عند دخول عالم ريادة الأعمال، هناك خياران، إما تأسيس شركة من الصفر، أو شراء شركة قائمة بالفعل مع إجراء التعديلات اللازمة. وكلا الخيارين قائمان، ولكن هناك عيوباً ومزايا لكل طريق، يجب معرفتها جيداً قبل الإقدام على الخطوة.
لم يحسم خبراء ريادة الأعمال، أو منْ لهم خبرة سابقة في هذا الشأن، إجابة قاطعة، بينما القرار يتوقف على عدة معايير يجب أن توضع في الاعتبار أولاً، ثم يتحدد المسار المناسب للشركة.
مزايا شراء شركة قائمة

تشير جامعة Arkansas إلى أن هناك العديد من المزايا لشراء شركة قائمة بالفعل، وتم تحديدها في التالي:
الدخول السريع إلى عالم الأعمال
عند شراء شركة موجودة بالفعل، فأنت بذلك اختصرت نصف الطريق، لأن لديها عملاء وفريق عمل وموقعاً وتشغيلاً يومياً. بذلك، يمكن البدء على الفور في نشاط الشركة الجديد، بل الأرباح أيضاً يمكن أن تتحقق سريعاً، دون المرور بمرحلة التأسيس الطويلة التي تتطلب وقتاً وجهداً كبيرين.
توفر البيانات المالية
من مزايا الشركات القائمة أيضاً أن لديها بالفعل سجلات مالية، مدوناً فيها بيانات المكاسب والخسائر، وهذا يساهم في التخطيط المستقبلي للشركة، من خلال البيانات يمكن لرائد الأعمال الجديد أن يحدد نقاط القصور والقوة، ومن ثم تقدير العوائد المتوقعة، بعكس الشركات الناشئة التي تعتمد على التوقعات فقط.
قاعدة عملاء
من أهم نقاط القوة في شراء شركة، هو أن لديها قاعدة عملاء متوفرة بالفعل، وهذا العنصر البشري يعد بين أكثر العناصر التي تحتاج وقتاً لبنائها. شراء شركة تمتلك قاعدة زبائن نشطة يوفر على المستثمر الجديد عناء التسويق والإعلان لجذب أول عميل. ومن هنا تأتي المكاسب المالية من أول يوم للشركة.
فريق موظفين مُدرب
من المزايا الكبرى في الشركات القائمة، وجود طاقم عمل مُتمرس، يعرف آليات التشغيل وثقافة المؤسسة. هذا العامل وحده يوفّر وقتاً طويلاً من التدريب والتوظيف، ويسهم في استقرار الأداء بعد عملية الشراء.
توفر أنظمة التشغيل
عند شراء شركة كانت تعمل في السوق بالفعل، فهذا يعني بالتاكيد أن لديها أنظمة تشغيل وكذلك أنظمة إدارية، وهذا بالطبع يسهل مهمة المستثمر الجديد، فقط سيحتاج لعمل تحسينات.
علاقة بالموردين
أي شركة حتى تعمل ولو لفترة في السوق، تؤسس علاقة مع الموردين، وهو أحد أساسيات العمل، وهي إحدى نقاط القوة عند شراء شركة؛ لأنها تملك بالفعل شبكة تعاملات موثوقة مع مورديها، الأمر الذي يضمن استمرارية سلسلة الإمداد بسهولة واستقرار.
موقع الشركة
في حالة المشروعات التي تحتاج إلى مقرات، فإن شراء شركة بمقراتها يوفر الكثير سواء من التكلفة أو الوقت، لا سيما وأن الحصول على موقع مناسب في بداية التأسيس قد يكون من أصعب الخطوات وأكثرها تكلفة.
تسهيلات تمويلية
في كثير من الحالات، يتيح البائع للمشتري نظام تمويل جزئياً أو كاملاً لصفقة الشراء. هذا يعني أن رائد الأعمال قد يتمكن من امتلاك مشروع ناجح دون الحاجة إلى رأس مال ضخم مقدماً.
كل السابق يشير إلى المخاطر قد تكون أقل في حالة شراء شركة قائمة بالفعل، لأن كل العناصر متوفرة ويمكن تقييمها بشكل واقعي بعيداً عن التوقعات التي ربما تصطدم بالواقع لاحقاً.
مميزات تأسيس شركة جديدة

