من هي العراقية تالا الخليل أم المحاربين وصانعة الأمل الأولى في الوطن العربي؟

أم المحاربين وصانعة الأمل الأولى في الوطن العربي
أم المحاربين وصانعة الأمل الأولى في الوطن العربي


في المبادرة الأكبر من نوعها عربياً لتكريم أصحاب العطاء، تَوّج الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات ورئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، الدكتورة العراقية تالا الخليل بلقب صانعة الأمل الأولى على مستوى الوطن العربي لعام 2024، من بين أكثر من 58 ألف مرشح للنسخة الرابعة من "صناع الأمل"، هذا بالإضافة لحصولها على مكافأة مالية بقيمة مليون درهم، نظير جهودها الإنسانية الطويلة في بث الأمل والإيجابية والدعم لمحاربي السرطان من الأطفال، وفئة ذوي الهمم .
لنتعرف في الأسطر القادمة على الدكتورة تالا الخليل وجانب من مبادراتها الإنسانية في دعم وصنع المحاربين التي استحقت معها هذا الاحتفاء والتكريم.

تالا الخليل

الدكتورة تالا الخليل -مصدر الصورة : حسابها في انستجرام


تالا الخليل، هي دكتورة صيدلانية من مدينة البصرة العراقية وكاتبة مسرحية، في ربيعها الثاني والعشرين، ورغم خبرتها الصغيرة في الحياة، إلا أنها تتمتع بشعور كبير بالمسؤولية وللعطاء بلا حدود والإحساس الإنساني العميق بالآخرين، والرغبة في نشر السعادة والابتسامة لأطفال من ذوي الهمم، والتخفيف من شعورهم بالغربة والتنمر من المجتمع.وبث الحياة في أجساد صغيرة يعتصرها الألم، وأرواح شاحبة لأطفال السرطان الذين استبدلوا أماكن اللعب والمرح بالمستشفيات ومراكز العلاج، فضلاً عن إقامتهم الجبرية بين فترة وأخرى على الأسرّة البيضاء لتلقي العلاج والعناية الفائقة، وكأنها تمنحهم أكسير الحياة والقوة التي تمدهم بالدعم ورفع الروح المعنوية للقدرة على الاستمرار والتجديف للأمام بمجاديف الأمل، لتخطي الأمواج والتحديات وإكمال رحلة العلاج الطويلة والتغلب على هذا العدو الشرس.

خطوة البداية

وكانت أولى الخطوات للدكتورة تالا في إطلاق مبادراتها التطوعية لتقديم الأمل والدعم النفسي، لأكبر عدد من الأطفال المصابين بالسرطان وأطفال متلازمة داون وأسرهم ،" بكرفان" في مستشفى الأطفال التخصصي في البصرة ليكون مقصداً لهؤلاء الأطفال يستمدون منها الأمل في الحياة ويجد الأهالي الأيدي البيضاء الحانية التي تخفف من مصابهم وكربتهم، ومصابهم بفلذة أكبادهم، وتقدم لهم المشورة النفسية والإيمانية بالرضى بالقدر والتحلي بمهارات الصبر والعزيمة وغيرها من المهارات التي لابد أن تكون جنباً إلى جنب مع العلاج الدوائي لتحقيق أفضل النتائج والرفع من نسب الشفاء.
تعرفوا على قصة محاربة بريطانية تملك إرادة من حديد : بريطانية تهزم السرطان 5 مرات.. فما هي قصتها؟

أكاديمية المحاربين

وبعد مرور 8 سنوات من العمل الجاد وروح لا تعرف المستحيل تحول هذا الكرفان إلى "أكاديمية المحاربين" لزرع التحدي في نفوس الأطفال، وباتت الدكتورة تالا مسؤولة عن رعاية أكثر من 158 طفلاً بشكل يومي، هذا مع تقديم كافة الخدمات لجميع أطفال الأكاديمية مجاناً، من خلال احتفالات ومبادرات تهدف لجمع التبرعات وشراء الأدوية والهدايا.


ونجحت الدكتورة تالا الخليل في مد يد العون للأطفال لإكمال تعليمهم في مختلف المراحل، الدراسية ، هذا مع تخصيص صف دراسي آخر للألعاب وتنمية المواهب والإبداعات لدى الصغار ، والتي يحتضنها متحف ومسرح الأكاديمية، وساهم نشر مقاطع لهؤلاء الأطفال في ايصال الرسالة وبإيمان المجتمع والأطفال أنفسهم بلقب محارب، وكما كان لهذه المقاطع من جهة أخرى السبب الرئيسي لتوافد المتطوعين الراغبين في مد يد العون لهذة الفئة الغالية ، وليتسع فريق العمل والداعمين للعطاء والأمل للمحاربين الصغار.

حفل تخريج المحاربين


في عام 2020، ووسط أجواء احتفالية اختلطت فيها دموع الحضور الضخم بمشاعر الفرح والأمل والإيجابية أقامت تالا الخليل حفلاً ضخماً لتخريج الأطفال المحاربين من الأكاديمية، والتي أكانت مساحة ليظهر فيها المحاربين إبداعاتهم الفنية المختلفة وسط تصفيق وتشجيع الحضور

حصاد العطاء

تالا الخليل تتسلم جائزة صناع الأمل من الشيخ محمد بن راشد - مصدر الصورة : من حساب صناع الأمل في اكس


استحقت الدكتورة تالا الخليل وبجدارة لقب" أم المحاربين" بعد أن تمكنت من تغيير حياة أكثر من 500 طفل، وها هي اليوم تجني ثمار غراسها لحب الخير وللعطاء ومنحها الحياة والأمل للآخرين، بحصولها على لقب صانعة الأمل الأولى في الوطن العربي، وأن تحظى بالتكريم وعلى أعلى مستوى من الشيخ محمد بن راشد رنائب رئيس دولة الإمارات ورئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي في النسخة الرابعة لمبادرة صناع الأمل .

وبالتأكيد، لم تنتهي هذة القصة الملهمة بعد ، ولن تتوقف رحلة العطاء لهذه الشابة العراقية، فطموحها وعطاؤها لاحدود لهما، فلا زالت تطمح أن يتخطى عطاءها حاجز أطفال العراق والوطن العربي ويصل لجميع أطفال العالم.