تقع تسمانيا جنوب أستراليا عبر مضيق باس، وهي الدولة الجزرية الوحيدة في البلاد، مميزة بطبيعتها الخلابة والوعرة، إذ يضم نحو نصف مساحة الجزيرة محميات طبيعية وحدائق وطنية ومواقع تراثية تابعة لليونسكو. كانت تسمانيا في الماضي ساحة معركة بين البريطانيين والسكان الأصليين، لكنها تُعد واحدة من أروع الأماكن من حيث الجمال الطبيعي والتاريخ والمغامرة، اليوم، وربما تكون جزيرة تسمانيا هي الوجهة المفضلة لقضاء العطلات في أستراليا، إذ تُعتبر ملاذاً رائعاً للهروب من روتين الحياة البرية. ثقافتها النابضة بالحياة وشعبها المضياف يُضفيان عليها لمسةً مميزةً.
معلومات أساسية قبل السفر إلى تسمانيا

- تُغطي المتنزهات الوطنية حوالي 40% من مساحة تسمانيا، لزيارة أيٍّ من هذه المتنزهات أو أكثر، يجب الحصول على تصريح مُخصص للأفراد أو السيارات الكاملة بكامل طاقتها لفترات متفاوتة.
- يُفضل السفر عبر تسمانيا بسيارة خاصة، لذلك يُنصح باستئجار واحدة قبل الرحلة أو طلبها من موظفي الفندق عند تسجيل الوصول.
- قد يشهد يوم في تسمانيا هطول أمطار، ورياحاً باردة قوية، وأشعة شمس لطيفة، وحتى حرارة تصل إلى 30 درجة مئوية، لذلك على السائحين الحرص على حزم أمتعتهم، لا سيما الملابس بدراية، لأن الطقس قد يكون متقلباً في معظم أيام السنة.
- قد تصبح شبكات الهاتف المحمول في بعض المناطق ضعيفة أو معدومة، لذلك يُنصح بحمل خريطة مُحدثة والتحقق مسبقاً من تغطية الشبكات القوية.
ما أفضل وقت لزيارة تسمانيا؟

من ديسمبر إلى فبراير، وهو فصل الصيف في البلد المذكور، الطقس دافئ وجاف يومياً، حيث يتراوح متوسط الحرارة بين 20 و25 درجة مئوية على طول الساحل، وأكثر بقليل من 25 درجة مئوية غرب هوبارت. ونظراً لتنوع الأنشطة الخارجية والمعالم السياحية في تسمانيا، فإن أشهر الصيف هي أفضل وقت للزيارة وقضاء عطلة ممتعة.
أماكن سياحية جذابة في تسمانيا

