نجاح المشروع ليس مرتبطاً بالذكاء.. تعرفي إلى الخطوات المؤدية لذلك

نجاح المشروع ليس مرتبطاً بالذكاء.. تعرفي إلى الخطوات المؤدية لذلك -الصورة من Adobestock
نجاح المشروع ليس مرتبطاً بالذكاء.. تعرفي إلى الخطوات المؤدية لذلك -الصورة من Adobestock
لا شك في أن الكثيرين يحلمون بإنشاء المشاريع التجارية، وما تُروِّجه لنا وسائل الإعلام المختلفة أن رواد الأعمال الأذكياء والعباقرة هم الذين يحصدون ثمار نجاح تلك المشاريع بنجاحها ونموها وتوسعها، إلا أن الدراسات الأخيرة وحديث الخبراء يرصدان العكس من ذلك؛ إذ إن فئة الأذكياء يمتلكون خصالاً تمنعهم من تطور مشاريعهم، بل ربما تؤدي إلى فشلها.
عبر السطور القادمة يُحدثنا خبير إدارة المشاريع الدكتور ثابت حجازي، عن دراسة إيطالية وما الخصال التي تُميز الأشخاص العاديين وتمنحهم النجاح في عالم ريادة الأعمال والمشاريع التجارية.

دراسة فريدة من نوعها!

الكثير من مؤسسي الشركات الصاعدة عاديون -الصورة من Pexels المصور Monstera production

وقال خبير إدارة المشاريع الدكتور ثابت حجازي: "هناك دراسة فريدة من نوعها أُجريت من قبل مجموعة من الطلاب المبرمجين من جامعة كاتانيا الإيطالية، وذلك من أجل محاكاة واقع تفكير الناس، استند البرنامج إلى معادلات وبرمجيات افتراضية، وافترضوا أن هناك ألف شخص مختلفين من جوانب عدة كالاختلاف في إمكانياتهم ومواهبهم وقدراتهم، وكانت النتيجة أن أظهر ذلك البرنامج، بعد مرور 40 سنة؛ أن توزيع الثروة بشكل أكبر كان ليس من نصيب الأذكياء، بل للأشخاص العاديين، فذهبوا إلى التعمق بشكل أكبر على دراسة الروابط بين الذكاء وتأسيس المشاريع تحديداً؛ فوجدوا أن الكثير من مؤسسي الشركات الصاعدة والكبرى هم أشخاص عاديون، فبغض النظر عن الحالات الاستثنائية لبعض الأثرياء مثل إيلون ماسك، بيل غيتس وغيرهما؛ فإن هذا الأمر ليس الغالب".

لماذا يمنع الذكاء من تأسيس المشاريع ونجاحها؟

أشار "حجازي" إلى أربع خصال متوافرة في الأذكياء وتمنعهم من التفوق في المشاريع الريادية، وتتوافر عكسها في الأشخاص العاديين؛ ما يقودهم إلى استثمارها والنجاح في مشاريعهم، وهي:
  • التفكير الزائد
  • تنفيذ الأعمال
  • القيود الذهبية
  • الثقة ووصف الذات
التفكير الزائد لدى الأذكياء -الصورة من Pexels المصور Energepiccom

التفكير الزائد:

الذكاء الحاد لدى الأشخاص الأذكياء يؤدي بهم إلى التفكير الزائد؛ إذ وجدت الدراسات الارتباط العالي بين ذكاء المؤسس والتفكير الزائد، فهو يفكر بشكل مبالغ في القرارات التي سيتخذها وما مآلاتها؛ ما يؤدي إلى الخوف الزائد، أما الشخص العادي فيضع خطة ويسير عليها من دون التفكير الزائد في الاحتمالات، ولا يستشير كثيراً ولا يتراجع، وهذا الأمر يؤدي إلى نجاح المشروع، خاصة إذا قرأ الدراسات الحديثة عن الشركات الناشئة التي تشير إلى أن 75% من المشاريع الناشئة قد تفشل؛ فيسيطر عليه الرعب الزائد ما يؤدي إلى التقييد في اتخاذ القرارات، ومن ثَم عدم التطور والنمو. في هذا الجانب، اطلعي على خمس مراحل أساسية لنمو الشركات وانطلاقتها في سوق العمل.

تنفيذ الأعمال:

الشخص الذكي ينفذ الأعمال بشكل أفضل من الشخص العادي، خاصة لو أسس مشروعاً في المجال الذي يحب، فيعمل على إدارة عمله بشكل جيد وبشكل حاد الذكاء، ويؤدي مهام كثيرة في وقت واحد، وعلى الجانب الآخر يقوم بتقييم الأشخاص بشكل سريع؛ فيميل إلى عدم التفويض، ويشكك في مهارات الآخرين؛ ما يدفعهم إلى الاعتماد على الذات بشكل مبالغ فيه، وبالتالي عدم الاعتماد على الآخرين؛ ما يؤدي إلى تكديس المهام عليه وفشل المشروع، ففي الأساس المشاريع التجارية تقوم على فرق العمل وتفويض المهام للمتخصصين والأشخاص الأذكى والأكثر معرفة من مالك المشروع في الوظيفة.
الذكي ينفذ الأعمال بشكل أفضل من العادي -الصورة من Pexels المصور christina morillo

القيود الذهبية:

لأن الأذكياء استطاعوا تحصيل درجات علمية جيدة، وتمكنوا من الحصول على وظائف جيدة، وبعد سنوات يصلون إلى منصب رفيع، وبذلك فإن هذه الوظيفة الجميلة التي وصلوا لها تسبب لهم بعض القيود التي تُسمى "القيود الذهبية"، وبدورها تمنعه من ترك فوائد هذا العمل والمنصب والإقبال على تأسيس مشروع جديد من الصفر؛ لذا هم يميلون إلى منطقة الأمان، أما الأشخاص العاديون فلا مانع لديهم من تأسيس مشروع بوصفه تجربة قد يجنون منها ربحاً مستقبلياً، ومن السهل لديهم ترك أعمالهم التي غالباً لا تكون متمسكة بهم بشكل كبير.

الثقة:

تأثير "دانينغ - كروجر"، هما عالمان قاما بدراسة اكتشفا من خلالها ما يُدعى بـ"وهم التفوق"؛ إذ إن الأشخاص الأذكياء عندما طلبوا منهم تقييم أنفسهم، قيموا ذواتهم بكلمات متواضعة وفيها تقصير، في حين أن الأشخاص العاديين وصفوا أنفسهم بكلمات أكبر والثقة كانت لديهم أعلى؛ إذ إن وهم التفوق لدى الأشخاص العاديين أكبر، وهذا يساعدهم على تخطي الإحباط والمراحل المتدنية والخسائر في المشاريع، وبالتالي الاستمرار وتكملة التجارب الريادية.
اطلعي أيضاً على بعض أنواع ريادة الأعمال وأبرزها.