يحتفل العالم في 31 مايو من كلّ عام باليوم العالمي من دون تدخين، وبهذه المناسبة نُسلّط الضوء على أحدث الأدلة العلمية على أضرار التدخين بشكل عام، لاسيّما طرق التدخين الحديث مثل الفيب (السجائر الإلكترونية)، وكذلك الفوائد الصحية الملحوظة عند التوقف عن التدخين نهائياً.
في حين قد يعي كثيرون أضرار التدخين في صورته التقليدية، ربما يتغافلون أن التدخين الإلكتروني بجميع أشكاله له أضرارٌ عديدة تفوق في بعض الحالات حتى التدخين العادي. من هنا فإن اليوم العالمي من دون تدخين، قد يكون مناسبة رائعة للتذكير بمخاطر التدخين.
إعداد: إيمان محمد
أضرار الفيب المثبَتة علمياً
الفيب أو السجائر الإلكترونية سهلة الشراء، ويمكن تدخينها في الأماكن التي لا تسمح بالتدخين، كما أنها عملية تدخين مستمرة. كل هذا ساهم في انتشارها بشكل متزايد، لاسيّما بين فئة الشباب. فيما يلي المخاطر المثبَتة علمياً للفيب:
إدمان النيكوتين
يحتوي الفيب غالباً على نسب عالية من النيكوتين، وهو مادة تسبب الإدمان حتى بجرعات منخفضة. تشير دراسة نشرت Centers for Disease Control and Prevention (CDC) إلى أن الاعتماد على النيكوتين عبْر الفيب، يمكن أن يؤثر سلباً على النموّ العصبي؛ خاصة لدى المراهقين؛ إذ يؤثر على وظائف الانتباه والذاكرة والتحكم بالرغبة.
تلف الرئة
ثبت علمياً أن بخار الفيب قد يحتوي على مركّبات ضارّة مثل: الفورمالدهيد، الأسيتالدهيد، والأسيلدين. وهي تؤدي إلى تحسس الرئتين، وتُضعف الجهاز التنفسي. كما أن هذه المركّبات قد تسبب ضرراً في خلايا الدماغ والبطانة الوعائية؛ مما يَزيد من خطر الأمراض القلبية.
التهاب الجهاز التنفسي
أشارت منظمة الصحة الأمريكية إلى أن الفيب يُفاقم أعراض التهاب الشعب الهوائية مثل السعال وضيق التنفس، كما يَزيد احتمال تفاقم حالات الربو.
بحسب إفادات رسمية؛ فقد ظهرت حالات نادرة من إصابات شديدة بالرئة أثّرت على آلاف الأشخاص في 2019–2020، تُوفي منها 68 شخصاً في الولايات المتحدة وحدها، بسبب زيت فيتامين إي E ومواد أخرى ضارّة في بعض أجهزة الفيب.
المواد السامة والمعادن الثقيلة
بخار الفيب قد يحتوي على معادن سامة مثل: الرصاص والكادميوم والكروم والأرسنيك، لدرجة أنها قد تكون أعلى نسبةً من دخان السجائر التقليدية. هذه المواد يمكن أن تتسبب في تليّف رئوي ومشاكل صحية خطيرة طويلة المدى.
حوادث كهربائية
تم تسجيل حوادث انفجار لأجهزة الفيب؛ مما أدى إلى إصابات خطيرة مثل: حروق في الوجه والصدر وأجزاء أخرى من الجسم، وهو بُعد آخر من الضرر البالغ المرتبط بهذا النوع من التدخين.
أضرار التدخين التقليدي وتأثيراته على الجسم

على الرغم من أن الفيب لا يخلو من المخاطر؛ فإن السجائر التقليدية تبقى على قدر من الخطورة أيضاً. إليك أبرز الأضرار:
المواد المسرطنة والسموم
دخان التبغ يحتوي على مركّبات سامة، منها: النيكوتين والقطران وأول أكسيد الكربون والعديد من المواد المسرطنة (مثل 1،3- بوتادين، الفورمالدهيد)؛ مما يؤدي إلى تلف جيني وسرطانات متعددة.
