغطيته لكأس الخليج الماضي في الكويت، وكانت المباراة بين البحرين والعراق، وكنت أعمل مقابلة مع شخص بحريني، وفي هذه اللحظة بدأت المباراة، وأدخل الفريق البحريني هدفاً في الدقيقة الأولى، فترك الشخص الذي أقابله المكريفون والمقابلة، وركض حتى يتتبع أخبار الهدف، وأنا لم أوقف المقابلة بل ركضت وراءه، وأنا أضع يدي على غترتي، وذهبنا نرى الهدف مع بعضنا، وأنهيت المقابلة.

يوسف السراج: أنا وشخصية مضياف

يوسف السراج


يوسف السراج، صانع محتوى من الكويت، كان يتجول في المنتدى، وهو يحمل لعبة محشوة اسمها مضياف، يقول عنها: "هذه شخصية تمثل اليوم الوطني الكويتي، وهي عبارة عن أبراج الكويت، وكان يستخدمها كمكريفون في إجراء لقاءاته، يصنع محتواه من خلال اللقاءات الفنية التي يجريها، في المسارح، ويعيد صياغة الأعمال الفنية القديمة، كما يقول ويتابع: "آخذ من الأعمال القديمة، المصرية، وأعيد صياغتها على الطريقة الكويتية، أو آخذ مسلسل سوري، وأعيد صياغته ليصبح مسلسلاً كويتياً، وبالنسبة لأكثر فيديو أعدت صياغته حاز على أكبر عدد من المشاهدات، هو تحويل المسلسل التركي الحفرة، إلى مسلسل كويتي سعودي". بدا يوسف متضايقاً من المتابعين الذين ينتقدون الفنان لمجرد الانتقاد، غير مستندين على أمور منطقية.

محمد حلمي: نحن طماعون!

محمد حلمي


محمد حلمي ستاند آب كوميدي من مصر، وصانع محتوى، أكد صعوبة أن يكون الكوميدي الذي يقف أمام الناس على المسرح، وتابع: "لا يصيبني التوتر، بل ربما يظهر هذا لأنني حالياً أدور الكثير من البلدان العربية والأوروبية، وأميركا وكندا، لهذا أضع في الحسبان اختلاف فئات الجمهور، بسبب تعدد الخلفيات الثقافية، وهذا ما أحترمه، ويضعني تحت مسؤولية وأحاول أن أتكلم بلسانه، وبالطريقة التي يفهمها".
محمد يستمد أفكاره من الجمهور، إذ يعلن للعرب الذين يقيمون في مكان ما حول العالم، أنه قادم إليهم، ومن عنده موقف يحب عرضه فليرسله، يتابع محمد: "أسألهم عن مشاعرهم، وبماذا يمرون، كما أنني أعتمد على فريق بحث يعطيني جميع الخلفيات الثقافية التي سأعتمد على نصوصها في المقاطع الكوميدية التي سأقولها، لعلمهم المسبق عن وجهة عروضي المسرحية".

وعن عرض مسرحي  قدمه ولم يكن راضياً عنه قال: "ليس هناك عرض لست راضياً عنه، لكننا نحن الكوميديان طماعون، فلو سمعنا ضحكاً نتوقف لنسمع تصفيقاً، ولو سمعنا تصفيقاً، نتوجه بأعيننا إلى الجمهور لنجده يقف، فدائماً الكوميديان يكون طماعاً، يحب أن يعرف نتيجة عرضه، وتعبه بشكل مباشر".

أحمد الجمل: المال عصب كل شيء

أحمد الجمل


أحمد الجمل، صانع محتوى اقتصادي، وبودكاستر، تحدث عن المسؤولية الكبيرة التي يحملها المحتوى الاقتصادي في العالم، بسبب الأزمات الاقتصادية التي نمر بها، وتابع قائلاً: "يجب أن يكون هناك محتوى إرشادي اقتصادي يشرح للناس، أسلوب حياتهم المالي يومياً، كيف تدخر، كيف تستثمر، كيف تبني شركة، فالنجاح المالي ضروري، لأن المال عصب كل شيء، لهذا لا بد من إفهام الناس كيف يمكن تحقيق دخل مادي إضافي، وكيف تبني نجاحًا ماديًا مع ضمان الاستمرارية، وهذا هو دورنا نحن صناع المحتوى الاقتصادي، وهو تثقيف الناس، مالياً بتبسيط المفاهيم الاقتصادية، فقد أصبح الادخار والاستثمار هو الشغل الشاغل لجميع الناس، وهذا كله لا بد من أن يكون له وجود على السوشيال ميديا، ونحن في قمة تجمع الإعلاميين العرب، وصناع المحتوى، والبودكاست، لأن اقتصاد صناعة المحتوى أصبح يقدر بـ 250 مليار دولار، في 2024، ومتوقع أن يصل إلى نصف مليار دولار في 2027 .
يجد أحمد أن فكرة الوصول بالمحتوى الاقتصادي، لا تقاس بعدد المشاهدات، بقدر حجم الاستفادة، يتابع قائلاً: "هذا ما نجده في الردود، مثلاً في استضافتي لتجارب الناجحين عبر البودكاست الذي أقدمه، تأتيني ردود الأفعال على الحلقة، وهي التي تكون ملموسة".

