8 دروس للتعامل مع ابنك أو ابنتك المُتنمّرة بأسلوب تربية هادئة/%D8%B3%D9%8A%D8%AF%D8%AA%D9%8A-%D9%88%D8%B7%D9%81%D9%84%D9%83/%D8%A3%D8%B7%D9%81%D8%A7%D9%84-%D9%88%D9%85%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%82%D9%88%D9%86/1824265-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%81%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D9%86%D9%85%D8%B1
بنات وأولاد يتشاركون عملية التنمر بزميلتهم
بصوت غاضب تشكو الأم: لم يكن ذلك الاتصال من المدرسة هو الأول، حدث من قبل، وهذه هي المرة الثانية هذا الشهر؛ حيث وجدت الأم نفسها تستمع لصوت مديرة المدرسة وهي تخبرها: ابنتكِ اعتدت على أحد زملائها الذكور مجددًا، حاولنا التحدث معها، لكنها تقول إنه مجرد مزاح! بعدها صمتت الأم وهي تتأرجح بين الحيرة والقلق ثم تساءلت: كيف أصبحت ابنتي الحبيبة.. تلك الطفلة اللطيفة التي كانت تخاف من الظلام، تمارس التنمّر وتدّعي أنه دعابة؟ هنا تضيف الدكتورة التربوية منال الطويل أستاذة طب النفس أن الشكوى والسؤال ليس بغريب؛ فقد أصبح يشغل أذهان الكثير من الأمهات اليوم، في زمن تتسارع فيه التغيّرات النفسية والاجتماعية للأطفال.
لا تطلق كلمة التنمّر على مجرد أي شجار عابر أو تصرّف عدواني مؤقت، بل هو نمط متكرر من السلوك يؤذي الآخرين بدنيًا أو نفسيًا، ويظهر بأشكال متعددة: الضرب، السخرية، العزل، أو حتى التنمّر الإلكتروني عبر الرسائل ومنصات التواصل. تشير الإحصاءات إلى أن ما يقارب واحدًا من كل ثلاثة طلاب في العالم تعرّض للتنمّر من قبل أقرانه، سواء في المدرسة أو عبر الإنترنت، هذه النسبة العالية تكشف أن التنمّر لم يعد ظاهرة فردية، بل قضية تربوية واجتماعية تحتاج إلى فهم عميق وتدخّل واعٍ من الأهل والمدارس معًا.
رسالة إلى الأمهات
أم تحاور طفلتها المشاغبة
كل أمّ تحلم أن يكون طفلها محبوبًا ومتفهّمًا، لكن التربية ليست طريقًا مستقيمًا دائمًا، وحين يخطئ الطفل، لا يعني ذلك فشل الأم، بل بداية مرحلة جديدة من الفهم والنضج المشترك. تذكّري أن وراء كل سلوك صعب مشاعر تحتاج إلى احتواء، وأن دوركِ لا يقتصر على تقويم الخطأ، بل على تعليم ابنتك كيف ترى العالم بعين التعاطف لا القوة. اليوم، حين تتلقّين اتصال المدرسة، لا تنظري إليه كإدانة، بل كفرصة لتقودي رحلة صغيرة نحو قلب ابنتك، ولتعلميها أن الطيبة ليست ضعفًا، وأن الشجاعة الحقيقية تكمن في الاعتذار لا في السيطرة.
أسباب التنمّر أعمق مما نتصوّر!
طفل يتنمر على زميله
في معظم الحالات، لا يكون الطفل المتنمّر شريرًا بطبعه، بل يحمل مشاعر داخلية غير منظّمة يعبر عنها عبر السيطرة أو الإيذاء، ووفقًا لدراسات هناك أسباب مشتركة وراء سلوك التنمّر منها: غياب التواصل العاطفي في المنزل الأطفال الذين ينشؤون في بيوت يسودها التوتر أو العنف اللفظي والجسدي هم أكثر عرضة بنسبة 70% لإظهار سلوكيات عدوانية تجاه الآخرين، فعندما لا يجد الطفل نموذجًا صحيًا للتعبير عن الغضب أو الخلاف، فإنه يتعلّم أن القوة أو السيطرة هي الحل. الحاجة للانتباه والشعور بالقوة بعض الأطفال يتنمّرون ليلفتوا الأنظار، أو لأنهم يشعرون بالضعف داخليًا، فيصبح التنمّر بالنسبة لهم وسيلة مؤقتة للشعور بالتحكّم في الموقف، خصوصًا عندما يعانون من قلة الثقة بالنفس أو من تجارب سابقة للنبذ أو السخرية. تأثير البيئة الرقمية في زمن الشاشات، أصبح العنف اللفظي والسخرية محتوى ترفيهيًا، فمشاهد التنمّر في المسلسلات أو ألعاب الفيديو قد تطبّع هذا السلوك في ذهن الطفل دون وعي؛ حيث تشير تقارير تربوية إلى أن التعرض المتكرر للمحتوى العنيف أو الساخر يجعل الطفل أكثر تقبّلًا للتنمّر كتصرف طبيعي. أنماط التربية الصارمة أو المهملة الأبحاث التربوية أظهرت أن الأطفال الذين يتعرضون لتربية قاسية جدًا أو غير منضبطة معرضون أكثر بثلاثة أضعاف لأن يصبحوا متنمّرين، وفي المقابل، التربية التي تمزج بين الحنان والحزم تخلق توازنًا يجعل الطفل قادرًا على ضبط نفسه واحترام الآخرين.
