mena-gmtdmp

عبارات قد تفقد ثقة زملائك فيك.. كيف تحافظ على صورة احترافية؟

- الصورة من Unsplash
كيف تحافظ على صورة احترافية؟- الصورة من Unsplash

تلقيت ملاحظة من زميل، ورددت بلا اكتراث: "هذا ليس خطئي" أو ربما قلت دون تفكير: "لقد فعلت ما بوسعي، لا يمكنني فعل المزيد"، لحظة واحدة فقط، لكن تأثيرها قد يدوم طويلًا. هل تساءلت يومًا كيف تؤثر كلماتك اليومية على صورتك المهنية؟ دعنا نكشف معًا العبارات التي قد تهز ثقة الآخرين بك، وكيف يمكنك استبدالها بذكاء يحافظ على احترافيتك؟ بحسب ما تقدمه الخبيرة التربوية في مجال الصحة النفسية، أبرار المعايطة، من الجامعة الأردنية.

هل كلماتك تسرق احترافيتك دون أن تشعر؟

هذا ليس من اختصاصي، فرصة أم عائق؟

عندما يطلب منك زميل أو مدير المساعدة في أمر خارج نطاق عملك، قد يكون ردك التلقائي: "هذا ليس من اختصاصي". في الظاهر، قد يبدو هذا الرد منطقيًا، فأنت لست ملزمًا بمهام إضافية، لكن هل فكرت كيف يُفسر ذلك من قبل الآخرين؟ قد يُنظر إليك كشخص غير متعاون، غير مرن، وربما غير مستعد لتوسيع مهاراته. في بيئة العمل، يُقدّر القادة والموظفون المميزون الأشخاص الذين لديهم استعداد للمساعدة، حتى لو لم يكونوا خبراء في كل شيء.

  • بدلًا من إغلاق الباب أمام الفرصة، يمكنك إعادة صياغة الرد بذكاء يعكس احترافيتك. جرب قول: "لست خبيرًا في هذا المجال، لكن يمكنني مساعدتك عبر البحث عن المعلومات المناسبة." أو "لدي معرفة محدودة، ولكن يمكنني توجيهك للشخص المناسب." بهذه الطريقة، لا تضع على عاتقك مسؤوليات لا تخصك، ولكنك في الوقت ذاته تُظهر نفسك كشخص داعم ومتعاون، مما يعزز قيمتك في الفريق.

اكتشف الإجابة: كيف تتعامل مع المدير الذي يقول "بابي مفتوح" لكنك لا تجرؤ على الدخول؟

لقد فعلت ما بوسعي، نهاية أم بداية؟

حين تواجه تحديًا في العمل، قد تميل إلى قول "لقد فعلت ما بوسعي". المشكلة هنا أن هذه العبارة قد توحي بأنك استسلمت، أو أنك لا تملك روح المبادرة لإيجاد حلول إضافية. في بيئات العمل الديناميكية، لا يُكافأ الموظفون الذين يقفون عند حدود إمكانياتهم الحالية، بل أولئك الذين يسعون دائمًا للبحث عن خيارات أخرى.

  • إذا وجدت نفسك في موقف معقد، لا تجعل إجابتك تبدو وكأنك وصلت إلى طريق مسدود. بدلًا من ذلك، جرّب قول: "هذه هي الحلول التي جربتها حتى الآن، وأود أن أستكشف المزيد من الخيارات." أو "قد يكون هناك زاوية أخرى لم أفكر فيها بعد، هل لديك اقتراحات يمكن أن تساعدنا؟" هذا النوع من الردود يجعلك تبدو كشخص مبادر ومستعد للتعلم، بدلًا من شخص يستسلم عند أول عقبة.

لكن هذا هو النظام، حاجز أم جسر؟

كم مرة سمعت أو قلت هذه العبارة عندما طلب منك أحدهم استثناءً أو حلًا لمشكلة؟ صحيح أن الأنظمة والسياسات وُجدت للحفاظ على النظام داخل المؤسسات، ولكن استخدام هذه العبارة بلا تفكير قد يجعلك تبدو كشخص جامد، يختبئ خلف القواعد بدلًا من البحث عن حلول. في بيئات العمل الحديثة، يتم تقدير الموظفين الذين يمكنهم إيجاد حلول وسط توازن بين الامتثال للقواعد وتحقيق أهداف العمل.

