الاستفسار عن الوقت الأمثل لإجراء فحص الحمل المنزلي للحصول على نتيجة دقيقة وموثوقة، سؤال يتكرر في ذهن كثير من النساء، خاصة عندما تختلط مشاعر الترقب بالقلق، وتصبح الدقائق بطيئة وكأنها ساعات. فجهاز اختبار حمل صغير قادر على تغيير مسار حياة كاملة، لكنه في الوقت نفسه قد يربكك بنتيجة مبكرة أو غير واضحة، إذا لم يُستخدم في الوقت المناسب.
في هذا التقرير، يستعرض الدكتور ماهر إسلام، أستاذ النساء والولادة، أهم الحقائق في هذا المجال، مع نصائح عملية مبسطة تساعدكِ على معرفة التوقيت المثالي لإجراء فحص الحمل المنزلي، وما يجب الانتباه له، حتى تكون النتيجة أقرب ما يكون إلى الحقيقة.
أرقام وأفكار مهمة

الأبحاث الطبية تشير إلى أن الرعاية المبكرة للأم بعد اكتشاف الحمل مباشرة، يمكن أن تخفض من خطر حدوث مضاعفات بنسبة تصل إلى 30%، ما يبرز أهمية معرفة النتيجة في الوقت المناسب.
توضح دراسات حديثة أن 6 نساء من كل عشر حول العالم؛ يعتمدن على الفحص المنزلي كخطوة أولى قبل التوجه إلى الطبيب أو إجراء تحليل دم، ما يعكس ثقة النساء بهذا الاختبار وسهولة استخدامه في المنزل.
الانتظار ليس سهلاً، خاصة عندما تكونين متشوقة لمعرفة ما إذا كنتِ حاملاً أم لا، لكن تذكّري أن الصبر لعدة أيام قد يوفر عليكِ حيرة وقلقاً، ويمنحكِ نتيجة أكثر وضوحاً.
إن أردتِ نتيجة دقيقة، انتظري حتى اليوم الأول من تأخر الدورة، واستخدمي أول "بول" صباحي؛ إذا قررتِ الفحص مبكراً، وإذا وجدتِ النتيجة غير واضحة؛ أعيدي الاختبار بعد أيام قليلة، ولا تترددي في استشارة الطبيب إذا استمر الشك.
الحمل رحلة جديدة مليئة بالمشاعر، واختبار الحمل المنزلي مجرد بداية لهذه الرحلة، اجعليها بداية هادئة وواثقة؛ بالاعتماد على المعلومات الصحيحة والتوقيت المناسب.
أفضل وقت لإجراء فحص الحمل المنزلي

أغلب الاختبارات المنزلية المتاحة في الصيدليات تعتمد على قياس وجود هرمون الحمل في البول، هذا الهرمون لا يبدأ في الظهور إلا بعد انغراس البويضة المخصبة في بطانة الرحم، وغالباً يحدث ذلك بعد نحو 6 إلى 10 أيام من التبويض.
لهذا السبب، يؤكد الأطباء أن أفضل وقت لإجراء الفحص هو بعد تأخر الدورة الشهرية بيوم على الأقل، في هذه المرحلة يكون مستوى الهرمون قد ارتفع بما يكفي ليظهر في البول بدقة.
وتشير الأبحاث إلى أن دقة الاختبارات المنزلية قد تتجاوز 99% إذا أُجريت بعد موعد الدورة مباشرة، لكن إذا استعجلتِ وأجريتِ الفحص قبل موعد الدورة؛ فقد تحصلين على نتيجة سلبية كاذبة؛ أي أن الاختبار لا يُظهر الحمل رغم وجوده بالفعل.
الاختبارات المبكرة.. هل يمكن الوثوق بها؟

