أطلقت هيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية، اليوم 22 جمادى الأولى 1447 هـ الموافق 13 نوفمبر 2025 م "موسم شتاء درب زبيدة 2025" تحت شعار "ميّل وتلقانا"، إيذانًا ببدء موسم شتوي يقدّم إضافة نوعية للمشهد السياحي في السعودية، من خلال تجارب تعمّق ارتباط الزوار بالطبيعة والتراث، وتبرز درب زبيدة وجهة شتوية ثريّة تجمع أصالة المكان وحداثة التجربة.
فعاليات موسم شتاء درب زبيدة 2025
ووفقًأ لوكالة الأنباء السعودية "واس"، يقدّم الموسم باقة متنوّعة من التجارب والبرامج السياحية المتنوعة التي تلبي اهتمامات الزوار، من العائلات إلى عشّاق المغامرة والفلك والتخييم، ويبرز ضمن هذه التجارب انطلاق "محمية الشمال للصيد المستدام" أول محمية متخصصة من نوعها في السعودية، حيث تتيح ممارسة الصيد المستدام مع توفير طرائد متعددة مثل الحبارى والغزلان والمها الوضيحي، ضمن منظومة دقيقة تصون الحياة الفطرية وتحافظ على توازنها الطبيعي.
ويشمل الموسم تجربة الإقامة في كرفانات الحسكي التي توفر أجواء شتوية مثالية لعشاق المكشات في شعيب الحسكي، إضافة إلى تجربة تخييم راقية في مخيم لينة الذي يمنح الزائر مزيجًا من الهدوء والراحة في بيئة طبيعية متكاملة.
ويواصل الموسم تقديم خيارات متنوعة عبر مخيم ذا لايف الذي يجمع رفاهية التخييم وروح المغامرة في قلب الصحراء، إلى جانب برنامج السماء المعتمة في النفود الكبير الذي يتيح للزوار مراقبة النجوم والظواهر الفلكية في واحدة من أصفى السماء في المنطقة، ويقدّم ميدان الرماية تجربة ترفيهية مليئة بالحماس من خلال ميادين مجهّزة بمعايير سلامة عالية تتيح ممارسة الرمي على الأهداف الثابتة والأطباق الطائرة.
ويأتي موسم شتاء درب زبيدة ضمن توجه الهيئة لتعزيز السياحة البيئية، وتقديم وجهات شتوية تضيف قيمة اقتصادية وثقافية، ما يجعل الموسم محطة بارزة للزوار الباحثين عن تجارب شتوية متنوعة تلبي جميع التطلعات.
تابعوا المزيد: مهرجان شتاء درب زبيدة يجذب الزوار بالعروض العالمية والموروثات الشعبية
عن درب زبيدة
"درب زبيدة" يُعد من أبرز الطرق التاريخية في الجزيرة العربية، وارتبط منذ القدم بمسارات القوافل التجارية، ثم اكتسب أهمية متعاظمة بعد ظهوره كأحد أهم طرق الحج في العصر الإسلامي، ممتدًا من مدينة الكوفة في العراق مرورًا بشمال السعودية، ويعبر بمحاذاة محافظة رفحاء بمنطقة الحدود الشمالية، وهي أولى المحافظات السعودية التي تقع على هذا الطريق وصولًا إلى مكة المكرمة.
ويمتد الطريق على مسافة تقارب 1400 كم، وأسهم في تسهيل رحلات الحج والسفر عبر الصحاري القاحلة، مجسّدًا بذلك جانبًا من عبقرية التخطيط الهندسي الذي تميزت به الحضارة الإسلامية في تنظيم البنى التحتية لخدمة الإنسان.
وبلغ "درب زبيدة" ذروة ازدهاره في عصر الخلافة العباسية الأولى حيث كان من أهم طرق الحج والتجارة إبان تلك الحقبة، حيث أُقيمت محطات متتابعة على امتداده، وبنيت البرك لجمع الماء بطريقة ذكية جدًا وفي أماكن مختارة بعناية فائقة لتخزين المياه وبمسافات مدروسة ليستفيد منها الحجاج للتزود بالماء، إلى جانب آبار عميقة محفورة بعناية، وشكّلت هذه المحطات نقاط راحة وأمان للحجاج والمسافرين، مما خفّف عنهم مشقة الطريق وأمّن لهم موارد أساسية في قلب الصحراء.
وكان الطريق مزودًا بالأعلام وهي إشارات تدل على الطرق بينها مسافات معلومة وتبنى الأعلام من حجارة متفاوتة الأحجام وترص على بعضها على هيئة شكل مخروطي وتبنى عادة قرب مصادر المياه وعند مفترق الطرق لترشد الحاج والمسافر، كما زُود الطريق بالأميال وهي علامات توضح عليها المسافات محفورة على الحجر، وبلغت المسافة بين كل بريد وآخر نحو 12 ميلًا إسلاميًا "24 كم"، فيما كان العلم يُقام في منتصف المسافة، مرفوعًا ليسهل تمييزه -من بعد-، وحُملت على تلك الأعلام، الدلالة على دقة التنظيم وبمسافات مدروسة ليستفيد منها الحجاج والمسافر.
وشهد الطريق عناية عمرانية خاصة، حيث رُصفت أرضيته في المناطق الرملية بالحجارة لتثبيت المسار، ومنع انزلاق القوافل، كما أُقيمت محطات رئيسة على امتداده، منها "القاع" "زُبالا"
"الشيحيات"، و"فيد"، و"الأجفر"، و"القاعية"، التي توفرت فيها المياه والطعام وأدوات الراحة، فكانت ملتقى للقوافل ومراكز تموين واستراحة في عمق الصحراء، وفقًا لـ "واس".
يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على منصة إكس





