mena-gmtdmp

هل يؤثر الفتور العاطفي بين الوالدين على الأطفال؟ الإجابة في 5 حلول

صورة لطفلة خائفة وقلقة
طفلة تعاني من كثرة خلافات والديها
يعتبر الاستقرار العاطفي بين الوالدين أحد العوامل الأساسية في نمو الأطفال نفسياً وسلوكياً بشكل صحي، ولكن عندما يسود الفتور العاطفي فإن تأثيره يمتد ليؤثر على الأطفال صغاراً كانوا أو شباباً بشكل مباشر وغير مباشر، بينما كان يُعتقد من قبل؛ بأن الصراخ وتبادل الاتهامات بصوت عالٍ هي السبب الأوحد الذي يضر بالطفل ويشعره بالخوف من الانفصال وافتقاد رؤية أحد الوالدين.
اللقاء والدكتورة نوال سيد العشماوي أستاذة علم الاجتماع للتعرف إلى تأثير الفتور العاطفي بين الوالدين على الطفل من الناحية النفسية والاجتماعية والنمو البدني والعقلي، بجانب طرح طرق توضح دور الآباء في حماية أطفالهم وإدارة خلافاتهم.

فتور عاطفي يلحظه الأبناء

عزلة وفتور عاطفي يلحظه الأطفال
  • الفتور والإهمال العاطفي حالة من ملل المشاعر، يضعف فيها الحب والاهتمام، ما يؤدي إلى الشعور بالوحدة رغم استمرار العلاقة الظاهرة.
  • الفتور حالة من الملل تشوبها البرودة، حيث تتسلل مشاعر الرفض وعدم الترحيب العاطفي والتراخي بين الوالدين.
  • يفتقد الزوجان إلى الدفء والمودة والسكن النفسي، ويشعران بالوحدة حتى لو كانا يعيشان تحت سقف واحد.
  • يتوقف الحوار والتواصل الحقيقي ليحل محله صمت طويل أو محادثات سطحية ومقتضبة.
  • الانسحاب؛ حيث يتجنب أحد الطرفين أو كلاهما الآخر، وقد ينسحب أحدهما في نهاية الأمر.
  • تتجمد العواطف ويصبح الشريكان أقل تعبيراً عن مشاعرهما، ويختفي الفرح والبهجة من المنزل وداخل قلوب الأبناء.
  • يميل كل طرف إلى إلقاء اللوم على الآخر وتحميله مسؤولية تدهور العلاقة، ويتمثل في شكل خلافات أسرية صامتة يشعر بها الأبناء.

أفكار تعرّفي إليها:

طفل وسط والدين يغيب عنهما التواصل
بعض الأطفال الذين يكبرون في أجواء يغيب عنها الحب والتواصل قد يعيدون إنتاج نفس السلوكيات في حياتهم الزوجية لاحقاً، وهي ما تدخل تحت عبارة" تكرار النموذج السلبي".
قد يصبح الطفل أكثر تحفظاً أو لديه خوف من العلاقات العاطفية والارتباط بسبب التجربة التي عاشها داخل أسرته، والفتور العاطفي أو الإهمال العاطفي الذي لاحظه وشعر به بين والديه.
الفتور العاطفي بين الزوجين ليس مجرد مشكلة بينهما فقط، لذلك من الضروري العمل على تعزيز الدفء العاطفي في الأسرة خوفاً من التأثير على مستقبلهم النفسي والعاطفي.
الأبناء على اختلاف أعمارهم، سواء الرضع الذين لا يتجاوز عمرهم 6 أشهر، أو كانوا بالغين في سن المراهقة، يتأثرون بالخلافات التي تنشأ أمامهم بين الأب والأم، والتي قد تتضمن صراخاً أو إهانات أو ضرباً واعتداء.
النزاعات المستمرة بين الآباء والأمهات تحدّ من شعور الأطفال بالأمن والاستقرار الأسري؛ لأنهم يتخوفون دائماً من إمكانية اختفاء أحد الوالدين بوقوع الطلاق، كما أنهم يفتقدون الشعور بالحياة الطبيعية لكثرة نشوب الخلافات.
تتسبب المشكلات الزوجية الحادّة في إصابة الطفل بالقلق والتوتر، مما يقلل من قضاء الوالدين وقتاً كافياً وجيداً مع الأطفال، وإن اجتمعا مع الصغار، لا يتعاملان معهم بدفء ومودة؛ لأن الغضب والإزعاج يكون مسيطراً على كليهما.
وجود الأطفال وسط جو الخلافات الحادّة التي تقع بين الأب والأم، من الأمور التي تؤثر على سلامتهم الجسدية والنفسية، وتجعلهم عرضة للإصابة بالاكتئاب، كما أنها تتعارض مع التطور الطبيعي والصحي لهم.

