عند الحديث عن تأسيس وتطوير الشركات الناشئة والعلامات التجارية، يأتي العديد من الخبراء على ذكر مفهوم "منتج الحد الأدنى القابل للتطبيق MVP"، وقد يختلط فهم هذه العبارة لدى المتلقين، لذا في هذه المقالة سنوضح لكم ما هو هذا المفهوم، وكيف يمكن لرواد الأعمال بناء هذا المنتج بعملية بسيطة؛ توفر التكاليف والجهد والوقت، والذي يتحول مع الوقت من فكرة بسيطة إلى منتج فعلي، تزداد قيمته يوماً بعد يوم في السوق، ويصبح قادراً على المنافسة والتصدر.
ما هو منتج الحد الأدنى (MVP)؟
منتج الحد الأدنى القابل للتطبيق، أو MVP، ويسمى أيضاً المنتج الجوهري، هو منتج ذو مجموعة محدودة من الميزات، أو في صورته الأساسية بأدنى حد من المقومات، لكنها تكون كافية لإرضاء العملاء الأوائل، وذلك وفق تعريف قدمه موقع ProductPlan، المختص بالأعمال والمشاريع، وهذا المنتج وفق تحليل الموقع المذكور، يُساعد في التحقق من صحة فكرة المنتج في مرحلة مبكرة من دورة حياته، من خلال ردود فعل وملاحظات العملاء؛ بهدف تكرار المنتج وتحسينه.
القابلية للتطبيق
يأتي الاسم المختصر للمفهوم MVP من الكلمات الثلاث التالية:
- Minimum أي الحد الأدنى.
- Viable قابل للتطبيق.
- Product المنتج.
ومن المهم التركيز على أن يكون المنتج قابلاً فعلاً للتطبيق، هذا يعني أنه لا يمكن أن يكون MVP واجهة مستخدم تحتوي على العديد من الأدوات والميزات غير المكتملة، يجب أن يكون منتجاً فعالاً؛ تستطيع شركتك بيعه.
ووفق موقع Harvard Business Review، صاغ المصطلح "فرانك روبنسون" عام 2001، إلا أنه لاقى شعبية بعدما تحدث عنه كل من "ستيف بلانك" و"إيريك رايز".
أهمية منتج الحد الأدنى

إيريك رايز، الذي تحدث عن مفهوم منتج الحد الأدنى كجزء من منهجيته؛ "الشركات الناشئة الرشيقة"، هي منهجية لإنشاء وإدارة الشركات الناشئة ومنتجاتها، يصف هذا المفهوم على النحو التالي: "هو نسخة المنتج الجديد التي تُمكّن الفريق من جمع أقصى قدر من المعرفة المُثبتة حول العملاء بأقل جهد".
ويذكر موقع ProductPlan أن الشركة قد تختار إطلاق منتج الحد الأدنى للأسباب التالية:
- طرح المنتج في السوق بأسرع وقت ممكن.
- اختبار الفكرة مع مستخدمين حقيقيين قبل تخصيص ميزانية كبيرة لتطوير المنتج بالكامل.
- معرفة ما يلقى صدى لدى السوق المستهدفة للشركة وما لا يلقى صدى.
- تمكين الشركة من التحقق من صحة فكرة المنتج من دون بناء المنتج بالكامل.
لذا، فإن منتج الحد الأدنى يساعد أيضاً في تقليل الوقت والموارد.
من الأمور التي يجب أن تعرفها أيضاً كـ رائد الأعمال: لماذا عليك أن تُعِد منهجية لتحليل وإدارة المخاطر؟
كيف يصبح منتج الحد الأدنى جاهزاً للإطلاق؟

