mena-gmtdmp

منهجية "الأسابيع الستة" لتطوير المنتجات: إطار عملي للنموّ الذكي

تطوير المنتجات جزءٌ من خطة أيّة شركة- المصدر freepik
تطوير المنتجات جزءٌ من خطة أيّة شركة- المصدر freepik

في عالم الشركات الناشئة، هناك مشكلة يواجهها جميعُ روّاد الأعمال تقريباً، وهي دورات تطوير المنتجات، والتي عادةً ما تكون غيرَ واقعية، أو تتوقف بسبب تعثُّر الشركات في عمليات التطوير المطوّلة؛ مما ينتج عنه غالباً إهدارٌ للوقت، وتبديدٌ للموارد، وفقدانُ فرصٍ ثمينة.
ولكن خبراء ريادة الأعمال يرَون أن عملية تطوير المنتجات لا تسير وفقاً لخطة تخضع لجدول زمني متجمّد، بينما الأمر يتطلب كثيراً من الإبداع والتفكير والتكرار ربما. ولهذا السبب قدّم موقع entrepreneur مستنداً لتجارِب واقعية، ونهج جديد أكثر واقعية ومرونة، وهو: "دورة الأسابيع الستة".

 

ما هي منهجية الأسابيع الستة؟

ما هي هذه المنهجية؟- الصورة من freepik تصوير rawpixel.com


في العادة، تعمل فرق التطوير بدورات مدتها أسبوعان، لكن هذا الأسلوب لا يناسب دائماً الشركات الناشئة. فاعتماد هذه الوتيرة السريعة، قد يُضعف جودة التصميم، ويقلل من التفكير في حلول جذرية، كما يؤدي إلى تجاهُل آراء العملاء المهمة. وهنا تكمن أهمية دورة الأسابيع الستة؛ فهي منهجية تسمح بما يُعرف بـ"الإطلاق مرتين". أيْ أن أمامك ستة أسابيع فقط لإثبات أن ما أطلقته من منتجات أو خدمات، يستحق فعلاً. وإن لم يحدث ذلك؛ فقد فشلت الدورة. من هنا تأتي أهمية الإطلاق المبكر، وجمع آراء المستخدمين، ثم تحسين الميزة وإطلاقها مجدداً خلال نفس الدورة.

 

لماذا تتفوّق دورة ستة الأسابيع على دورات الأسبوعين؟

وحدد خبراءُ وروّاد أعمال أصحابُ تجارِب مع منهجية تطوير المنتجات خلال ستة أسابيع، سببَ نجاح الإستراتيجية، والتي جاءت كالتالي:

تجنُّب الفشل وتقليل المخاطر

من أهم مزايا هذا الأسلوب، أنه يمنع إضافة ميزات غير مفيدة ثم تركها لتُثقل المنتَج. بفضل التكرار السريع وسماع آراء المستخدمين، يمكن للفريق تصحيح الأخطاء مبكراً، وتفادي تراكُم ميزات غير ضرورية تؤدي إلى تعقيد المنتَج، وتجنُّب ما يُعرف بـ"انتفاخ المنتَج" (Product Bloat).

تقليص قوائم المهام المتراكمة

في هذا النظام، لا نستخدم القوائم الطويلة للمهام المؤجلة المعروفة بـ"Backlog". قد يظن البعض أن هذا غريب، لكن هذه القوائم غالباً تحتوي على أفكار قديمة لا تفيد، وتشتت الفريق. وبدلاً من ذلك، يركّز الفريق فقط على ما هو مهم الآن؛ مما يساعدهم على العمل بكفاءة وبشكل مرِن.

معالجة الديون التقنية

ومع اتباع أسلوب "الإطلاق مرتين"، إذا أثبتت الميزة نجاحها مبكراً، يتاح لك الوقت لتصحيح المسارات، وحل المشكلات التقنية المتراكمة قبل بدء الدورة التالية.