أمراض القلب والأوعية الدموية
بحسب دراسة نُشرت في Johns Hopkins Medicine؛ فإن التدخين يؤثر مباشرة على بطانة الأوعية الدموية، يَزيد من ضغط الدم ومعدل نبض القلب، ويعزز احتمال الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات. كلّ سيجارة تُستهلك، تقصّر عمر الشخص بحوالي 19.5 دقيقة.
اقرأي أيضاً أعراض الالتهاب الرئوي وطرق الوقاية وعوامل الخطر
الأمراض التنفسية المزمنة
التدخين سبب مباشر لعدد من الأمراض التنفسية المزمنة، مثل: الانسداد الرئوي المزمن، الربو، التهاب الشعب الهوائية المزمن، والسرطانات الرئوية والفموية. التدخين أيضاً يُضعف مناعة الجهاز التنفسي، ويَزيد من الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية، والالتهابات الصدرية.
تأثيرات أخرى متعددة
التدخين يسبب: هشاشة العظام، تساقُط الأسنان، تأخُّر التئام الجروح، أمراض اللثة، مضاعفات في الحمل مثل انخفاض وزن الجنين، ومضاعفات قلبية وأعصاب لدى الأطفال.
فوائد التوقف عن التدخين
كلّ يوم هو فرصة للنجاة لأيّ مدخن قرر التوقف عن التدخين؛ فهو بالطبع أفضل قرار صحي يمكن اتخاذه. والفوائد تبدأ بمجرد التوقف عن التدخين. وفيما يلي أهم هذه الفوائد كما جاءت في American Lung Association:
خلال الساعات والأيام الأولى
- خلال 20- 30 دقيقة: ينخفض معدل ضربات القلب وضغط الدم، ويبدأ تدفق الدم بالتحسن.
- خلال 8 ساعات: تنخفض مستويات أول أكسيد الكربون في الدم إلى النصف وتزداد مستويات الأكسجين.
- بعد 12- 24 ساعة: يعود مستوى أول أكسيد الكربون في الدم إلى ما يشبه غير المدخنين، وتتحسن وظيفة الأعضاء بشكل عام.
خلال الأسابيع الأولى إلى الشهر
- 48- 72 ساعة: تستعيد الأعصاب الحسية عملها، وتتحسن حاستا الشم والتذوق. قد يَزيد الشعور بالجوع أو الحساسية النفسية.
- أسبوعان إلى ثلاثة أشهر: تحسُّن واضح في الدورة الدموية ووظائف الرئة، يقل السعال وينخفض ضيق التنفس.
- شهر واحد: يلاحظ المدخن زيادةً في الطاقة، وتراجع كثافة الأعراض مثل: الاحتقان التنفسي والتعب.
على المدى الطويل
- 6- 12 شهراً: تخف حدة الكحة، ويتحسن التنفس وأداء الرئة بالتعافي تدريجياً.
- سنة واحدة: يقل خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية إلى النصف؛ مقارنةً بمدخن مستمر.
- 5- 15 سنة: تخف مخاطر العديد من السرطانات مثل: الفم والحنجرة والمثانة، ويُصبح الخطر القلبي أقرب لمن لم يدخن أبداً.
- 10 سنوات: احتمال الوفاة بسرطان الرئة ينخفض إلى النصف؛ مقارنةً بالمدخنين.
- 15- 20 سنة: تصبح مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسرطان، مماثلة لمن لم يدخن أبداً، وتستمر الفوائد مدى الحياة.
أعراض الانسحاب الجسدي والنفسي
تعَد أعراض الانسحاب جزءاً طبيعياً من التعافي، وتشمل:
- الرغبة الشديدة بالنيكوتين، العصبية، القلق، واضطرابات النوم.
- زيادة الشهية، صعوبات في التركيز، أحياناً كآبة أو اكتئاب بسيط.
غالباً ما تختفي هذه الأعراض خلال 2- 4 أسابيع، لكن الدعم النفسي والأدوية المساعدة، مثل: اللصقات أو علكة النيكوتين، يمكن أن تذلل الطريق.
* ملاحظة من «سيّدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، تجب استشارة طبيب مختص.