mena-gmtdmp

لرائد الأعمال: كيف تتقن إدارة أكثر من شركة في آنٍ واحد؟

إدارة أكثر من شركة- الصورة من freepik تصوير creativeart
إدارة أكثر من شركة- الصورة من freepik تصوير creativeart

إدارة شركة واحدة مهمةٌ صعبة، لكن إدارة عدة شركات في الوقت نفسه؟ هذا مستوًى آخر تماماً، ولكنه يحمل كثيراً من التحدي. هناك نماذج كثيرة نجحت في هذه المهمة، بفضل التخطيط الجيد وإدارة الوقت والجُهد.
في عالم ريادة الأعمال؛ فإن نموذج إدارة أكثر من شركة متكرر؛ لأن هذا السوق تحديداً يقوم على الشركات الصغيرة والرائدة والتي تُبنى بالأساس على فكرة. من ثَم، قد يجد رائد الأعمال نفسه متحمل مسؤولية إدارة أكثر من شركة وفي مجالات ومسارات مختلفة.

 

مهارات تمكنكم من إدارة أكثر من شركة معاً

تنظيم الأعمال يساعد أصحاب الشركات على الإدارة- المصدر freepik


تقول تونيـا رايان، رائدة أعمال أمريكية امتلكت على مدار حياتها أكثر من 30 شركة، في حديث لمجلة entrepreneur: "بالنسبة لي، إضافةُ مشروع جديد إلى قائمة أعمالي، أشبهُ برياضة ممتعة". وهناك نماذج عربية كثيرة لرواد أعمال نجحوا في إدارة عدة شركات رائدة في آنٍ واحد، والفضل في ذلك يعود إلى المهارات التالية:

إدارة الوقت

تشير تونيا من خلال تجرِبتها إلى أن الوقت هو أثمن أصول أيّ رائد أعمال، وخاصة مَن يدير أكثر من مشروع. وتشرح: "أخصص أوقاتاً محددة لكلّ شركة أو مهمة؛ فعندما كنت أدير أول شركتين لي، كنتُ أخصص الصباح لإحداهما، وبعد الظهر والمساء للأخرى".
كما تعتمد على قاعدة 80/20؛ أيْ التركيز على 20% من الأنشطة التي تحقق 80% من النتائج، والتخلُّص أو تفويض للمهام المتبقية لأشخاص موثوقة. وتقول إن التكنولوجيا ساعدتها كثيراً في إدارة الوقت، مثل استخدام التقويم الرقمي إلى جانب المفكرة الورقية؛ للتتأكد من أنها في المسار الصحيح. حتى الأوقات القصيرة، مثل أثناء إعداد الطعام أو تناوُله، تستغلها في مراجعة البريد الإلكتروني أو العقود، وتقول: "كلّ دقيقة مهمة".

التفويض بذكاء

التفويض يساعد على النجاح في إدارة أكثر من شركة- المصدر freepik


ترى تونيـا أنه لا أحد يستطيع فعل كلّ شيء بنفسه، وأن معرفة ما يمكن تفويضه ولمَن، أمرٌ في غاية الأهمية. فهي تركّز على نقاط قوتها، مثل التخطيط الإستراتيجي، فيما تُسند المهام المتخصصة إلى محترفين.
وتقول: "بناء فرق موهوبة وموثوقة، أمرٌ أساسي إذا رغب رائد الأعمال في أن يدير عدة أعمال في نفس الوقت". وحتى إذا لم يكن التوظيف الدائم متاحاً؛ فهناك دائماً مستقلون ومساعدون افتراضيون يمكن الاعتماد عليهم. على سبيل المثال: في إحدى شركاتها للتسويق العقاري الفاخر بكاليفورنيا، تقوم بتفويض آخرين لأعمال التصميم الجرافيكي وتحرير الفيديو؛ مما يتيح لها التفرُّغ للتفكير في مسار الشركة.