يطلع أحمد على ردود أفعال الناس، وكيف وصلوا إلى الحلقة، فالمجال الاستثماري برأيه هو تحفيز للناس، كي يقدموا على الاستثمار، ونحن هنا لا نركز على أن تكون الفكرة للعامة، بقدر ما أن تكون للمهتمين في المجال الاقتصادي، يتابع: لهذا يختلف محتوانا عن أي محتوى آخر، وليس هدفنا الوصول، وإلا كنا قد أنتجنا فيديو يبسط المفاهيم، لتصل إلى آلاف الناس، بل الملايين".
 

عبدالله إسماعيل: لا زلنا نبحث عن نوع العلاقة بيننا وبين الذكاء الاصطناعي

عبدالله إسماعيل


عبدالله إسماعيل، إعلامي ومقدم برامج في دبي للإعلام، ومع التكنولوجيا الحديثة، تكلم عن الإعلامي الذي أصبح مجبراً على أن يكون جزءاً من منظومة التواصل الاجتماعي، وقد أصبحنا بشكل أو بآخر صناع محتوى، وتابع قائلاً: "نحن اليوم بين نوعين من صناع المحتوى، وهي صناعة المحتوى التخصصية، فالطبيب يتكلم في الطب، واختصاصية التغذية تتكلم في مجالها، وبعضهن اتجه للأزياء وتحسين المظهر، والنوع الثاني من ينقل لك نبض الحياة اليومية، وأسلوب معيشة الناس، وبالنسبة لي عندي قصص يومية من حياتي، ومن المجتمع الإماراتي، أشرك فيها المتابعين".

تكلم عبدالله عن "شات جي بي تي"، الذي يتواصل معه، وعن الخدمة الموجودة في الواتساب من الذكاء الاصطناعي، إضافة للموجود على السناب شات، يستدرك قائلاً: "لكنني لا زلت لا أثق به تماماً، لأن المعلومات التي يعطيك إياها، من الخطأ أن يتم استخدامها، ونحن بحاجة إلى حذر كبير، عندما تجري بحثاً عن طريق الذكاء الاصطناعي، فأنت بحاجة إلى أن تتأكد من حقوق الملكية، وحقوق الصور التي يعرضها، أو الخبر أو الفيديو، أو أي معلومة، لأن الذكاء الاصطناعي اليوم، ما زال يبحث عن ذاته، ولا زلنا نحن نبحث عن نوع العلاقة بيننا وبينه، فهل نثق به؟ أم هو يخوننا، لأن الكثير من المعلومات، والبحث الذي يعطيك إياه الذكاء الاصطناعي غير صحيح".
ذكر عبدالله مثالاً لأحد الذين سأل الذكاء الاصطناعي" في أي حلقة ذكرت دبي في مسلسل ستار لينغ الشهير"، وقد أعطى معلومات خاطئة، يستدرك قائلاً: "الذكاء الاصطناعي هو في النهاية آلة، وهو شيء غير ملموس، وهو غير الإعلامي الذي يمكن الرجوع إلى مؤسسته الإعلامية، ومصادره، وأخلاقياته والتزامه القانوني، هذا يمكن محاسبته على خطئه،أما شات جي بي تي، من سيحاسبه على خطئه، ... هو مفيد، لكن بكل الأحوال لا يمكن الثقة بمعلوماته".

حميد ومحمد هضبان: نظرة الناس مهمة

حميد ومحمد هضبان: نظرة الناس مهمة


حميد ومحمد هضبان، توأم إماراتي،اشتهر في صناعة المحتوى على السوشيال ميديا العربية والغربية بشكل لافت، بسبب محتواهما الشيق واللافت، في الأزياء والحياة العامة، تحدثا عن طريقة مشيهما وراء بعضهما، وعلق أحدهما قائلاً وهو يمازح: "نسير وراء بعضنا حتى لا نتسبب بالزحام، ولا نضايق الناس".
حميد ومحمد دخلا عالم السوشيال ميديا خلال فترة الكورونا، وقد كانت الفكرة دائماً ببالهما، يقول أحد التوأم: "أي شخص ينوي الظهور على السوشيال ميديا، لا بد أن يفكر بنظرة الناس إليه من حوله، كيف يرونه، وهل سأقدم محتوى مخجلاً أم أنيقاً وحلواً يتقبله الناس، وعندما بدأنا في أيام انتشار الكورونا 2020، لم يكن أحد حولنا، ولم نكن نشعر أننا مراقبون، فلا أحكام تطلق علينا".

ورد التوأم الثاني: "في البدايات أي تعليق كان يطلق كان يضايقنا ولكننا مع الوقت، لم تعد تؤثر فينا، بعد أن وثقنا بنفسنا، وعند سؤالهما عن أغلى فيديو، تقاضيا عليه أجراً، أجابا بصراحة وبكل بساطة: "كان فيديو أميركان هيجل الذي قدمناه منذ ثلاث سنوات".
كشف التوأم عن حبهما للطبخ، واعترفا أنهما مقصرين في هذه الناحية، وأبديا استعدادهما لتقديم العديد من الوصفات، وعلقا: "آخر وصفة عرضناها، كانت كيكة أحمد الزامل، وقد كشف الاثنان، أنهما يحبان الارتباط بتوأم.
كما تحدثا عن تجربتهما بزيارة مهرجان كان السينمائي ، واعتبراها تجربة جميلة، وقد عددا أسماء المشاهير الذين سعدوا بمقابلتهم، مثل ليوناردو كابري، وانجلينا جولي، وبيلا حديد. وفي النهاية، كشفا عن عشقهما للشاي، والطعام الآسيوي.
صحيفة الشرق الأوسط تفوز بجائزة الصحافة العربية عن فئة التحقيقات