هم العقولُ التي تنسج الأحلام، والطاقات التي تحوّلها إلى واقعٍ يُسهم في نموّ المجتمعات وتطوير العالم. الشباب، عصب التغيير ومصدر إلهامه.
كرّمهم العالم بيوم خاص، "اليوم العالمي للشباب" الذي اختارت له الأمم المتحدة تاريخ 12 أغسطس؛ ليكون محطة سنوية للاحتفاء بدَور الشباب وإمكانياتهم، وتسليط الضوء على قضاياهم أمام المجتمع الدولي.
هذا العام، يرفع "اليوم العالمي للشباب" شعار «أعمال الشباب المحلية من أجل أهداف التنمية المستدامة وما بعدها». وفي هذه المناسبة، نسلّط الضوء على شخصية سعودية شابة استطاعت أن تصنع فارقاً في مجتمعها، هي ليندا الفيصل، التي تنقّلت بين عوالم الباليه والتمثيل، قبل أن تجد في منصات التواصل الاجتماعي منبراً مؤثراً لنشر رسائلها وطموحاتها؛ لتصبح صوتاً ملهِماً لجيلها.
جيل لا ينتظر الفرص؛ بل يخلقها
عرّفينا إلى ليندا الفيصل؟
أنا ليندا الفيصل، أصغر متحدثة سعودية عن رؤية 2030، ومقدمة بودكاست “Linda and Vision 2030”، الذي يهدف إلى إلهام وتشجيع الشباب على استغلال كلّ فرصة تمنحنا إياها رؤية 2030؛ لأنني أؤمن أننا بنورنا، ومع هذه الفرص، سنصنع مستقبل المملكة العربية السعودية.
بدأت مسيرتي في مجالات متنوّعة مثل: الباليه والتمثيل والتقديم، وكنتُ أصغر مذيعة في إذاعة Ufm في برنامج نكبر ونحلم.
شاركت مؤخراً كأصغر متحدثة سعودية عن رؤية 2030 في مؤتمر ميامي الدولي، وكنتُ ممثلة لجيل الشباب السعودي في محافل عالمية. ومن خلال مشاريعي والبودكاست الذي أقدّمه، أركّز على إبراز قصص النجاح، ومناقشة التحديات، وفتح أبواب الحوار حول الابتكار، والاستدامة، وريادة الأعمال، والتحوّل الرقمي.
أنا مؤمنة بأن جيلي ليس مجرد مستقبل السعودية؛ بل هو الحاضر الذي يصنع التغيير. نحن جيلٌ مليء بالأفكار والطموح، جيلٌ لا ينتظر الفرص؛ بل يخلقها. وبصوتنا وأحلامنا، سنكون جزءاً من قصة نجاح وطننا، ونترك بصمة تُلهم الأجيال القادمة.
الشباب السعودي والتنمية المستدامة
كيف ترَين دَور الشباب السعودي في تحقيق أهداف التنمية المستدامة عالمياً ومحلياً؟
أرى أن الشباب السعودي اليوم أصبح أكثر وعياً بمفهوم التنمية المستدامة، ليس كشعار؛ بل كمسؤولية يومية. من خلال: الابتكار، ريادة الأعمال، والعمل التطوعي، نترجم هذه الأهداف إلى مبادرات ملموسة تخدم المجتمع وتواكب رؤية السعودية 2030.
هل تعتقدين أن أصوات الشباب مسموعة في صنع القرار المحلي؟
بكلّ تأكيد، أصبح للشباب مساحة أكبر للتعبير والمشاركة في الحوار الوطني. هناك منصات رسمية، وبرامج حكومية، ومجالس شبابية تتيح لنا إيصال أفكارنا مباشرة إلى صنّاع القرار.
برأيك، هل تقدّم الحكومة السعودية والمؤسسات المجتمعية الدعم الكافي لتحقيق أهداف الشباب في الاستدامة؟
نعم، هناك دعم ملموس من خلال: برامج التمويل، التدريب، وحاضنات الأعمال. والأهم أن هذا الدعم متكامل، يشمل: التوجيه، التمكين، وتوفير البيئة المناسبة للابتكار.
ما هي أهم المهارات التي يمتلكها الشباب السعودي وتؤهّلهم للقيادة والابتكار؟
لدينا طاقة عالية، شغف بالتعلُّم، ومرونة في التكيُّف مع التغيُّرات؛ إضافة إلى المهارات الرقمية والقدرة على التواصل الفعّال، وهي عناصر أساسية للنجاح في عصر التكنولوجيا.
التغيّرات الاجتماعية وصناعة الفرص
كيف أثّرت التغيّرات الاجتماعية في السعودية على طموحاتك ومسيرتك المهنية؟
التغيّرات الأخيرة منحتنا جميعاً حرية أكبر في الاختيار، ومساحات أوسع للإبداع، وهذا انعكس على طموحاتي التي أصبحتْ أكثر جرأة ووضوحاً.