تحديد الأولويات

تحذّر تونيا من محاولة الإمساك بكلّ الخيوط في وقت واحد؛ لأن ذلك يؤدي إلى الإرهاق. لكلّ شركة لديها، تضع أهدافاً ربع سنوية تحدد أولوياتها اليومية والأسبوعية. كما تفرّق بين الأمور العاجلة، وتلك التي يمكن أن تنتظر. وإذا ظهرت مهمة متشابهة عبْر عدة شركات، مثل مراجعة العقود أو التخطيط للمحتوى، تقوم بها دفعة واحدة لتحقيق أقصى استفادة من الوقت.

التنظيم هو أساس النجاح

التنظيم الجيد يساعد في إنجاز عدة مهام معاً- المصدر freepik


تصف تونيا التنظيم بأنه: "الخيط الذي يمسك بكلّ هذا العرض". فهي تحرص على أن تكون الملفات والاتصالات والمهام مرتّبةً لكلّ مشروع؛ مما يوفّر ساعات من البحث أو التخبُّط. وفي نهاية كلّ أسبوع، تخصص 30 دقيقة لترتيب مكتبها وتنظيف بريدها الإلكتروني وإغلاق المهام المعلَّقة. وهي عادة تقول إنها أنقذتْها من الفوضى، وساعدتها على إنجاز المهام وفقاً للأولويات التي حددتها مسبقاً.

التوازن بين العمل والحياة

واحدةٌ من مشكلات أصحاب الأعمال الذين يديرون أكثر من مشروع، هي فقدان التوازن بين الحياة الشخصية والعمل، والبعض قد يفكر بأنه يجب أن تعطي العمل أولوية، لكن وفقاً لخبراء ريادة الأعمال: في التوازن مفتاح الاستمرارية و النموّ. وتتفق رائدة الأعمال الأمريكية مع هذا، وتقول: "إغراء العمل بلا توقُّف قويٌ، لكن الاستنزاف ليس خياراً". فهي تضع حدوداً واضحة، وتحرص على أخذ فترات راحة منتظمة، سواء أكانت تمارين يومية، أو وجبات عائلية، أو أنشطة ممتعة.
وتضيف: "أحب الاستثمار في مجالات أهوى العمل فيها؛ فعندما يتحوّل الشغف إلى مشروع، لا يبدو الأمر كعمل على الإطلاق". وتضرب مثالاً بمَن يحب جمع بطاقات البيسبول، ويحوّل هوايته إلى مشروع؛ حيث يمكنه حضور الفعاليات والمعارض كجزء من عمله. هذا الدمج بين الشغف والعمل يحافظ على الحماس ويجدد الطاقة.

المرونة والتعلُّم المستمر

تؤكّد مجلة Fast Company أن التكيُّف السريع ضرورة؛ لأن كلّ مشروع يأتي بتحدياته. ويتحقق ذلك من خلال متابعة اتجاهات السوق، والانفتاح على التغيير، والاستثمار في التطوير الذاتي، سواء عبْر المؤتمرات أو الكتب أو التواصل مع رواد أعمال آخرين. وقد حذّر الخبراء من التمسُّك بمهام قد لا تبدو مُجدية في الوقت الحالي.

الاستمتاع

بعض رواد الأعمال يحوّلون هواياتهم إلى شركة، وهذا اتجاه أثبت فعاليته، ولكن حتى إن لم يكن الأمر كذلك؛ فإن الرحلة نفسها يجب أن تكون ممتعة. والتوازن بين المهام وتنظيم الوقت، يساعد في أن تتحوّل مهام العمل الشاق إلى متعة. فإن المهارات تُبنى مع الوقت، والرضا الذي يأتي من رؤية مشاريعك تزدهر، لا يضاهيه شيء. ثق بالعملية، واحتفل بالنجاحات، وأرِ العالم ما يمكنك إنجازه.
اقرأوا أيضاً لرواد الأعمال: هذه المصطلحات هي مفتاح لريادة الأعمال الناجحة