أجمع الأطباء وخبراء الصحة، وبعد دراسات مستفيضة استمرت لعقود من الزمان حول العالم، أن فيتامين "د" يعد أهم الفيتامينات الطبيعية التي يحتاجها جسم الإنسان منذ بداية حياته، وفي الوقت نفسه فقد تبين أيضاً أن هذا الفيتامين قليل المصادر الغذائية، أو تكاد مصادره الغذائية تكون محدودة، فيما أنه بالمقابل يجب أن يحصل عليه المولود بمجرد ولادته لعدة أسباب، وذلك وفق جرعات معينة يحددها الأطباء في مراكز رعاية الأمومة والطفولة.
من المعروف لدى الأمهات أن حليب الأم يحتوي على عناصر غذائية مهمة كثيرة، وهو غذاء بنّاء بطبيعته، حتى إنه يوصف بأنه منجم غذائي متكامل، ولكنه يعد فقير المحتوى بهذا الفيتامين بالذات، ويقدم من الخارج للطفل، ولكن رغم ذلك؛ تظهر أعراضه على الأطفال، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك"، وفي حديث خاص بها، باستشارية التغذية العلاجية الدكتورة مروة عبد الرحمن، حيث أشارت إلى الأسباب التي تجعل أعراض نقص فيتامين "د" تظهر على طفلك، رغم أنه يتناوله كمكمل غذائي يومياً، ومن بينها ألم العضلات، والتعب، وغيرهما من الأعراض، في الآتي:
تعريف فيتامين "د" ومسمياته
اعلمي أن فيتامين "د" يُعرف طبياً بـ "فيتامين الشمس"، وهو الفيتامين الذي لا يستفيد منه الجسم إلا عندما يتعرض الإنسان إلى ضوء الشمس المباشر؛ حيث تساعد أشعة الشمس، خصوصاً في فترة الضحى وقبل المغيب، على تحويل مادة كيميائية خاصة في الجلد إلى الهيئة النشطة من هذا الفيتامين تُعرف بـ (كالسيفرول)، ولذلك يجب عدم إهمال تعريض الرضع إلى أشعة الشمس منذ ولادتهم بطريقة غير مباشرة.
لاحظي أن فيتامين "د" أحد أهم الفيتامينات، ويُعرف أيضاً بالفيتامين المايسترو؛ الذي يتواجد على صورتين في الطبيعة؛ وهما: "فيتامين د 2"، ويكثر في النباتات وفي طلائع الخميرة، وهي الصورة التي يتم تصنيع الجرعات العالية المحددة منها على شكل مكمل غذائي، أما الصورة الأخرى منه فتعرف باسم "فيتامين د 3" وهو الصنف الذي يوجد تحت الجلد، ويبدأ عمله عند تعرض الجسم المباشر للشمس، ويتوافر في بعض الأصناف الغذائية المحدودة؛ مثل زيت كبد السمك وصفار البيض، وبعض الأسماك الدهنية، وكذلك الكبد الحيواني.
متى يجب أن تبدأ الأم بتقديم فيتامين "د" للطفل؟

لاحظي أن المولود يولد ولديه مخزونه من الحديد والفيتامينات التي حصل عليها من الأم أثناء فترة الحمل، ولكن بالنسبة لفيتامين "د"، فيجب أن يحصل عليه المولود منذ يوم الولادة بواقع 400 وحدة يومياً؛ لأن حليب الأم يكون فقيراً بهذا الفيتامين خصوصاً، كما يوصى بتقديمه بشكل خاص، وحسب جرعات مقررة من الطبيب، إذا كان الطفل مولوداً قبل موعده؛ أي "الخديج".
اعلمي أنه يجب أن تقدمي فيتامين "د" يومياً لرضيعك، وعدم التأخر في موعد تقديمه، وفي حال كان الطفل مولوداً في منطقة لا تشرق فيها الشمس لفترات طويلة، مثل بلدان أوروبا، فيوصي الأطباء بتقديم فيتامين "د" للأطفال قبل أن يتم الرضيع عمر أربعة أشهر على أقصى حد، وعدم إهمال تقديمه على الإطلاق.
لاحظي أنه بالنسبة لطفلك الذي يحصل على رضاعة صناعية، فإن الحليب الصناعي يحتوي على نسبة ثابتة من فيتامين "د"، ولذلك فالرضيع الذي يحصل على الحليب الصناعي لن يكون بحاجة لجرعة مبكرة من فيتامين "د"، حيث إن الأطفال الذين يرضعون حليباً صناعياً؛ يوصف لهم فيتامين "د" في عمر متأخر قليلاً عن الأطفال الذين يحصلون على حليب الأم، حيث يضاف فيتامين "د" إلى تركيبة الحليب الصناعي.
أعراض نقص فيتامين "د" التي تلاحظها الأم على طفلها