تأثير المشكلات الأسرية على الأطفال.. تعرفي إليها بالتقرير

أولاً: الآثار النفسية:

طفل لا يطيق كثرة خلافات والديه

ضعف الثقة بالنفس: يشعر الطفل بأن مشاعره واحتياجاته غير مهمة، مما يؤدي إلى التشكيك في قدراته وتقليل احترامه لذاته.
مشاكل نفسية: يزيد خطر الإصابة بالاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب، والقلق، واضطراب الهلع، واضطراب ما بعد الصدمة في المستقبل.
الشعور باللامبالاة: قد يفقد الطفل الدافع والاهتمام بالحياة، ويشعر بتبلد المشاعر وفقدان الحماس أو السعادة.

ثانياً: الآثار على الصحة الاجتماعية:

صعوبة تكوين العلاقات: يواجه الطفل صعوبة في التواصل مع الآخرين وتكوين علاقات صحية، سواء في المدرسة أو في المستقبل.
أنماط سلوكية سلبية: قد يكتسب الطفل أنماط تواصل سلبية مثل العدوانية أو الانعزال نتيجة لإهماله.
مشاكل اجتماعية: قد يشعر الطفل بالخجل أو الارتباك عند التفاعل مع الآخرين.

ثالثاً: التأثير على النمو البدني والعقلي:

تأخر النمو: قد يعاني الطفل من تأخر في النمو البدني والعقلي نتيجة لقلة الاهتمام والرعاية.
ضعف الصحة العامة: القلق المستمر والمشاكل النفسية قد تؤثر سلباً على الصحة الجسدية العامة للطفل.
اضطرابات النوم: يمكن أن يعاني الطفل من الأرق أو الكوابيس المتكررة نتيجة للضغوط النفسية المستمرة.

رابعاً: التأثير على الصحة الجسدية:

اضطرابات النوم: القلق والتوتر بسبب الفتور العاطفي بين الوالدين قد يؤدي إلى مشاكل في النوم لدى الأطفال.
آلام جسدية نفسية : مثل الصداع أو آلام المعدة التي قد يكون سببها التوتر العاطفي وليست مشاكل جسدية حقيقية.
ضعف المناعة: القلق المستمر قد يؤثر على الجهاز المناعي لدى الطفل، مما يجعله أكثر عرضة للأمراض.

طرق للوالدين لحماية الأطفال من تأثير الفتور العاطفي

طفلة تخاف انفصال والديها
  1. تعزيز التواصل بين الوالدين وإظهار الاحترام والمودة أمام الأطفال.
  2. طمأنة الأطفال بأن حب والديهم لهم غير مشروط، بغض النظر عن طبيعة العلاقة بين الوالدين.
  3. عدم إشراك الأطفال في الخلافات العائلية، حتى لو لم تكن صريحة.
  4. إيجاد طرق لتعزيز الروابط الأسرية من خلال الأنشطة المشتركة داخل المنزل أو خارجه.
  5. طلب المساعدة من مختص نفسي أو استشاري أسري عند الحاجة.
*ملاحظة من"سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.