أن تبدأ وظيفة جديدة أمر مليء بالحماس، لكن سرعان ما قد تصطدم بموقف يربكك: زملاؤك يتجاهلونك. لا حديث ودّي في الممرات، ولا دعوة على الغداء، وكأنك غير موجود. هذا الشعور محبط، خاصة وأنت تحاول الاندماج. هنا يبرز السؤال الذي يقلقك: هل الحل أن أفرض نفسي حتى أُثبت وجودي، أم أن هناك طريقة أذكى لكسب مكانك بينهم؟ الصحفية رنيم الصقر والخبيرة في مجال التنمية البشرية تجيب عن ذلك التساؤل، بالآتي:
6 نصائح تساعدك على إثبات نفسك بالعمل:
ابدأ بالإنصات
توضح رنيم الصقر أن الموظف الجديد الذي يدخل مكان عمله وكأنه يعرف كل شيء يخسر أول فرصة حقيقية للاندماج. في اللحظات الأولى أنت تحتاج إلى أذنين أكثر من لسانك. حين تنصت بوعي، ستلتقط الإشارات الخفية في لغة الجسد، ستفهم كيف يتحدث الزملاء فيما بينهم، وستعرف أي الأسلوب يحترمونه وأي السلوكيات يتجنبونها. الإنصات ليس صمتًا سلبيًا بل هو ذكاء اجتماعي يجعلك تمشي بخطوات واثقة على أرض لم تختبرها بعد.
كن حذرًا: متى تنكسر ثقة الموظف بالمدير؟ اكتشف 5 علامات تحذيرية
قدّم المساعدة
بحسب الصقر فإن تقديم المساعدة هو أسرع جواز عبور إلى قلوب الزملاء. لا تنتظر حتى تُطلب منك يد العون، بل كن حاضرًا بمبادراتك الصغيرة التي لا يستهان بها. ربما توضح لزميل طريقة في استخدام برنامج، أو توفر وقتًا على فريقك بحل بسيط تعرفه، أو حتى تساعد في ترتيب أوراق في اجتماع مزدحم. هذه التفاصيل هي التي تبني صورتك كموظف لا يكتفي بأداء واجباته، بل يضيف قيمة حقيقية للفريق. في بيئة عمل متوترة غالبًا ما يذكر الناس الشخص الذي ساعدهم في لحظة ضغط أكثر من الذي جلس يتحدث عن إنجازاته.
إظهار الاهتمام
الخبيرة تؤكد أن الاهتمام بالآخرين ليس مجاملة سطحية بل جسر يفتح لك قلوب الناس. حين تسأل زميلك عن تقدمه في مشروع ما، أو تبارك له على إنجاز، أو تبدي إعجابك بفكرة طرحها، فأنت تقول له بشكل غير مباشر إنك تراه وتقدره. البشر بطبيعتهم ينجذبون إلى من يجعلهم يشعرون بالاعتبار، وهذا ما يحولك من مجرد اسم في قائمة الموظفين إلى شخص له حضور خاص. الاهتمام الصادق يمنحك علاقات متينة تتجاوز حدود المكاتب، ويجعل وجودك مرحبًا به دائمًا.
بناء الثقة
تقول الخبيرة إن الثقة لا تُبنى بشعارات كبيرة بل بأفعال صغيرة متكررة. أن تسلم عملك في الوقت المحدد، أن تفي بما وعدت به، وأن تحافظ على سرية الأحاديث التي تدور معك، كلها تفاصيل بسيطة لكنها تشكل أساس صورتك المهنية. في البداية قد لا يفتح لك أحد قلبه أو يشاركك مشكلاته، لكن حين يلاحظ الزملاء أنك شخص يعتمد عليه، ستجدهم يلجأون إليك بأنفسهم. الثقة هي رصيدك الذي لا يمنحه لك أحد بسهولة، لكنه حين يتشكل يجعلك ركنًا أساسيًا في الفريق.
مشاركة اللحظات
تشير الصقر إلى أن لحظات بسيطة مثل تبادل ضحكة في استراحة قصيرة أو مشاركة كوب قهوة في الصباح قد تفتح قنوات تواصل أعمق من عشرات الاجتماعات الرسمية. هذه اللحظات تعطيك فرصة لتُظهر جانبك الإنساني بعيدًا عن ضغط المهام. الموظفون لا يبحثون دائمًا عن زميل عبقري، بل عن زميل يشعرون بالراحة بجانبه. حين تكون حاضرًا في هذه اللحظات، فإنك تُرسل رسالة غير مباشرة بأنك ترغب في أن تكون جزءًا من المجموعة لا مجرد عابر في الممرات.
الصبر والتدرج
تنصح الخبيرة الموظف الجديد بألا يقع في فخ استعجال القبول. الفريق قد يحتاج وقتًا ليتأقلم مع عضو جديد، وأي محاولة لفرض نفسك بسرعة قد تولد نفورًا غير مقصود. الصبر هنا ليس سلبية بل هو استثمار بعيد المدى. كل يوم تمر فيه بوعي وهدوء، تبني لنفسك مساحة طبيعية دون ضجيج أو مبالغة. الاندماج الناجح يشبه نمو الشجرة، يبدأ بجذور غير مرئية تحت الأرض ثم يظهر بوضوح حين يحين الوقت. هذا التدرج يمنحك احترامًا عميقًا من زملائك ويثبت أنك تعرف متى تتحرك ومتى تنتظر.
تابع وتعلم: ماذا تفعل في وقت فراغك في العمل؟ 5 طرق ذكية تجعلك تبدو محترفًا