- اعلمي أن أول أعراض نقص فيتامين "د" عند طفلك، خصوصاً إذا كان بعد عمر العامين، هو أن يكون لدى الطفل شعور بالتعب والإرهاق طيلة الوقت، فيبدو الطفل كسولاً ولا يقوم بأي نشاط من اللعب واللهو مثل باقي أقرانه، بالإضافة إلى تكرار إصابته بالأمراض المعدية، وملازمته الفراش على الدوام.
- لاحظي أن أعراض نقص فيتامين "د" تظهر على طفلك الرضيع خلال سنتي المهد؛ أي قبل أن يتم عامه الثاني، ويظهر ذلك من خلال تأخر عام في النمو، فيتأخر نمو أسنانه، وكذلك يكون لديه تأخر واضح في المهارات الحركية التي تشمل الحبو، ثم الوقوف المنفرد، ثم المشي.
- توقعي أن يكون لدى طفلك، الذي يعاني من نقص فيتامين "د"، سلوك عدواني واضح، حيث أظهرت دراسة شملت سلوك أكثر من 3 آلاف طفل، ولمدة سنوات في «جامعة ميشيغان» الأميركية، أن الأطفال الذين يعانون من نقص معدل فيتامين "د" هم الأكثر ميلاً إلى كسر القواعد المدرسية والمنزلية، وعدم الالتزام بالقوانين العامة، وكذلك يظهر لديهم ميلٌ للسلوك العدواني، مع حدوث اضطرابات وتقلبات المزاج وأعراض الاكتئاب في مرحلة المراهقة، والشعور المستمر بالقلق والتوتر.
- اعلمي أن هناك أعراضاً لحالات متقدمة من نقص فيتامين "د" الشديد عند الأطفال، والتي يجب أن تقلقي تجاهها، ومنها شعور الطفل بألم وثقل في الساقين، وكذلك ألم عام في العضلات والعظام، حيث ستظهر عليه تشوهات غير عادية في شكل العظام، وسوف تلاحظين أن ساقيه منحنيتان للخارج بشكل غير طبيعي، ويبدو عليه الضعف في العضلات أيضاً في عمر مبكر، فتلاحظين أنه يجد صعوبة في رفع رأسه بمفرده، حين يكون رضيعاً في شهوره الأولى.
أسباب ظهور أعراض نقص فيتامين "د" على الطفل رغم تناوله بشكل يومي

- اعلمي أنه من أهم أسباب ظهور أعراض نقص فيتامين "د" على الطفل، رغم أنكِ تقدمين للطفل جرعة يومية منه، أن الطفل يكبر باستمرار، ولكنك رغم ذلك لا تهتمين بتغيير الجرعة المناسبة لطفلك حسب عمره، حيث إن الجرعة يتم تغييرها بعد بلوغ طفلك عمر العامين؛ بسبب زيادة طول العظام عند الطفل وبشكل أسرع، مما يستدعي حصوله على جرعة أعلى.
- لاحظي أن طفلك سيعاني من أعراض نقص فيتامين "د"؛ لأنه لا يكفي أن يحصل عليه كمكمل غذائي على شكل شراب أو كبسول، فيجب أن تهتمي بتعريض طفلك بشكل يومي لأشعة الشمس، ولمدة لا تقل عن نصف ساعة، مع كشف ساقيه وأعلى كتفيه، وذراعيه؛ لأن أشعة الشمس تساعد على تحويل نوع فيتامين "د" الموجود تحت الجلد إلى صورة مناسبة للامتصاص.
- توقعي أن إصابة طفلك بالسمنة وزيادة وزن طفلك غير الطبيعية، سوف تؤدي إلى عدم استفادة الجسم من نسبة فيتامين "د" التي يحصل عليها، سواء على شكل مكمل غذائي أو من مصادر الغذاء، حيث إن الدهون التي تتراكم تحت جلد الطفل، وفي أماكن معينة، تعمل على تخزين فيتامين "د"، وعدم وصوله إلى الدم بسهولة.
- اعلمي أن بعض الأمهات يكتفين بتقديم فيتامين "د" للطفل على شكل مكمل غذائي، ولا يقدمن له المصادر الغذائية التي تحتوي عليه، حيث يحصل الطفل على طعام فقير بفيتامين "د"، ويعاني الطفل من سوء التغذية عموماً، ولذلك فيجب أن تحرص الأم على تقديم مصادر فيتامين "د" بعد عمر السنتين، ومنها الحليب المدعم، والسمك، وصفار البيض.
- اعلمي أن بعض الأطفال يكون لديهم بعض المشاكل الهضمية التي تعيق امتصاص فيتامين "د" وباقي العناصر الغذائية المفيدة، مثل أن بعض الأطفال يكون لديهم حساسية الألبان، وكذلك يعانون من سوء امتصاص الطعام في الأمعاء، أو وجود اضطرابات في الأمعاء أيضاً.
- توقعي أن طفلك قد يعاني من نقص فيتامين "د" في جسمه؛ بسبب وجود عوامل وراثية لديه، حيث إن هناك بعض الاختلافات الجينية بين الأطفال، التي تؤثر على امتصاص وفعالية فيتامين "د"، وهذه الاختلافات الجينية لا يمكن التعرف إليها إلا من خلال إجراء بعض التحاليل الخاصة للطفل، حيث يحدد الطبيب بعد إجرائها الطرق المناسبة لحصول الطفل على مصادر فيتامين "د"؛ لكي يستفيد منه الجسم.
قد يهمك أيضاً معرفة: أفضل 10 طرق للوقاية من أمراض الطفولة الشائعة
* ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.