تُقدم تسمانيا مجموعة من المعالم السياحية، من عجائب طبيعية إلى مواقع تاريخية مثل بورت آرثر وجسر ريتشموند. هناك، يمكن لعشاق المغامرة الاستمتاع بأنشطة مثل المشي لمسافات طويلة في جبل ويلينغتون، والتزحلق على الحبل في هولي بانك، والتجديف بالكاياك في ميناء باثورست، مما يوفر طرقاً فريدة لاستكشاف المناظر الطبيعية الخلابة. في الآتي أفضل الأماكن السياحية الجديرة بالزيارة في تسمانيا.
قد يهمك أيضاً متابعة أديلايد وجهة أسترالية جاذبة للمسافرين من مختلف الأذواق
متنزه فريسينيت الوطني
يقع متنزه فريسينيت الوطني على الساحل الشرقي لتسمانيا، على بُعد حوالي ساعتين ونصف بالسيارة من هوبارت أو لونسيستون، ويشتهر بخليج واينجلاس الشهير، كما يتميز بقمم من الجرانيت الوردي، وشواطئ رملية بيضاء، وحياة برية زاخرة. تشمل الأنشطة الشعبية في "فريسينيت": المشي لمسافات طويلة إلى نقاط مراقبة خلابة، والتجديف بالكاياك على طول الساحل، واستكشاف الشواطئ المنعزلة مثل شاطئ هازاردز؛ إنه وجهة مثالية لعشاق الطبيعة والمصورين، نتيجة للمناظر الطبيعية الخلابة، ومسارات المشي، والشواطئ، والقمم الجرانيتية باللون الوردي. مع العديد من المسارات، التي يمكن للسائح اجتيازها، والمناظر الخلابة، والمياه التي يمكن السباحة فيها، من المؤكد أن السائح سيستمتع طوال يومه. وبالطبع، لا تفوت زيارة خليج واينجلاس، الذي يُعدّ ربما أكثر المواقع تصويراً في تسمانيا، ويدعو إلى رحلة قصيرة ولكنها مليئة بالمغامرات إلى نقطة المراقبة، ثم يمكن التنزه سيراً على الأقدام إلى الشاطئ الجميل في الخليج نفسه، والذي سيستغرق بضع ساعات على الأقل. ولعشاق المغامرات حصة، إذ يمكن اختيار المسار الذي يغطي شبه الجزيرة بأكملها، مروراً بشواطئ ومواقع نائية متنوعة، في رحلة تستغرق يومين.
موقع بورت آرثر التاريخي
موقع بورت آرثر التاريخي هو مستوطنة جزائية سابقة تعود للقرن التاسع عشر، تقع في شبه جزيرة تاسمان، على بُعد حوالي 90 دقيقة جنوب شرق هوبارت. يشتهر المكان السياحي المذكور بأطلاله المحفوظة جيداً، ويضم السجن الإصلاحي، والسجن المنفصل، ومنزل القائد، مما يُتيح نظرة ثاقبة على تاريخ المحكومين في أستراليا، وهو مدرج على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، ويمكن الوصول إليه عبر طريق آرثر السريع (A9). يحتوي على أكثر من 30 مبنى، موزعة على مساحة شاسعة تبلغ 40 هكتاراً. ينصح الزائرون بالتجول في أرجاء المجمع، أو الانطلاق في رحلة بحرية في الميناء، أو في جولة سيراً على الأقدام.

متحف الفن القديم والجديد
يقع متحف الفن القديم والجديد (MONA) في شبه جزيرة بيريديل، على بُعد حوالي 15 دقيقة من هوبارت، ويشتهر بمعروضاته الجذابة، إذ يعرض الفن المعاصر جنباً إلى جنب الآثار، في مساحة تحت الأرض ذات تصميم معماري خلاب. يمكن للزائرين وصول المكان بالعبّارة، مما يضيف إلى التجربة، مع استكشاف المطعم الموجود فيه. فقد افتُتح متحف MONA عام 2011، ولكنه لا يزال يجذب الأنظار بفضل مجموعته الفنية المذهلة وتصميمه الفريد ومعارضه غير التقليدية. لناحية المتحف، هو مبهر بأناقته ومعروضاته الفنية المتنوعة، التي تتراوح بين الآثار القديمة والفن الحديث الأخّاذ من مجموعة ديفيد والش الخاصة.
الحدائق النباتية الملكية التسمانية
تقع الحدائق النباتية الملكية التسمانية في هوبارت بالقرب من نهر ديرونت، وهي تعدّ من بين الأقدم في أستراليا، إذ يرجع تاريخ تأسيسها إلى عام 1818، وتمتد على مساحة 14 هكتاراً، وتتميز بضمّ 6500 نوع من النباتات، من بينها مجموعات فريدة ومتنوعة، بما في نباتات شبه أنتاركتيكا، وحديقة يابانية، وهياك تاريخية، مثل الحديقة الشتوية وجدار آرثر. يصنف العنوان السياحي المذكور بأنه معلم ثقافي وطبيعي في تسمانيا. تتوفر جولات سيراً على الأقدام في جميع أقسام الحديقة المختلفة، ونظراً لحجمها الشاسع، سيحتاج الزائر بالتأكيد إلى بعض المساعدة المرشدة للتنقل.





