متى تدفعين طفلك الى الاعتماد على نفسه؟

إن فرض قيود أمنية بدافع الخوف على الطفل وعدم إفساح المجال له لكي يتعرّض لبعض المصاعب ويخوض غمار بعض المغامرات ربما يحرمه من الاستمتاع بطفولته!

ولكن، متى يمكن للطفل الاعتماد على نفسه؟ اختصاصية علم النفس وتعديل السلوك مي أحمد تجيب عن السؤال التالي:

 

يعتمد بعض الأطفال اعتماداً كليّاً على والديه لدرجة الالتصاق، وغالباً ما يصاب هؤلاء بالصدمة العنيفة عندما يبلغون سن دخول المدرسة، حين يجدون أنفسهم بعيدين عن الأسرة وتواجههم مواقف تتطلّب التصرف بشكل مستقلّ معتمدين على أنفسهم. وغالباً ما نرى طفلاً يعتريه الخوف والخجل في حضور جماعة، فيمسك طرف ثوب أمه لأنه لا يريد أن يبتعد عنها. وبالطبع، ينتج هذا التصرّف عن عدم السماح للطفل بأخذ زمام المبادرة في بعض الأمور البسيطة، مما يؤخر اكتسابه مهارات مهمّة قد يحتاج إليها في حماية نفسه. ومعلوم أنّ مواجهة الطفل لبعض المشكلات الصعبة التي تعترض حياته تتيح له اكتساب مهارات التكيّف وتنمّي حسّ المغامرة والاكتشاف لديه وتزيد من اعتماده على نفسه.

وتتعدّد الأسباب التي تؤدي إلى توكل الطفل على الآخرين وأهمها: قلق الأم الزائد وخشيتها من خوضه تجارب جديدة، الا أن الحماية والقلق الزائدين يجعلانها في حال من الترقّب الدائم ، خوفاً من أن يتعرّض صغيرها للأذى في كل لحظة.وفي هذا الاطار، لا تعني خطوة دفع الطفل الى الاعتماد على نفسه إلغاء  دور الوالدين في توفير الحماية والرعاية، فالأمر ضروري من أجل الحفاظ على سلامته، ولكن يجب أن يتمّ الأمر بصورة طبيعية، حتى لا تكون هذه الحماية سبباً في إعاقة نموّه الطبيعي. كما أن شعور الطفل بالخوف يجعله
لا يقوى على التصرّف بشكل منفرد بسبب مخاوفه، ولا بد من الاشارة الى أن المشكلات المستمرّة بين الأم والأب تدفع الطفل الى الشعور بالخوف وعدم الأمان. ويساهم إفراط بعض المربيات في مساعدة الأطفال بعقد أربطة أحذيتهم أو تزرير ستراتهم وتقديم الطعام لهم كنوع من التفاني في العمل إلى التوكل والاعتماد على الآخرين.

 

الأنشطة المناسبة لطفلك

يتوقّف اعتماد الطفل على نفسه وطبيعة المهام التى يجدر تأديتها بنفسه، على سنّه. «سيدتي» تقدّم اليك إرشادات خاصّة بكل فئة عمرية، علماً أن السنتين الأوليين من عمر الطفل تعتمدان اعتماداً كلياً على الأم.   

 

> في سن 3 سنوات: يجب تعويد الطفل في هذه السنّ على ارتداء ملابسه بنفسه، مع تقديم المساعدة له في اغلاق الأزرار وتحديد الاتجاه الصحيح للملابس. كما يمكن البدء بتعويد الطفل خلال هذه الفترة على النوم بمفرده في السرير، أو ملء كوب الماء بنفسه.

> في سن 4 سنوات: يستطيع أن يفهم التعليمات التي يصدرها والداه، ويمكن أن يمتثل للأوامر ويدرك معنى النظام. ويستطيع أن يرتدي ملابسه بالكامل وبشكل صحيح وحده، ولكن
لا تعتمدي عليه في اختيار ما يناسبه من ملابس. كما أنّ ركوب الدراجة ذات العجلات الثلاث مناسب، وكذلك المشاركة في إحدى الرياضات الفردية أو الجماعية.

> في سن 5 سنوات: يحب تقليد الكبار، ويمكنه في خلال هذه الفترة أن يجيب على المكالمات الهاتفية بكلمات محدّدة، وأن يستحمّ بمفرده بعد تحضير الأم للماء المناسب له، كما ترتيب غرفته وربط حذائه بمفرده، ولكن الأمر يحتاج إلى التدريب والتسلسل حتى يتقن كل هذه المهارات.

> في سن 6 سنوات: يصبح إحساس التوازن لديه جيداً، ما يهيئه لركوب الدراجة ذات العجلتين، الا أنّه يحتاج إلى محاولات عدّة ليتمكن من الدوران بها والسيطرة عليها، ولا يمكن تركه كلياً دون مساعدة. وفي استطاعته إجراء حديث هاتفي، ولكن من الصعب عليه حفظ رسائل المتصلين أو كتابتها.

> في سن 7 سنوات: في هذه السن، يمكنه إتقان مهارات السباحة الأساسية (ضربات الرجلين وحركات الذراعين والتحكّم في التنفس)، ولكن
لا يدع وحده أبداً دون مراقبة في حوض السباحة قبل بلوغه هذه السن.    

> في سن 8 سنوات: يمكنه شراء الحلوى من المتجر القريب من المنزل وإعداد طعام بسيط لنفسه، ولكن لا تسمحي له باستعمال الأدوات الحادة ويفضّل أن تكوني قريبة منه وقت الإعداد. ويستطيع في هذه السن اختيار ما يناسبه من ملابس، كما التعرّف على التوقيت الدقيق للساعة.

> في سن 9 سنوات: يمكنه وضع قابس الكهرباء وتشغيل التلفاز أو المكنسة الكهربائية، ولكن يجب الحذر من استخدامه لأجهزة أخرى كمكواة الملابس أو غلاية الماء، لأنه لا يتقن جميع المهارات التي تتطلّب الحذر الشديد واستخدام كلتا اليدين في وقت واحد. وفي أثناء الاستحمام، يمكنه استعمال الصنبور ليوازن تدفّق الماء الحار والبارد.

> في سن 10 سنوات: يمكن أن يترك الطفل ليعبر الشارع بمفرده، ويسمح له بالابتعاد واللعب مع أقرانه في الأماكن والمتنزهات العامة لأنه بات قادراً على تحديد مكان أسرته.

 

 

 

 

 

إمنعي المربية من الإفراط
في تقديم المساعدة للطفل

 

 

إرشادات مفيدة  

أبعدي طفلك عن كل السلوكيات الخشنة والعدوانية التي تخيفه وتحد من اعتماده على نفسه.

إمنعي سيطرة إخوته الأكبر منه عليه واطلبي منه القيام ببعض المهام التي يقوم بها الكبار. 

 

تعلمي إخفاء قلقك الزائد ولهفتك على طفلك، فإذا وقع أرضاً لا تسرعي إليه إلا إذا كان قد أصيب أو جرح، واعطيه الفرصة ليقف بنفسه وينظّف ملابسه ويكمل لعبته.

 

عوّدي طفلك أن يستقل بذاته ويلعب بمفرده لبعض الوقت.

 

علّمي طفلك المثابرة وتجنّبي تعويده على الهروب من المشكلات والمواقف الصعبة واختيار الحلول السهلة.

 

إمنعي المربية من الإفراط في تقديم المساعدة للطفل في كل كبيرة وصغيرة إلا عند الضرورة.