mena-gmtdmp

«مالي» بلاد المغامرات والطبيعة البرية

إذا كنتم من هواة المغامرات، فما عليكم سوى التوجّه إلى القارة الأفريقية لزيارة «مالي» التي تحتضن محميات طبيعية وثروات حيوانية، وهي تقدّم لهواة الأسفار غير التقليدية نقاط جذب عدّة جديرة بالإكتشاف.

«مالي» هي واحدة من دول أفريـقيا الغربــية، تتقاسم الحدود مع موريتانيا والجزائر من الشمال، النيجر من الشرق، بوركينا فاسو وشاطئ العاج من الجنوب، غينيا من الجنوب الغربي والسنغال من الغرب. ويشكّل «هومبوري توندو» Hombori Tondo الذي يصل ارتفاعه إلى 1155  متراً، أعلى نقطة في البلاد ويقع في الجزء الوسطي من «مالي».

تغطّي المنطقة الصحراوية ثلثي مساحة البلاد، لكن الجنوب يعبره نهر الـ«نيجر» Niger الذي يسمّى، محلياً، «دجوليبا» Djoliba أي «نهر الدم». أما الجنوب الشرقي «سيكاسو» Sikasso، فيعتبر منطقةً زراعيةً خصبةً.

 

مناخها...

يبدأ فصل الأمطار الذي يسمّى الفصل الشتوي، عادةً، بين أشهر يوليو (تموز) وسبتمبر (أيلول)، وقد تشهد البلاد أمطاراً ليوم واحد، يومين أو ثلاثة أيام فقط، علماً أنه خلال هذا الفصل يكون الطقس لطيفاً، تتخلّله بعض الرطوبة. وتسجّل درجات الحرارة 30 درجة مئوية خلال يوليو (تموز) وأغسطس (آب) وديسمبر (كانون الأول) ويناير (كانون الثاني)، ومن 40 إلى 45 درجة مئوية خلال مارس (آذار) وأبريل (نيسان) ومايو (أيار). ولكن، تنخفض درجات الحرارة، بصورة واضحة، خلال الليل حيث تسجّل 25 درجة مئوية طيلة أشهر السنة، باستثناء شهري نوفمبر (تشرين الثاني) وفبراير (شباط)، إذ تتدنّى الحرارة الليلية إلى 15 و20 درجة مئوية.

ويمتدّ الفصل السياحي الأمثل في البلاد من شهر نوفمبر (تشرين الثاني) وحتى فبراير (شباط).


أبرز النشاطات

لعلّ أهم النشاطات التي يمكن القيام بها في هذه الدولة الافريقية هي زيارة المحميات الطبيعية الفاتنة. ومن بين هذه المحميات: المنتزه الوطني لانعطاف مجرى «باوولي» Baoule، محمية «أنسونغو ميناكا» Ansongo -Menaka، «باندينكو» Bandinko، «بافينغ» Bafing، «فينا» Fina، «كيني باوول» Keniebaoule، بحيرتا «ديبو» Debo و«هورو» Horo وأراضي «سيري» Seri.

كما يمكن أيضاً التوجّه إلى «دوغون» Dogon، وهو عبارة عن مكان استثنائي محمي، يقع بين «مالي» و«بوركينا فاسو»، على أقدام تلّة «بانديغارا» Bandigara، ويمتلك عادات وتقاليد خاصة للغاية. وإذا قرّرتم الذهاب إلى هذا المكان، يجدر بكم اصطحاب دليل من «دوغون» Dogon. ولهذه الغاية، يمكنكم الإتصال بمكتب السياحة الموجود في البلاد نفسها، بدون أن تنسوا التفاوض المسبق حول القرى التي ستزورونها والوجبات التي ستتناولونها، لأن القرى المحيطة فقيرة للغاية. لذا، يمكنكم جلب بعض الخضر واللحوم لتقوم النسوة بتحضيرها لكم. وعندما يتمّ الإتفاق على التفاصيل كافة، يمكن أن تبدأ المغامرة الحقيقية، وذلك من شواطئ «بانديغارا» Bandigara الصخرية، وصولاً إلى قرية «بانديغارا» Bandigara التي تعتبر الأهم في «دوغون» Dogon، وفيها يمكنكم مشاهدة مناظر طبيعية فاتنة تتبدّل مع الفصول. لكن، إحذروا السباحة لأن المياه مليئة بالطفيليات. بعدها، يمكنكم الإنتقال إلى قرية «دورو» Dourou للتعرّف على شعبها والذي لم يبق منه سوى 800 ألف نسمة في «مالي»، وهم يمتلكون ثقافة خاصة ويصنعون الأقنعة الخشبية التي ستجدونها في أسواق «موبتي» Mopti و«دجني» Djenne، بعد ذلك.

> التوجّه إلى «دجني» Djenne المصنّفة كإرث عالمي للإنسانية من قبل «اليونسكو»، فهي مدينة صغيرة نسبياً، تقع عند ذراعي نهر الـ«نيجر»، وعلى ضفاف نهر «باني» Bani. بنيت في القرن الثالث عشر من الوحل الجاف، فكان الجامع أول الأبنية فيها، ثم تلته الأبنية والبيوت الأخرى. وقد كانت وما زالت مكاناً هاماً للتبادل التجاري.

> رحلة في نهر الـ «نيجر»، بواسطة المراكب الخشبية البسيطة الخاصة بالصيادين، علماً أن هذا النهر يعتبر ثالث أطول نهر في القارة الافريقية بعد نهري النيل ونهر الكونغو، ويشكّل الشريان الحيوي والأساسي لـ«مالي» كونه يغذّي البلاد بالمياه العذبة ويسمح بالتبادل التجاري وبسفر الأفراد. كما يزرع الأرز على ضفافه. 

 

في سطور

كانت «مالي» تشكّل مستعمرةً فرنسيةً قديمةً، نالت استقلالها التام في عام 1960، عاصمتها «باماكو» Bamako التي يقطنها حوالي 1430000 نسمة. تمتلك تاريخاً غنياً ومعروفاً، وتعاقبت على حكمها خمس ممالك هامّة، هي: إمبراطورية غانا Ghana، إمبراطورية مالي Mali، إمبراطورية سونغاي Songhai، إمبراطورية بامبارا Bambara، وإمبراطورية بول Peul في ماسينا Macina.