ووفق المصدر المذكور، هذه بعض الخطوات الإستراتيجية التي يجب اتخاذها لتطوير منتج قابل للإطلاق:
- التأكد من أن منتج الحد الأدنى المُخطط له يتماشى مع أهداف عملك: قبل تحديد الميزات التي يجب بناؤها، فإن الخطوة الأولى في تطوير منتجك القابل للتطبيق بالحد الأدنى؛ هي التأكد من أن المنتج سيتوافق مع الأهداف الإستراتيجية لفريقك أو شركتك. ما هي هذه الأهداف؟ هل تعمل على تحقيق إيرادات في الأشهر الستة المقبلة؟ هل مواردك محدودة؟ قد تؤثر هذه الأسئلة على ما إذا كان الوقت مناسباً للبدء في تطوير منتج قابل للتطبيق (MVP) جديد. اسأل أيضاً عن الغرض الذي سيخدمه هذا المنتج القابل للتطبيق. على سبيل المثال: هل سيجذب مستخدمين جدداً في سوق مجاور لسوق منتجاتك الحالية؟ إذا كان هذا أحد أهداف عملك الحالية، فقد تكون خطة المنتج القابل للتطبيق (MVP) هذه مُجدية إستراتيجياً. ولكن إذا كانت أولوية شركتك الحالية هي مواصلة التركيز على أسواقك الرئيسية، فقد تحتاج إلى تأجيل هذه الفكرة، والتركيز بدلاً من ذلك على منتج قابل للتطبيق (MVP) مصمم لتقديم وظائف جديدة لعملائك الحاليين.
- تحديد المشكلات المحددة التي تريد حلها: بعد أن تأكدت من توافق خطط المنتج القابل للتطبيق (MVP) مع أهداف عملك، يمكنك البدء في التفكير في الحلول المحددة التي تريد أن يقدمها منتجك للمستخدمين. هذه الحلول، التي قد تكتبها في قصص المستخدمين أو الميزات، لا تمثل الرؤية العامة للمنتج، بل هي مجرد أجزاء منها. تذكّر، لا يمكنك تطوير سوى جزء صغير من وظائف منتجك القابل للتطبيق MVP، ستحتاج إلى إستراتيجية في تحديد الوظائف المحدودة التي ستُدرجها في منتجك؛ تقوم على عدة عوامل، منها: بحث المستخدم، وتحليل المنافسة، وسرعة تكرار أنواع معينة من الوظائف عند تلقي ملاحظات المستخدمين، والتكاليف النسبية لتنفيذ قصص المستخدمين.
- تحويل وظائف منتجك (MVP) إلى خطة عمل تطويرية: بعد أن درست العناصر الإستراتيجية وتحديد الوظائف المحدودة التي تريدها لمنتج الحد الأدنى القابل للتطبيق (MVP)، حان الوقت لترجمتها إلى خطة عمل تطويرية، وكما ذكرنا سابقاً؛ يجب التأكد من أن المنتج قابل للتطبيق.
أمثلة على منتج الحد الأدنى القابل للتطبيق:
من الأمثلة على منتج الحد الأدنى، وفق موقع ProductPlan، ما فعله مؤسسو Airbnb؛ حيث إنهم بسبب عدم توافر المال اللازم لبدء مشروع تجاري، استخدموا شقتهم الخاصة لإثبات صحة فكرتهم لإنشاء سوق يوفر مساكن للإيجار قصير الأجل من شخص لآخر عبر الإنترنت. أنشأوا موقعاً إلكترونياً بسيطاً، ونشروا صوراً وتفاصيل أخرى عن منشأتهم، وعثروا على العديد من الضيوف الذين يدفعون على الفور تقريباً.
كذلك شبكة التواصل الاجتماعي، فورسكوير Foursquare، التي بدأت كمنتج قابل للتطبيق (MVP) بميزة واحدة فقط، حيث كانت تقدم تسجيلات الوصول ومكافآت الألعاب فقط، ثم بدأ فريق تطوير فورسكوير بإضافة التوصيات وأدلة المدن وميزات أخرى؛ حتى أثبتوا نجاح الفكرة لدى قاعدة مستخدمين متحمسة ومتنامية.
من جهته، ذكر موقع Harvard Business Review مثليْن آخريْن على كيفية تطبيق الشركات والعلامات التجارية لهذا المفهوم: أولاً، شركة أوبر للنقل Uber، والتي حين أرادت اختبار منتجها، أنشأت تطبيقاً يعمل فقط على هواتف الآيفون، وكانت تسمي هذه النسخة أوبر كاب UberCab. مثال آخر، منصة سبوتيفاي Spotify، والتي كانت بدايتها عبارة عن تطبيق يحمل على سطح المكتب، يقدم ميزة أساسية واحدة فقط مع احتمالات لإضافة خيارات أخرى مقابل دفع رسوم شهرية.
توجيه الجهود بشكل أكثر فعالية

في الختام، يشدد موقع Harvard Business Review على أن منتج الحد الأدنى القابل للتطبيق (MVP) هو ليس نموذجاً أولياً، إنما هو مرحلة متقدمة منه، لكنه أيضاً ليس منتجاً نهائياً جاهزاً للإنتاج بكميات كبيرة وطرحه في الأسواق.
من جهته، يقول موقع entrepreneurs London إن منتج الحد الأدنى القابل للتطبيق (MVP) يعتبر مفهوماً مهماً في عالم الشركات الناشئة المرنة، حيث يتمثل هذا المفهوم في إطلاق منتج جديد يحقق أقل قدر ممكن من الوظائف والميزات؛ بهدف الحصول على أكبر قدر ممكن من المعرفة الموثوقة من العملاء بأقل جهد ممكن. ويُعتبر أداة إستراتيجية تساعد الشركات الناشئة على اختبار فكرة منتجها وقبولها في السوق بشكل فعّال، قبل الاستثمار الكبير في التطوير والتسويق، فالفرضية الرئيسية وراء فكرة (MVP)؛ هي أنَّه يُمكن إنتاج منتج فعّال يكون قابلاً للاستخدام والبيع، حتى ولو كانت ميزاته قليلة، فباختبار تفاعل العملاء مع هذا المنتج، يمكن للشركة تحديد مدى جاذبيته وقابليته للنجاح في السوق، وبالتالي توجيه جهودها واستثماراتها بشكل أكثر فعالية.
وإليكم أيضاً هذا المقال الذي يوضح لرواد الأعمال: كيف تُبنى قيمة العلامة التجارية؟