ما هي أبرز التحديات التي واجهتكِ وكيف تغلبتِ عليها؟
أكبر تحدٍ كان إثبات الذات في مجال تنافسي، وتغلّبت عليه بالعمل المستمر، وتطوير مهاراتي، وعدم الاستسلام أمام العقبات.
بما أنكِ مهتمة بالاستدامة، ما الرسالة التي تسعَين لإيصالها عبْر محتواك؟
أسعى إلى توعية الناس بأهمية دمج الاستدامة في حياتنا اليومية، سواء في أسلوب استهلاكنا، أو طريقة تعاملنا مع البيئة والمجتمع.
رسائل ملهمة في اليوم العالمي للشباب
من هو/ هي قدوتكِ في الحياة شخصياً ومهنياً؟
قدوتي كشابة، سيدي صاحب السموّ الملكي ولي العهد؛ لأنه ملهِم لشباب المملكة والعالم بما يقدّمه لنا من فرص. أمّا على الصعيد الشخصي فوالدي ووالدتي هما قدوتي في العطاء، وفي دعمهما وتحفيزهما لي، وهو ما ساعدني على النجاح دوماً. كذلك أستلهم من العديد من الشخصيات السعودية التي صنعت تأثيراً عالمياً.
ما هي رسالتكِ للشباب حول العالم بمناسبة اليوم العالمي للشباب؟
لا تنتظر الفرصة، اصنعها. وابدأ بما تستطيع من موقعك؛ فالأثر الصغير اليوم قد يصبح تغييراً كبيراً غداً.
كمبادِرة شابة، ما أكبر إنجاز حققتِه وأهم درس تعلمتِه؟
أكبر إنجاز هو قدرتي على بناء منصة مؤثّرة تصل إلى الآلاف، وأهم درس تعلمتُه أن النجاح يحتاج إلى صبر واستمرارية، وليس مجرد فكرة لحظية.
المرأة السعودية ورؤية 2030
كيف ترَين مستقبل المرأة السعودية في السنوات القادمة؟
أراه مشرقاً جداً؛ فالمرأة اليوم شريكٌ أساسي في التنمية، وأعتقد أن السنوات القادمة ستشهد المزيد من القيادات النسائية في مختلف القطاعات.
في بودكاست "ليندا ورؤية 2030"، ما أهم سؤال كنتِ تطرحين على ضيوفك؟
كنتُ دائماً أسأل: كيف تترجم رؤيتك الشخصية إلى مشروع يخدم رؤية المملكة 2030؟ لأن هذا السؤال يكشف جوهر العلاقة بين الفرد والرؤية الوطنية.
من خلال هذه الحوارات، ماذا استخلصتِ عن الرؤية والحُلم؟
استخلصتُ أن رؤية 2030 ليست مجرد خطة وطنية؛ بل هي حُلم يتحوّل إلى واقع. هي خريطة طريق وضعتها قيادتنا الحكيمة لتمكين كلّ فرد، وخصوصاً الشباب؛ ليكونوا قادة في مجالاتهم. وهي أسلوب حياة وطريقة تفكير، تحفزنا على الابتكار المستمر. هذه الرؤية تؤمن بقدراتنا، وتمنحنا الأدوات والفرص لنشارك في بناء اقتصاد مزدهر، ومجتمع نابض بالحياة، ووطن طموح.
في هذا السياق اقرأوا أيضاً: المرأة السعودية في رؤية 2030 قيادة وتمكين
التكنولوجيا في خدمة القضايا الشبابية
كيف تقيّمين دَور المؤثرين السعوديين في دعم قضايا الشباب وتعزيز الوعي المجتمعي؟
المؤثرون اليوم هم حلقةُ وصل قوية بين الشباب والمجتمع، يستطيعون نشر رسائل التوعية بطريقة قريبة من الناس، وتحفيز المتابعين على المشاركة في المبادرات الإيجابية.
بحكم استخدامكِ للتكنولوجيا، ما مدى قوتها، برأيك، كأداة في يد الشباب؟
التكنولوجيا اليوم هي بوابة العالم، تمنح الشباب: فرصة إيصال صوتهم، بناء شبكات علاقات، والتعلُّم من تجارِب الآخرين بلا حدود.
حدثينا عن مشاريعكِ القادمة، وهل للباليه والتمثيل مكانٌ ضمن اهتماماتك الحالية؟
مشاريعي القادمة تركّز على إنتاج محتوًى رقمي يُلهم الشباب ويدعم قضايا الاستدامة، لكن الباليه والتمثيل سيظلان جزءاً من شغفي الشخصي، الذي أمارسه متى ما سنحتْ الفرصة.
ملاحظة: تم تزويدنا بالصور من قِبل ليندا الفيصل
إليكم شخصية سعودية شابة ملهمة أيضاً: المذيعة السعودية هاجر عبدالله: ما لا ترونه على الشاشة
