تجربتي في التغلب على حرقة المعدة خلال مراحل حملي المختلفة

تُعد مشكلة حرقة المعدة من المشاكل أو الأعراض الصحية المزعجة التي تواجه الحوامل في الثلث الأخير من الحمل خاصة، ولكن ذلك لا يمنع أن تعاني منها المرأة الحامل في الثلث الأول، وتحديداً مع بداية ظهور أعراض الحمل، ولأن حرقة المعدة كعرض مرضي يستمر لفترة ويكون مزعجاً للحامل ويؤثر على نشاطها وشهيتها وكذلك نفسيتها، فهي كثيراً ما تُرجع سببها لنوع الجنين مثلاً؛ لكي تستطيع تجاوزها وتفعل ذلك أيضاً الأمهات والجدات، حيث ربطن بين زيادة حرقة المعدة وحدة أعراضها ونوع الجنين الذي تحمله المرأة في أحشائها.
تُعد حرقة المعدة كعرض تلاحقه خرافات ومعتقدات؛ فلذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك" بإحدى الأمهات الحوامل اللواتي خضن تجربة التعامل مع هذه الأعراض واتبعت بعض النصائح لتقليلها كما أنها بحثت عن أسبابها من خلال التواصل مع طبيبتها الدكتورة لبيبة عبدالغني، استشارية النساء والولادة، حيث أشارت ونبهت تلك الأم التي خاضت التجربة إلى أهم أسباب حرقة المعدة في بداية ونهاية مرحلة الحمل وأهم النصائح لتقليل حدتها في الآتي:

تعرفت من خلال طبيبتي إلى حرقة المعدة عموماً

• اعلمي أن حرقة المعدة هي حالة مرضية مزعجة قد تُصيب الأشخاص العاديين من الكبار والصغار على حد سواء، وليس فقط مقتصرة على النساء الحوامل، وليست هناك أيضاً مرحلة معينة من مراحل الحمل تُصاب بها الحامل بحرقة المعدة، فهي تصيبها في الثلث الأول بصورة طبيعية، وتعود أعراضها وتكون أكثر حدة مع قرب موعد الولادة، وتُعرف حرقة المعدة بأنها حدوث الشعور بحرقة في منطقة أعلى البطن، وغالباً ما يكون ذلك بسبب التغيرات الهرمونية التي تحدث لدى الحامل وخصوصاً هرموني البروجيسرتون والريلاكسين، وهما المسؤولان عن ارتخاء العضلة التي تفصل ما بين المريء والمعدة، مما يؤدي لمرور الطعام على نحو عكسي من أسفل لأعلى، مما يؤدي بدوره إلى ارتداد أحماض المعدة مع هذه الحركة، وتؤدي للشعور بالانزعاج والحرقة، وتزداد حرقة المعدة مع كبر حجم بطن الحامل وزيادة أشهر الحمل؛ بسبب تضخم الرحم، فيضغط الرحم بدوره على المعدة، مما يؤدي إلى رجوع الطعام.
• لاحظي أنه يجب على الحامل ألا تتبع خرافة أن حرقة المعدة بسبب كبر حجم الجنين مثلاً فهي تحدث عند معظم الحوامل، كما يجب عليها ألا تصدق ما يُروَّج بين الحوامل بأن شعر الجنين وطوله يؤدي لحرقة المعدة، حيث تتمنى النساء الحوامل أن يلدن أطفالاً بلا شعر بناء على ذلك؛ لكي لا يعانين من حرقة المعدة، ولكن الحقيقة هي أن الجهاز الهضمي لدى الحامل ينفصل تماماً عن الرحم الذي يتكون فيه الجنين، وبالتالي فلا يستطيع الجنين أن يصل لمنطقة أعلى المعدة لكي يسبب أعراض الحموضة كما تعتقد بعض النساء.

تعرفت من خلال طبيبتي إلى أسباب حرقة المعدة في بداية الحمل

1. اعلمي أن حرقة المعدة ترتبط في بداية الحمل بظاهرة الوحام المعروفة لكل الحوامل، والتي تتخوف منها كل الحوامل أيضاً، وتروج حولها الكثير من الخرافات والمعتقدات، وحرقة المعدة والغثيان الحملي من الأعراض التي تميز ثلثك الأول من الحمل؛ بسبب التغيرات الهرمونية التي تترافق مع الحمل، وهذه التغيرات تؤدي إلى حدوث احتقان المعدة والشعور بالغثيان المزعج والرغبة في القيء، وأحياناً قد يحدث القيء فعلاً، وفي بعض الأحيان لا تتقيأ الحامل، ولكن في النهاية يلازمها ذلك الشعور بحالة الحرقان في أعلى المعدة عند تناول أي نوع من الطعام، إضافة للشعور بامتلاء وانتفاخ المعدة وعدم الرغبة بإدخال أي نوع طعام فيها.
2. لاحظي أنه من الطبيعي أن تشعر الحامل بحرقة المعدة في الأشهر الأولى من الحمل؛ بسبب تكرار محاولاتها في التقيؤ، حيث تحدث حالة من تهيج للمعدة، وخصوصاً يحدث التهيج للغشاء المبطن لها، فتشعر الحامل بالحرقة، وفي كثير من الأحيان يحدث لدى الحوامل، اللواتي يحاولن إفراغ جوفهن دون وجود أي طعام أو سوائل في المعدة، نزف دموي غير مقلق، ولكنه يسبب الحرقة أيضاً ويزيد من أعراضها، حيث تتمزق بعض الأوعية الدموية الدقيقة في جدار المريء؛ بسبب الجهد والمحاولات التي تبذلها الحامل، مثل أن تضع نصف كفها في جوفها.