دورة قصيرة مخاطر أقل

دورة ستة الأسابيع قصيرة؛ مما يسمح بتقليل المخاطر؛ مقارنةً بالإصدارات الضخمة التي تمتد لأشهر وربما سنوات. فغالباً ما يكون السوق قد تغيّر، أو احتياجات العملاء تطورت، أو ظهر منافسٌ آخر قبل أن تنتهي من منتجك.

الحد من إعادة التصميم الكلي

من أكثر الأمثلة شيوعاً على فشل التطوير الطويل، هو "إعادة التصميم الكلي" للمنتَج. فغالباً ما يستغرق هذا التغيير وقتاً طويلاً، وعندما يُطرح التصميم الجديد، يتفاجأ المستخدمون بواجهة مختلفة تماماً لا يعرفون كيف يتعاملون معها. هذا قد يجعلهم يشعرون بالانزعاج أو الإحباط، ويؤدي في بعض الأحيان إلى فقدان ثقتهم بالمنتَج أو توقفهم عن استخدامه.

 

استخدام أسلوب الأسابيع الستة خارج دائرة المنتج

منهجية الأسابيع الستة لتطوير شامل- المصدر freepik


منهجية التطوير من خلال الأسابيع الستة لا تقتصر على تطوير المنتجات، بينما يمكن أن تُستخدم خارج هذه الدائرة لتطوير أشمل.

توسّع في كلّ أقسام الشركة

ما يجعل هذه المنهجية ثورية، هو إمكانية تطبيقها خارج تطوير المنتجات. فيمكن استخدامها في:

  • بناء الفِرق.
  • العلاقات العامة.
  • التوسع في الأسواق.
  • إدارة الحسابات والعملاء.

فعلى سبيل المثال، يمكن التوسُّع خارج سوق الشركات متوسطة الحجم، واختراق أسواق أضخم من خلال أن تعطي فريقك فرصة ستة أسابيع فقط لتجرِبة السوق الجديدة، وتصميم المواد التسويقية، وبناء نماذج أولية. وفي نهاية الدورة، يمكنكم استنتاج ما إذا كان السوق لا يناسب مواردكم الحالية، أو أنه الوقت والظروف المناسبة، وبناء عليه يُتخذ قرار التوسُّع من عدمه.

 

تحديات تبنّي منهجية الأسابيع الستة

بالتدريب يمكن للفريق أن يعتاد على هذه الثقافة- الصورة من freepik تصوير rawpixel.com


صحيح أننا في السابق تحدثنا عن المزايا التي تحققها منهجية الأسابيع الستة، لكن هناك تحديات تحدّث عنها خبراء فوربس وحددوها في:

صعوبة التغيير

العمل وفق دورات قصيرة يخلق ضغطاً. القرارات يجب أن تُتخذ بسرعة، والمواعيد النهائية قريبة دائماً. كما أن بعض الفرق التي اعتادت على دورات طويلة، قد تجد صعوبة في التكيُّف مع الوتيرة الجديدة. لكن بالتدريب يمكن للفريق أن يعتاد على هذه الثقافة، ويتحوّل إلى كيان خفيف، يتعلم بسرعة، ويتحرك من دون خوف من الفشل. كلّ ذلك يتطلب دعماً من القيادة والتزاماً من الجميع.

المرونة

من بين التحديات، القدرة على التكيُّف السريع؛ حيث لا تنتصر الشركات التي تملك الموارد الأضخم أو الخُطط الأطول؛ بل تلك القادرة على التكيُّف والمرونة، وتقديم قيمة حقيقية للمستخدمين في توقيت مناسب.
أخيراً، منهجية الأسابيع الستة تمثّل إطاراً عملياً للنموّ الذكي، وتحفز الابتكار، وتضمن بقاء شركتك متقدمة دائماً على التغيّرات. وقد حان الوقت لتبنّي هذا النهج، ليس فقط لتطوير منتجات أفضل؛ بل لبناء شركات أقوى وأكثر مرونة.
اقرؤوا أيضاً مخاطر خفيّة تُهدد الشركات الناشئة