ربما صادفتِ في الصيدلية أنواعاً من الاختبارات يُكتب عليها أنها قادرة على الكشف عن الحمل قبل تأخر الدورة بـ 5 أيام كاملة. سيدتي، هذه الاختبارات مصممة لتكون أكثر حساسية لمستويات منخفضة من هرمون الحمل،
لكن الحقيقة أن نتائجها ليست دائماً مضمونة، قد تكشف عن الحمل المبكر لدى بعض النساء، بينما تفشل مع أخريات؛ بسبب اختلاف سرعة ارتفاع هرمون الحمل من امرأة لأخرى.
وهنا تكمن المشكلة؛ قد تعطيكِ هذه الاختبارات أملاً زائفاً أو إحباطاً غير مبرر؛ إذا كانت النتيجة سلبية في وقت مبكر جداً، لهذا ينصح الأطباء عادةً بعدم الاعتماد على هذه الأجهزة، والتي كثيراً ما تعطي نتيجة سلبية مبكرة، وعلى الحامل الانتظار حتى موعد الدورة أو بعده، ثم إعادة الفحص للتأكد.
لماذا يُنصح باستخدام أول بول صباحي؟
قبل موعد الدورة، يكون تركيز هرمون الحمل في البول منخفضاً، لذلك يُعتبر أول بول صباحي هو الأنسب لإجراء الفحص المبكر؛ لأن البول يكون أكثر تركيزاً بعد ساعات من النوم من دون شرب ماء كثير، أو الذهاب إلى الحمام.
إذا لم يكن ممكناً إجراء الاختبار صباحاً؛ يُفضّل على الأقل محاولة الامتناع عن التبول لثلاث أو أربع ساعات قبل الفحص، مع تجنّب شرب كميات كبيرة من الماء مباشرة قبله؛ حتى لا يتأثر تركيز الهرمون في البول وتظهر النتيجة غير واضحة.
هل يمكن إجراء الفحص في أي وقت بعد تأخر الدورة؟

نعم، بعد تأخر الدورة الشهرية؛ يمكن إجراء فحص الحمل في أي وقت من اليوم، صباحاً أو مساءً، ففي هذه المرحلة يكون مستوى هرمون الحمل قد ارتفع بشكل كافٍ، ما يجعل الجهاز قادراً على اكتشافه بسهولة.
لذلك، إذا كنتِ قد انتظرتِ حتى بعد موعد الدورة، فلا تقلقي بشأن الوقت من اليوم؛ لأن دقة النتيجة ستكون عالية جداً، بغضّ النظر عن ساعة الفحص.
ماذا لو كانت النتيجة سلبية؟ متى أعيد الاختبار؟

كثير من النساء يواجهن هذه الحيرة، فالنتيجة سلبية رغم تأخر الدورة أو وجود بعض الأعراض! في هذه الحالة، ينصح الخبراء بما يلي:
- الانتظار من 2 إلى 3 أيام، ثم إعادة الفحص مرة أخرى.
- استخدام بول الصباح الباكر للفحص الثاني.
- التأكد من اتباع التعليمات المرفقة مع الجهاز بدقة.
- يفضل زيارة الطبيب لإجراء فحص دم، أو التصوير بالأشعة الصوتية (السونار) للحصول على تشخيص أوضح، ذلك إذا تكرر ظهور النتائج السلبية مع استمرار الأعراض أو غياب الدورة.
الأعراض المبكرة للحمل قبل إجراء الفحص
أحياناً قد تظهر بعض العلامات التي تدفع المرأة للتفكير بإجراء اختبار الحمل حتى قبل تأخر الدورة، ومن أبرزها:
- تغيرات في الثدي، مثل الانتفاخ أو الحساسية أو اسوداد الحلمة.
- التعب والإرهاق غير المعتاد؛ بسبب ارتفاع هرمون البروجسترون.
- الغثيان الصباحي أو الشعور بالرغبة في التقيؤ.
- نزيف خفيف أو بقع وردية نتيجة انغراس البويضة في الرحم.
- تقلّبات المزاج والانتفاخ، وهي أعراض قد تُشبه أعراض ما قبل الدورة الشهرية.
- من المهم التذكير بأن هذه الأعراض قد تكون مرتبطة بظروف أخرى أيضاً، لذا يبقى الفحص هو الوسيلة الأوضح للتأكد.
هل يمكن أن تكون النتيجة غير صحيحة؟
رغم أن الاختبارات المنزلية دقيقة جداً عند استخدامها بشكل صحيح، إلا أن هناك بعض العوامل التي قد تؤثر على النتيجة، مثل:
- إجراء الفحص مبكراً جداً قبل ارتفاع مستوى الهرمون.
- استخدام جهاز منتهي الصلاحية، أو لم يُخزن بشكل صحيح.
- تخفيف البول بكثرة شرب الماء قبل الاختبار مباشرة.
- عدم قراءة النتيجة في الوقت المحدد.
أما النتائج الإيجابية الكاذبة فهي نادرة جداً، وقد تحدث فقط في حالات خاصة، مثل استخدام أدوية للخصوبة تحتوي على هرمون الحمل، أو يحدث التحليل بعد الإجهاض أو الولادة بفترة قصيرة.
* ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.