خطوات عملية للتعامل مع الموقف بحكمة دون الشعور بالذنب:
أم توجه كلمات عتاب بحكمة وهدوء لابنتها
لا تهاجمي الطفلة فورًا تجنّبي العبارات القاسية مثل: أنتِ تسيئين لسمعتنا! أو كيف تجرؤين!؟ وبدلًا من ذلك، اجلسي معها بهدوء، واستمعي إلى روايتها كاملة، أظهري لها أنك مهتمة بفهم ما حدث، لا بإدانتها، فشعورها بالأمان العاطفي هو الخطوة الأولى لتغيير سلوكها. فرّقي بين السلوك والشخصية من المهم أن توضحي لها أن سلوكها مرفوض، لكن هي ليست سيئة كشخص، قولي لها مثلاً: ما فعلتِه خطأ، لكني أعلم أنك قادرة على أن تكوني أفضل، هذا التفريق يمنحها دافعًا للإصلاح بدلاً من الانغلاق أو التمرد. تواصلي مع المدرسة كشريك لا كخصم اسألي عن تفاصيل الحادثة، وعن سلوك ابنتك في الصف، وحاولي معرفة إن كانت هناك أسباب خفية؛ مثل شعورها بالغيرة، أو خوفها من التهميش بين زملائها، المدرسة ليست جهة تُصدر الأحكام فقط، بل يمكن أن تكون شريكًا فعالًا في إعادة بناء السلوك. ساعديها على تطوير مهارات التعاطف اطلبي منها أن تتخيل كيف شعر الطفل الذي تعرّض للإيذاء، استخدمي القصص والأفلام التربوية التي تُبرز مشاعر الضحية، هنا تشير الدراسات إلى أن برامج التعليم العاطفي التي تركز على فهم مشاعر الآخرين، قللت حوادث التنمّر بنسبة 42% في المدارس التي طبّقتها.
تابع: خطوات تربوية يومية تساعدك في المنزل
أم تدعم طفلتها
كوني نموذجًا في التعامل مع الغضب
يتعلم الأطفال من تصرفاتنا أكثر من كلماتنا حين تغضبين من أحد، حاولي التعبير عن انزعاجك بعبارات هادئة بدلاً من الصراخ أو العقاب الفوري، بهذه الطريقة، يتعلم طفلك أن القوة لا تعني الصوت العالي، بل السيطرة على الذات.
ضعي قواعد واضحة وثابتة
التربية ليست تناقضًا بين الحنان والصرامة، بل توازن دقيق، اتّفقي مع ابنتك على قواعد السلوك داخل البيت والمدرسة، وناقشي معها النتائج إن تم تجاوزها، فالشعور بالاتساق والاستقرار يخلق بيئة آمنة تقل فيها السلوكيات العدوانية.
امدحي التغيير الإيجابي
عندما تظهر ابنتك سلوكًا متعاونًا أو لطيفًا، لاحظيه واشكريها، التشجيع الإيجابي أقوى من العقاب في تعديل السلوك، لأنه يعزّز صورة الذات الإيجابية لدى الطفل
قلّلي من المحتوى العنيف والساخر
وراقبي ما تشاهده على الإنترنت أو في التلفاز، مع استبدال المحتوى المليء بالسخرية بأفلام تعليمية أو قصص عن التعاون والتسامح، كما يمكنكما مشاهدة هذه المواد سويًا لمناقشتها وتوسيع فهمها للعلاقات الإنسانية.
متى تحتاجين لزيارة مختص نفسي؟
إذا تكرّر سلوك التنمّر رغم المحاولات الأسرية والمدرسية.
لاحظتِ أن ابنتكِ تُظهر سلوكًا عدوانيًا مستمرًا، أو تبدو منغلقة.
عندما تصبح غير قادرة على الشعور بالذنب، فقد يكون الوقت مناسبًا لاستشارة مختص .
الأخصائي يستطيع تحليل الأسباب العميقة مثل القلق، الغيرة، أو ضعف تقدير الذات، ووضع خطة علاجية فعّالة تشارك فيها الأسرة والمدرسة معًا *ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.