mena-gmtdmp

5 أخطاء قاتلة يقع فيها الطبيب المبتدئ.. وكيف يتجنبها؟

كيف يتعلم الطبيب المبتدئ بالطريقة الصعبة؟
كيف يتعلم الطبيب المبتدئ بالطريقة الصعبة؟ - المصدر: freepik by stockking


الطبيب في سنواته الأولى يعيش مزيجاً من الحماس والخوف، فهو يقف وجهاً لوجه أمام المرضى، ويحمل على عاتقه مسؤولية القرارات الطبية التي قد تغيّر حياة إنسان. لكن هذه البداية غالباً ما تكون مليئة بالمطبات والأخطاء التي لا تعكس ضعف الكفاءة، بقدر ما تعكس نقص الخبرة العملية وصعوبة الانتقال من الدراسة الأكاديمية إلى أرض الواقع. هنا نستعرض 5 قرارات شائعة قد يقع فيها الطبيب المبتدئ، ليتفاداها مَن يسير في نفس الطريق. وفقاً لنصائح الخبير في مجال التطوير الذاتي وطبيب الاختصاص محمد قررالة.

5 أخطاء شائعة تلاحق الطبيب المبتدئ:

التسرع في التشخيص

حين يواجه الطبيب المبتدئ مريضاً لأول مرة، قد يتملكّه الحماس ليبرهن على كفاءته في إصدار التشخيص بسرعة. لكن الاندفاع هنا يتحول إلى فخ خطير. فالاعتماد على الأعراض الظاهرة وحدها دون التعمق في الفحوصات أو الاستماع إلى القصة المرضية كاملة يجعل النتيجة أقرب إلى التخمين منها إلى التشخيص العلمي. المريض يحتاج إلى طبيب يصغي إليه بإنصات، يطرح الأسئلة بدقة، ويمنحه الوقت ليحكي تفاصيله الصغيرة التي قد تغيّر مسار العلاج بالكامل. التسرع قد يمنح الطبيب شعوراً مؤقتاً بالثقة، لكنه يزرع بذور فقدان المصداقية على المدى البعيد.
تأكد من الآتي: لماذا تُخفي عواطفك في العمل وتقتل نفسك ببطء؟ 5 حقائق صادمة

الإفراط في الاعتماد على الآخرين

الطبيب المبتدئ قد يشعر أن المسؤولية أثقل مما يحتمل، فيميل إلى طلب المساعدة من زملائه أو مشرفيه عند كل موقف. صحيح أن التعاون جزء جوهري من المهنة، لكن المبالغة فيه تجعل المريض يفتقد ذلك الشعور بالقيادة والطمأنينة. المريض لا يريد أن يرى طبيبه متردداً أو متكلاً، بل يبحث عن شخص يقود رحلته العلاجية بحزم واطمئنان. الاستشارة ضرورية في المواقف المعقدة، لكن على الطبيب أن يبني ثقته تدريجياً وأن يتحمل مسؤوليته في القرارات اليومية، لأن هذه هي الخطوة الأولى نحو تكوين شخصية طبية مستقلة وموثوقة.

تجاهل الجانب النفسي للمريض

الطب لا يُمارَس بالأدوات والفحوصات فقط، بل باللمسة الإنسانية أيضاً. المريض قد ينسى وصف الدواء لكنه لن ينسى شعور الراحة الذي غمره عندما شعر أن طبيبه يستمع إليه حقاً. كثير من الأطباء المبتدئين ينشغلون بتفسير النتائج الرقمية وتفاصيل الفحوصات، فيفوتهم بناء تلك العلاقة العاطفية التي تصنع فارقاً في رحلة العلاج. الكلمة الدافئة، الابتسامة المطمئنة، والوقت القصير الذي يُخصص للاستماع بصدق، قد تكون أقوى من أقوى مضاد حيوي. الطبيب الناجح هو الذي يعالج الجسد والعقل معاً، ويدرك أن الشفاء لا يبدأ من الدواء بل من الشعور بالأمان.

المبالغة في الجرعات أو الفحوصات

الخوف من ارتكاب الخطأ قد يدفع الطبيب الجديد إلى المبالغة، فيظن أن زيادة التحاليل أو رفع الجرعة دوماً أكثر أماناً. لكن الحقيقة أن الإفراط في الطب يرهق المريض جسدياً، ويستنزف موارده المالية، ويجعله يشعر وكأن حالته أكثر خطورة مما هي عليه. الثقة لا تُبنى بالكم، بل بالدقة والاعتدال. الطبيب الماهر هو مَن يعرف متى يطلب الفحص الضروري ومتى يكتفي بما هو متاح، ومتى يصف الدواء المناسب بالجرعة الصحيحة دون إفراط أو خوف زائد. المريض يثق أكثر في طبيب يتخذ قراراته بوعي متوازن، لا في من يكدّس له عشرات الأوراق والوصفات.

إهمال تطوير الذات

التخرج بالنسبة للطبيب ليس نهاية الطريق، بل هو بداية الرحلة الحقيقية. كثير من المبتدئين يظنون أن سنوات الدراسة الطويلة كانت كافية، فيغفلون عن مواصلة التعلم ومتابعة أحدث الأبحاث والتقنيات. في عالم الطب، ما هو صحيح اليوم قد يصبح قديماً غداً. الطبيب الذي يتوقف عن التعلم يفقد تدريجياً احترام مرضاه وزملائه، لأنه يظهر كمن يعيش على رصيد قديم لا يتجدد. أما الذي يسعى باستمرار إلى تطوير نفسه، فيحافظ على بريقه، ويمنح مرضاه الثقة بأنه دائماً في الصفوف الأولى من المعرفة. التطوير الذاتي ليس رفاهية، بل هو الضمانة الوحيدة للاستمرار في مهنة لا تعرف التوقف.
اكتسب الخبرة: 6 حقائق صادمة عن الطرد التعسفي لم يخبرك بها أحد