علاج كانديدا الأمعاء بالأعشاب

ربما سمعتِ من قبل عن كلمة كانديدا التي باتت تتردد كثيراً في عيادات التغذية في الآونة الأخيرة. ويعود ذلك إلى تأثيرها الكبير على الجهاز الهضمي والذي قد يسبب مشكلات مزمنة.
وكانديدا هي إصابة تسببها فطريات، وصحيح أن الأطباء يؤكدون أن الفطريات موجودة بشكل طبيعي في الجسم، إلا أن فرط نموها، خصوصاً في الأمعاء، يمكن أن يسبب اضطرابات مزعجة، مثل الانتفاخ، والإرهاق، والحساسية المتكررة، وأيضا الضبابية الذهنية.
ورغم أن الكانديدا حالة مزعجة، لكن هناك طرق طبيعية بسيطة يمكن لها أن تعالجها، مثل بعض الأعشاب والمركّبات النباتية التي تعمل على موازنة بيئة الأمعاء وتقليل فرط نمو هذه الفطريات.

إعداد: إيمان محمد

ما هي كانديدا الأمعاء؟

الكانديدا عبارة عن فطريات تعيش داخل الجهاز الهضمي، كما تنمو كذلك في الفم وعلى الجلد، وفي الحالات الطبيعية لا ترتبط بأي ضرر، ولكن بشرط أن تبقى البكتيريا والفطريات متوازنة تماماً. لكن عندما يختل هذا التوازن مثلاً بسبب استخدام المضادات الحيوية أو النظام الغذائي الغني بالسكريات أو ضعف المناعة، تبدأ فطريات الكانديدا في التكاثر بشكل مفرط، مما يؤدي إلى ظهور أعراض تشمل الانتفاخ، الإسهال أو الإمساك، والرغبة الشديدة في الحلويات.
وبحسب تقرير EBSCO، فإن بعض الخبراء يطلقون على الإصابة السابق ذكرها "متلازمة فرط حساسية الكانديدا"، وهي حالة تحظى باهتمام كبير في الطب التكاملي، خصوصاً مع إمكانيةتخفيف الأعراض باتباع نمط حياة صحي مع مجموعة من الأعشاب.

كيف تساعد الأعشاب في علاج الكانديدا؟

توضح مجلة Perio-Implant Advisory أن الأعشاب لا تعمل كحل سحري للفطريات، لكن يمكن لها أن تساهم بشكل كبير في استعادة "التوازن الطبيعي"، ويحدث ذلك من خلال الأدوار التالية:

• الحدّ من نمو الفطريات المفرط.
• تقوية المناعة الطبيعية في الأمعاء.
• المساعدة في إصلاح بطانة الأمعاء الملتهبة بسبب العدوى أو الالتهاب المزمن.

أعشاب فعالة لعلاج الكانديدا

إليكِ قائمة بالأعشاب والمواد الطبيعية، التي تلعب دوراً فعالاً في علاج حالة كانديدا من خلال دورها في استعادة توازن الفطريات:

الزعتر

يعد الزعتر من أكثر الأعشاب الفعالة في هذا المجال، إذ يحتوي على مركّبات الكارفاكرول والثيمول التي تحد من تطور أنواع مختلفة من الكانديدا. أظهرت دراسات أن استخدام زيت الزعتر المخفف يساعد في تقليل نمو الفطريات في الفم والأمعاء، لكن بشرط استخدامه بجرعات آمنة وتحت إشراف مختص، لأن الإفراط فيه قد يضر البكتيريا النافعة.
اقرئي أيضاً فوائد البكتيريا النافعة للنساء غير متوقعة.. منها محاربة القلق والاكتئاب

الثوم

منذ القدم والثوم معروف بدوره كمضاد للفطريات والبكتيريا، ويعود ذلك لاحتوائه على مركّب الأليسين الفعّال في هذه الحالة. ويشير الخبراء إلى أن إدخال الثوم الطازج في النظام الغذائي يمكن أن يكون خطوة بسيطة ولكنه يساهم بشكل كبير في علاج حالة كانديدا الأمعاء، لا سيما إذا تم تناوله جنباً إلى جنب مع الوجبات الغنية بالألياف والخضراوات.

الكركم

الكركم من الأعشاب الطبيعية المضادة للالتهابات، لذلك فإن تناوله يحدُّ من قدرة الكانديدا على البقاء داخل جدار الأمعاء، ومن ثم يحدُّ من تأثرها في العدوى، وينصح خبراء الصحة بتناول الكركم مع الفلفل الأسود لتحسين امتصاصه.

عشبة الهر

هذه العشبة النادرة التي تنمو في الأمازون لها خصائص طبيعية مضادة للفطريات وتساعد بشكل كبير في تقوية المناعة، لذلك يمكن الاعتماد عليها ضمن خطة علاجية متكاملة لعلاج فرط نمو الكانديدا في الأمعاء.

زيت جوز الهند

من أكثر الزيوت التي يوصي بها خبراء الطب الطبيعي، لاحتوائه على حمض الكابريليك الذي ثبت أنه يمنع نمو الفطريات. يمكن إضافته إلى الطعام أو استخدامه للتطبيق الخارجي في بعض الحالات، لكن المهم ألا يعتبر بديلاً عن النظام الغذائي المتوازن.

النظام الغذائي

تناول الأعشاب وحده لن يقضي على فرط نمو بكتيريا الكانديدا في المعدة، بينما يجب أن يرافقه نظام غذائي متوازن ويشمل هذا النظام التالي:

• تقليل السكريات المكررة والكربوهيدرات البسيطة التي تغذي الفطريات.
• التركيز على الخضراوات الورقية، والبروتينات الصحية، والحبوب الكاملة.
• تناول أطعمة غنية بالبروبيوتيك مثل الزبادي أو الكفير لإعادة توازن البكتيريا النافعة.

ويضيف الخبراء أن الصيام المتقطع يعد من أفضل الأنظمة الغذائية التي تساهم في منع نمو الكانديدا، لأن الفطريات تعتمد على السكر كمصدر طاقة سريع.
صحيح أن الأعشاب جاءت بنتائج إيجابية في ما يخص علاج الكانديدا، غير أن معظم الأدلة ما زالت أولية، وبعض الحالات قد تحتاج إلى تشخيص وعلاج طبي أكثر تخصصاً.

كما حذر الخبراء من الإفراط في استخدام الزيوت العطرية المركزة أو المكملات دون إشراف لأنه قد يسبب آثاراً جانبية، خاصة في الكبد أو المعدة. لذلك من الأفضل الحصول على تشخيص طبي دقيق أولاً، وتحديد الخطة العلاجية مع الطبيب والتي قد تشمل مسارين: الأعشاب مع الأدوية إن لزم الأمر.

أيضاً يجب أن نأخذ في الاعتبار أن التشخيص الدقيق أمر مهم لأنه كثيراً ما يحدث تداخل بين الإصابة بالكانديدا وبين أعراض القولون العصبي أو الحساسية الغذائية.

*ملاحظة من "سيّدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج استشارة طبيب مختص.