"النيبال": طبيعة خلابة وتاريخ عريق

 

 رغم بنيتها التحتية التي تشكو ضعفاً موصوفاً، تبدو زيارة "النيبال" "مغامرة" تستحقّ الخوض، خصوصاً بعد أن وفّرت شركة الطيران منخفض التكلفة الأولى في دبي "فلاي دبي" رحلات يومية إلى العاصمة "كاتماندو"، علماً أنّه يمكن تجاوز الساعات الأربع التي تفصل بين الوجهتين بمشاهدة فيلمين من بين أحدث الأفلام التي تعرض بدور السينما، وذلك على متن طائرات الشركة الحديثة.

 

في سطور

تقع "النيبال"، التي يرتكز نشاطها الاقتصادي على الزراعة وخصوصاً الأرز والذرة والخضر، بين جارين كبيرين هما: "الهند" و"الصين"، وتمتاز ببنية تاريخية وطبيعة سكانية مميّزة، علماً أن مناخها يمنحها جوّ الفصول الأربعة في اليوم الواحد!

يقطنها ما يزيد عن 102 مجموعة إثنية، يعيشون في وئام، ولو أن أتباع الديانتين البوذية والهندوسية يشكّلون الأكثرية الساحقة في البلاد، بالإضافة إلى أقلّيات من المسلمين والمسيحيين لا تتجاوز نسبتهم 3% من مجموع السكان، وغيرهم من أتباع الديانات الأخرى. ويمتاز الشعب النيبالي بالطيبة، ليشعر الزائر من خلال التحية التقليدية التي يستقبلونه بها بالمحبة والحميمية والصدق، وكلّها صفات تميّزهم.  

 


أين تقيمون؟

يعدّ "فندق حياة ريجنسي" من بين أفخم فنادق "النيبال"، يبعد 6 كيلومترات عن مركز العاصمة "كاتماندو"، وتفصله 10 دقائق عن مطارها، وتتوافر فيه جميع الخدمات بدرجة عالية من الدقة والاحترافية.

تمتاز غرفه بفساحتها وبإطلالاتها على مناظر خلابة. يضمّ وسائل الرفاهية والراحة كافّة، من مسابح إلى "سبا" و"ساونا" وملاعب خاصة بكرة المضرب ونادٍ رياضي...

 

عناوين هامة

_ مدينة "باختابور": يمكن بلوغها عبر طريق "أرنيكو" السريع، والذي تمّ إنشاؤه على حساب الحكومة الصينية. تضمّ مجموعة من المواقع التي تستحق الزيارة، وخصوصاً "دوتاتاريا سكوير" و"تومادي سكوير"... وإذ تشكّل إحدى أكبر مدن وادي "كاتماندو" وكانت حتى النصف الثاني من القرن الخامس عشر ميلادي عاصمة "النيبال"، تبعد عن مركز العاصمة الحالية "كاتماندو" حوالي 13 كيلومتراً. ولعلّ اللافت أن السيارات تغيب عن هذه المدينة التاريخية، ليستعاض عنها بالدرّاجات الهوائية أو النارية، علماً أن شوارعها ضيّقة وقديمة مرصوفة. وغالباً ما يشاهد الناس يسيرون فيها على الأقدام، وتكثر فيها المعابد والأبنية التي تبرز فنّ العمارة التقليدية المحافظ عليه بشكل جيّد. وتشتهر بالأعمال الفنية الخشبية والمعدنية والحجرية والغزل والنسيج.

_ "كاتماندو دوربار سكوير": قلب مدينة "كاتماندو القديمة"، يحتضن مجموعة من القصور والساحات والمعابد التي تزيد عن 50 معبداً، ويعود تاريخها إلى الفترة الممتدّة بين القرن الثاني عشر ميلادي حتى الثامن عشر... يلخّص تصميمها مزيج بين عمارة الشرق والغرب، مع خصوصية النوافذ المنحوتة من الخشب بأسلوب يدوي بالغ الدقة والفن والحياة التاريخية والدينية لسكان "النيبال".

_"شانكو نارايان": تحفة معمارية تقبع في أحضان الطبيعة، وتعتبر من بين أشهر معالم وادي "كاتماندو"، تبعد عن العاصمة حوالي 18 كيلومتراً، وترتفع 1541 متراً عن سطح البحر. يتطلّب بلوغها صعود الدرج الوحيد الذي يصل إلى المعابد الواقعة في القمة. تحتوي على عدد من المواقع الأثرية والمعابد التي يعود تاريخها إلى القرن الثالث ميلادي، ما يجعلها واحدة من بين سبعة مواقع في "كاتماندو" ضمّتها "اليونسكو" إلى لائحة الإرث التراثي العالمي.

_ مطعم "يو تي ساف": لا تستقيم زيارة "كاتماندو" بدون تناول الطعام في هذا المطعم الذي يقدّم الأطباق النيبالية التقليدية، على أنغام الموسيقى والرقصات التراثية التي يؤدّيها راقصون وراقصات بارعون.

 


 

_ الصعود إلى قمة "إيفريست": يجذب تسلّق جبال الهملايا هواة المغامرة ومحترفي تسلّق الجبال، إلا أن بلوغ قمة "إيفريست" يعتبر إنجازاً كبيراً، وإن اختلفت السبل في الوصول إليها. وفي هذا الإطار، يسيّر عدد من الشركات المحلّية رحلات بطائرات خاصّة في جولة حول قمم الهملايا  تستغرق حوالي 40 دقيقة، يتم بعدها منح "المتسلّقين" شهادات تفيد بأنهم وصلوا "إيفرست". ورغم أن جبال الهملايا تحتوي على ما يزيد عن 20 قمّة ترتفع معظمها إلى أكثر من 8 آلاف متر، إلا أن "إيفريست" مع 8848 متراً تعدّ أشهرها.