"سيدتي" في زيارة "أبطال" صغار يتحدّون السرطان

نحَّى محمد، أثناء التصوير، اللثام الواقي عن وجهه ليأخذ لقطة تذكارية مع نجمته المفضّلة!  

إيماناً منها بأهمية دورها الإنساني والإجتماعي، بادرت "سيدتي" بزيارة مركز الأورام في مستشفى الملك عبد العزيز بجدة لتنظيم يوم ترفيهي للأطفال المصابين بالسرطان، في مساهمة منها لرسم البسمة على شفاههم. وقد أشرف فريق مكتب جدة على هذا النشاط، بحضور مقدّمة برامج الأطفال على قناة الـ mbc3 دانية الشافعي.

 

الشافعي تقدّم هدية
 إلى أحد الأطفال المرضى

فور دخول المقدّمة التلفزيونية دانية الشافعي باب المستشفى، إنطلقت صيحات الأطفال بعفوية وسعادة كبيرتين، وبدا واضحاً تأثّرهم بالمفاجأة التي أعدّتها لهم "سيدتي". وقد حيّتهم الشافعي بعفويتها، وبدأت توزّع الورود عليهم وتتعرّف إليهم واحداً تلو الآخر، بأسلوبها الطفولي.

وإذ تتراوح أعمار الأطفال المصابين بين السنتين والعشر سنوات، تبدو حالة بعضهم صعبة للغاية، إلا أنهم ورغم المعاناة، عبّروا عن فرحهم بوسائلهم العفوية. وفي هذا الإطار، تقول الشافعي: "أردت أن ينسى الأطفال مرضهم في هذا اليوم، وألا يقوموا سوى باللعب والمرح"، مشيدةً بدور "سيدتي" في هذه المبادرة.

تتراوح أعمار الأطفال المصابين بين السنتين والعشر سنوات، وتبدو حالة بعضهم صعبة للغاية

قصّة الطفلة المناضلة

تحلّق الأطفال حول الشافعي التي روت لهم قصّة الطفلة المناضلة هيلين كيلر، والتي استطاعت أن تتعايش مع حالتها الصحية، بدون أن تستسلم للعجز، بل كانت إعاقتها سبباً ودافعاً لها على التعلّم! ومن الملاحظ أن الأطفال أنصتوا لهذه القصّة باهتمام.

وفيما كانت تتابع فصول هذه القصّة، لاحظت أن الطفل بدر (4 سنوات) بدا منزعجاً من الألم، فأخذته من والدته ووضعته بين يديها، وأكملت سرد القصة، فصمت وبدا أفضل حالاً. وغير بعيد من هذا المكان، وقفت الأمهات يراقبن بلهفة واضحة فرحة أطفالهن، التي غابت عنهم لأيام طويلة بسبب المرض.

 

صورة للذكرى


وأثناء التقاط الصور، لوحظ أن محمد، وهو من أكثر الحالات صعوبة إذ يعاني من سرطان الدماغ، أصرّ على أن ينحي اللثام الواقي عن وجهه ليأخذ لقطة تذكارية مع نجمته المفضّلة، وأمه فرحة بعودة ابتسامته التي غابت عن وجهه منذ بدأ معاناته مع المرض.

وبعدها، تحلّق الأطفال حول دانية الشافعي والزميلة حليمة مظفر وممثل شركة "نوكيا" عادل سرطاوي، راعية الهدايا المقدّمة للأطفال، من أجل قطع قالب الحلوى.

ولم يتمكّن بعض الأطفال من إكمال اللعب والمشاركة في اليوم الترفيهي، وعادوا إلى غرفهم بسبب التعب! ولكن، "سيدتي" دخلت إلى غرفهم وسلّمتهم هداياهم. وقد كان أكثر الأطفال تأثّراً محمود الذي ارتسمت الفرحة على وجهه فور رؤيتنا، وتسلّم هديته.

وفيما ذكرت الشافعي "أن اللعب الجماعي هو من بين أكثر الأشياء التي يحتاجها الطفل وتسعده، فكيف إذا كان هذا الطفل مريضاً بمرض عضال؟"، شدّدت على ضرورة أن تضطلع المؤسسات على العمل الإجتماعي، لاسيما تجاه الأطفال الذين يحتاجون إلى دعم متواصل ومتعاضد من جميع الجهات.

إن قسم الأطفال في مركز الأورام بمستشفى الملك عبد العزيز للأورام في جدة هو القسم الحكومي الوحيد المخصّص للأطفال المصابين بالسرطان في المملكة العربية السعودية


شكراً "سيدتي"


صورة تذكارية لدانية الشافعي وفريق "سيدتي" في جدة.

تثني مديرة مركز الأورام بمستشفى الملك عبد العزيز بجدة ورئيسة قسم الأطفال الدكتورة حسناء الغامدي على مبادرة "سيدتي"، وتقول: "إن زيارة "سيدتي" قسم الأطفال في مركز الأورام وتنظيم يوم ترفيهي لهم، هي مبادرة إنسانية واجتماعية يجب أن تحتذي بها جميع المؤسسات، سواء الخاصة أو العامة، وذلك من خلال توجيه الإهتمام إلى هذه الشريحة من المجتمع". وتضيف: "يواجه الأطفال المصابين بالسرطان تحدّيات عدّة، أبرزها الآلام والمضاعفات نتيجةً للعلاج الكيميائي وتلقّي العقاقير الطبية وطول مدّة العلاج. وفي المقابل، إن علاج مرضى الأورام السرطانية مكلف للغاية، لذا إن الميزانية السنوية لمركز الأورام في تزايد مستمر، وهي توفّر سنوياً من وزارة الصحة".

 

 

"نوكيا" والمسؤولية الإجتماعية

ساهمت شركة "نوكيا" التي رحّبت بدعوة "سيدتي" للمشاركة، برعاية الحفل وتقديم الهدايا للأطفال المصابين بالسرطان وإخوتهم ممّن شاركوهم، لإضفاء البسمة على شفاههم والمساهمة في التخفيف من معاناتهم.

 


"اللوكيميا"

يعتبر "اللوكيميا" أي ابيضاض الدم من أكثر أنواع السرطان انتشاراً بين الأطفال في المملكة العربية السعودية، وترتفع نسبة المصابين به إلى 28%، يليه سرطان المخ والجهاز العصبي اللذان يشكّلان نسبة 17% من أنواع السرطان.

وفي مركز الأورام بمستشفى الملك عبد العزيز، تمّ علاج غالبية حالات سرطان الدم الليمفاوي، والتي تتجاوز نسبة شفائه 80%.