  • بدلًا من أن تغلق النقاش بعبارة صارمة، يمكنك أن تقول: "النظام الحالي ينص على كذا، لكن دعني أرى إن كان هناك حل بديل يمكننا العمل عليه." أو "نحن ملتزمون بالقواعد، ولكن يمكننا البحث عن طريقة تلبي احتياجات الجميع دون مخالفتها." هذا الأسلوب يظهر أنك شخص مرن، قادر على التفكير بحلول إبداعية، بدلًا من أن تكون مجرد منفذ للقوانين دون تفكير.

أنا مجرد موظف، قوة أم ضعف؟

عندما تواجه طلبًا أو مشكلة تتجاوز صلاحياتك، قد يكون ردك التلقائي: "أنا مجرد موظف، لا أستطيع فعل شيء." ربما تعتقد أنك بهذه الطريقة تبرئ نفسك من المسؤولية، لكن في الحقيقة، هذه العبارة تظهرك كشخص غير مؤثر، وكأنك لست جزءًا حقيقيًا من المؤسسة. الموظفون الأكثر نجاحًا هم الذين يُظهرون ملكية لمهامهم، حتى إن لم يكونوا أصحاب القرار النهائي.

  • بدلًا من قول "لا أستطيع فعل شيء"، جرّب أن تقول: "لست صاحب القرار النهائي، ولكن يمكنني إيصال طلبك إلى الجهة المناسبة." أو "دعني أرى كيف يمكننا معالجة هذا الأمر بطريقة مناسبة." هذا النوع من الردود يجعلك تبدو كشخص مسؤول ومبادر، مما يعزز صورتك المهنية بشكل كبير. تذكر، الكلمات التي تستخدمها تعكس مدى تأثيرك في المؤسسة، فاختر كلمات تجعلك تبدو أكثر احترافية.

هذا خطأ فلان، دفاع أم هجوم؟

عندما يقع خطأ في العمل، يكون أول رد فعل لدى الكثيرين هو الإشارة إلى الشخص المسؤول: "ليس خطئي، بل خطأ فلان." ربما تكون هذه العبارة صحيحة من الناحية الواقعية، لكن تأثيرها النفسي على زملائك ومدرائك قد يكون سلبيًا للغاية. فهي تُظهرك كشخص يُلقي اللوم على الآخرين بدلًا من تحمل المسؤولية أو المشاركة في إيجاد الحلول.

  • بدلًا من توجيه أصابع الاتهام، جرب تبني نهج أكثر نضجًا ومسؤولية. يمكنك أن تقول: "حدث هذا الخطأ، ونعمل معًا على إصلاحه." أو "لنركز على الحل الآن، وبعدها نراجع كيف يمكننا تجنب ذلك مستقبلاً." هذا النوع من الردود لا يجعل منك مجرد موظف يتجنب اللوم، بل يظهرك كشخص يتحلى بروح الفريق والقيادة، مما يرفع من قيمتك في بيئة العمل.


في الختام، لا يقتصر تأثيرك على مهاراتك الفنية فقط، بل تلعب لغتك اليومية دورًا جوهريًا في بناء صورتك المهنية. الطريقة التي تعبر بها عن نفسك قد تعزز ثقة الآخرين بك، أو على العكس، قد تقلل من احترافيتك دون أن تشعر. فالموظفون الأكثر نجاحًا هم أولئك الذين يدركون أن التواصل ليس مجرد كلمات تُقال، بل هو أداة قوية تعكس الذكاء العاطفي، والقدرة على القيادة، وحل المشكلات بفعالية. لذا، أنصحك بأن تتبنى عقلية النمو في حديثك اليومي، وتستبدل العبارات التي تقيّدك بأخرى تفتح لك أبواب الفرص. فكّر دائمًا في تأثير كلماتك قبل أن تنطق بها، وتذكر أن الاحترافية لا تكمن فقط في ما تفعله، بل في الطريقة التي تتحدث بها عنه.
تعلم المزيد: 6 قواعد تُغير في مسيرتك المهنية..تعرف إليها