لماذا تزداد حرقة المعدة في الثلث الأخير من الحمل؟

اعلمي أنه من الطبيعي أن تشعر الحامل في الثلث الأخير من الحمل بامتلاء المعدة وعدم الرغبة بتناول الطعام، مما يؤثر على نمو الجنين بشكل عام، حيث قد لا تحدث زيادة في وزن الجنين، ومن الطبيعي أن يزيد وزنه كل شهر بمعدل معين، كما أنه قد يحدث تناقص واضح في وزنه بعد الزيادة، وذلك بسبب عدم حصول الأم والجنين معاً على غذاء كافٍ ومع شعور الحامل الطبيعي بالامتلاء، فهي تشعر بالانتفاخ أيضاً وتراكم الغازات في بطنها، وهو من الأعراض المزعجة، وتشعر الحامل بحالة من التعب وفقدان الطاقة والإعياء؛ نتيجة لارتداد حمض المعدة ومذاقه السيئ الذي قد يحرق جوفها، مما يعكر مزاجها ونفسيتها كما تشعر بالرغبة بالقيء وهو شعور سيء على الدوام؛ نتيجة لضغط حجم الجنين على معدتها والقفص الصدري، فالجنين قد أصبح في حجم إنسان كامل ويؤدي لمثل هذا الشعور، وتشعر أيضاً بالتجشؤ باستمرار، وقد يؤدي ذلك لشعورها أمام الآخرين بالحرج؛ لأنها كلما كانت تحاول التنفس فهي تبتلع المزيد من الهواء.

ما النصائح التي وجهتها لي طبيبتي لتقليل حرقة المعدة خلال حملي؟

• قسمي وجباتكِ الرئيسية الثلاث إلى ست وجباتٍ صغيرة، فهذه هي النصيحة الذهبية التي قدمتها لي طبيبتي من أجل تقليل أعراض حرقة المعدة، سواء في بداية حملي أو نهايته، حيث إنني لاحظت أن قيامي بتناول الطعام مقسماً على شكل وجبات صغيرة، وليس وجبة واحدة؛ قد خفف كثيراً من هذه الأعراض لأن امتلاء المعدة بالطعام يزيد من تراكم حمض المعدة ويؤدي لشعورك بالحرقة، وهكذا سوف تكتشفين كيف يسهم تقسيم الوجبات على مدار اليوم في تقليل متاعب الحمل الهضمية بشكل عام.
• قومي بخطوة مضغ الطعام جيداً وتناولي الأكل بتمهل؛ لكي لا تبتلعي الكثير من الهواء أثناء تناول الطعام والذي يزيد من أعراض حرقة المعدة.
• استخدمي العلك أي "اللبان" في تخفيف أعراض الحموضة والحرقة؛ لأن العلك معروف بأنه يزيد من إفراز اللعاب وينشط كذلك الغدد اللعابية، مما يقلل من شعور الحامل بأعراض الحموضة ومنها الميل للقيء.
• ابتعدي تماماً عن تناول الأطعمة الحريفة وكثيرة التوابل والتي تشتهر بها الأطباق العربية، وكذلك ابتعدي عن المشروبات الغازية، ويُفضل أن تقللي أيضاً من الكافيين في مشروباتك مثل الشاي والقهوة والكابتشينو وغيرها، وفي نفس الوقت حاولي أن تقومي بالتقليل من الأطعمة الدهنية الدسمة والسكريات؛ مثل الأطعمة الجاهزة " الفاست فود".
• ابتعدي عن عادة تناول الطعام ثم النوم مباشرة؛ لأن هذه العادة تؤدي إلى زيادة الشعور بحرقة المعدة، ويُفضل نوم الحامل على مخدة بزاوية مائلة وأن تكون مرتفعة الجذع قليلاً.
• اشربي منقوع أوراق النعناع الخضراء الطازجة، وكذلك اشربي بشكل يومي مغلي زهرة البابونج التي تفيد في تهدئة تهيج المعدة، ولكن دون أن تشربيه بإفراط؛ لأن زيادة شرب مغلي أزهار البابونج يزيد من الشعور بالغثيان.
• قللي من تناول المشروبات وتناول الفواكه الحمضية، مثل البرتقال وعصير الليمون والجريب فروت، وأكثري في المقابل من تناول الموز؛ لأنه يفيد كثيراً في علاج الحموضة، ويعمل كمضاد حيوي طبيعي في حال عدم وجود أي مشاكل هضمية مثل الإمساك لدى الحامل.
• توقفي عن ارتداء الملابس الضيقة خلال فترة الحمل الاخيرة خصوصاً؛ لكي لا تؤثر على حركتك، كما أن ضيق الملابس التي قد تختارينها تؤدي إلى أن يندفع السائل الحمضي إلى أعلى المعدة، مما يزيد من أعراض الحرقة لديك.

قد يهمك أيضاً: للحامل: ممنوعات الأطعمة والأدوية والأنشطة في الأشهر الأولى
*ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب متخصص.