في حين يميل خبراء لترجيح شراء شركة لها وجود في السوق، يرى آخرون تحدثوا إلى Forbes ثمة مزايا لتأسيس شركة جديدة، لا سيما في حالة رواد الأعمال الذين يبحثون عن الحرية والابتكار، وفيما يلي أبرز هذه المزايا:
حرية الابتكار والتصميم
عندما يؤسس رائد الأعمال شركة من الصفر، يكون لديه حرية الابتكار في تحديد هوية مشروعه وفكرته وثقافته الداخلية. أيضا لا يُفرض عليه فريق عمل أو منظومة، بينما يختار كل منْ يحقق فكرته العامة عن الشركة، ويحدد الإمكانيات المطلوبة.
الملكية الفكرية والهوية المستقلة
يميل رواد الأعمال إلى بناء هوية مختلفة، وفي حالة تأسيس شركة يكون هذا الأمر متاحاً وسهلاً، يمكنك تأسيس هوية خاصة ذات ملكية فكرية، هذا يمنح شعوراً بالانتماء والفخر، ويتيح لك بناء قصة نجاح فريدة تعكس شخصيتك وطموحك.
تكاليف أقل
ربما يفاجئك هذا العنصر، لكن الحقيقة أن شراء شركة تأسست وبنت فروعاً وفريق عمل ربما يكون قيمته المادية باهظة، لا سيما إذا كنت ترغب في تأسيس مشروع صغير. أيضاً هناك مشروعات رقمية ومنزلية لا تحتاج لتكاليف، فلا داعي في هذه الحالة لشراء شركة قائمة بالفعل، حيث تكون النفقات الأكبر عادة في التسويق والتوسع.
مرونة التغيير
الشركات الجديدة ليست مقيدة بتاريخ أو أنظمة قديمة، مما يمنح مؤسسيها مساحة واسعة للتجريب والتعديل واستكشاف نماذج عمل مختلفة حتى الوصول إلى الصيغة الأنسب.
متعة الريادة
ريادة الأعمال بالأساس قائمة على الأفكار المبتكرة وحرية التصرف، وهذا الاتجاه له متعة خاصة، ربما تفقدها حال شراء شركة جاهزة للعمل دون وضع لمستك عليها. التأسيس يرضي روح المغامرة لدى رائد الأعمال، ويمنحه إحساساً عميقاً بالإنجاز عند نجاح فكرته الخاصة.
متى يكون شراء شركة هو الأنسب؟

رغم المزايا السابق ذكرها، إلا أن شراء شركة سيكون الحل الأفضل في الحالات الآتية:
- يكون لدى المستثمر رأس مال كافٍ ويريد دخول السوق سريعاً.
- يرغب في تقليل المخاطر والاستفادة من قاعدة عملاء جاهزة.
- يجد فرصة مغرية لشركة ناجحة يرغب مالكها في البيع.
- يستطيع إدخال تحسينات فنية أو تسويقية لزيادة أرباح الشركة.
ومتى يكون التأسيس هو الخيار الأفضل؟
بينما يفضل تأسيس شركة جديدة في حالة:
- تكون لدى المستثمر فكرة مبتكرة غير مطبقة في السوق.
- يمتلك رأس مال محدوداً ويريد التدرج في النمو.
- يبحث عن مشروع يعكس هويته ورؤيته الخاصة.
- لا يجد فرصة شراء تتوافق مع طموحه أو قطاعه المستهدف.
اقرأوا أيضاً لماذا يتجه رواد الأعمال إلى مشاريع سريعة ذات ميزانية محدودة؟





