هل فكرتِ يوماً في كم من الكنوز الطبيعية المخفية تنتظركِ في مصر بعيداً عن الوجهات السياحية المألوفة؟ هل يمكن أن يتحول السفر داخل مصر إلى رحلة استكشاف لمواقع طبيعية آسرة لم تسمعي عنها من قبل؟ في هذا المقال، نسلط الضوء على مجموعة من الوجهات السياحية الطبيعية غير التقليدية، من وديان وجبال وهضاب وبحيرات، حيث يمتزج الجمال البري بالتراث التاريخي والجيولوجي على مدى آلاف السنين. تواصلنا مع هاني الخليلي، أحد رواد السفاري والمستكشفين الرحالة ومع بيشوي فايز، المرشد السياحي المحترف؛ لنكشف لكِ أسرار هذه الأماكن التي تمنحكِ تجربة سفر مختلفة ومليئة بالمغامرة والاسترخاء والتواصل مع الطبيعة الخلابة.
محمية طابا

حين تسافرين إلى محمية طابا بجنوب سيناء، تشعرين وكأن الأرض تفتح لكِ دفاترها القديمة لتكشف أسرارها المخبأة لآلاف السنين. تتميز المنطقة بتكوينات جيولوجية نادرة وشبكة وديان عميقة، كما تحتضن مواقع أثرية يصل عمرها إلى نحو 5000 سنة، إضافة إلى حياة برية نادرة ومناظر طبيعية بديعة. ستلاحظين كيف يعيش السكان التقليديون في انسجام مع محيطهم، في حين تجولين بين الوديان التي تمثل موائل للغزلان والطيور الكبيرة مثل طائر الحبارى. تحتوي الوديان أيضاً على مجتمعات نباتية مهمة، تشمل أشجار الطلح والبعيثران والرمث، مانحةً المكان روحاً طبيعية أصيلة.
الصحراء الزرقاء

تبرز الصحراء الزرقاء كلوحة فنية وسط صحراء جنوب سيناء، صخورها وكأنها من عالم آخر. تقع على بعد بضعة كيلومترات من دير سانت كاترين، وتمتد على مساحة 14 كيلومتراً مربعاً؛ لتمنحكِ شعوراً بالسير على كوكب موازٍ. الصخور الملونة والمتاهات الصخرية تجعل المكان مثالياً لعاشقات التصوير والاستكشاف، ويمنحكِ إحساساً بالدهشة والحرية.
الوادي الملون
يمثل الوادي الملون متاهة ساحرة من الصخور الملونة التي يصل ارتفاعها في بعض المناطق إلى ما بين 40 و80 متراً، ويُعتبر من عجائب الطبيعة في محمية طابا. يتكون من منحدرات تشبه مجرى نهر جاف؛ إذ يبلغ طوله نحو 800 متر وقد تشكل بفعل مياه الأمطار والسيول الشتوية التي حفرت قنوات وسط الجبال. هو وجهة مثالية للمستكشِفات والمغامِرات وعاشقات التصوير والمشي في البرية.
هضبة التيه

تُعتبر هضبة التيه من أجمل الهضاب في جنوب سيناء التي لم تُكتشف بعد ضمن مسارات السفاري المعتادة. تقع في القسم الأوسط لشبه جزيرة سيناء، وتتكون من هضبتين رئيسيتين: العجمة في الجنوب والتيه في الشمال. تكونت الهضبة في العصر الأيوسيني، وتتشابه بشدة مع الهضبة الجيرية في الصحراء الشرقية، مع انفصالها بخليج السويس. هنا ستستمتعين ببحيرات وشلالات مياه رقراقة، وأشجار لوز ونباتات طبية وعطرية نادرة، تجعل كل خطوة لكِ مليئة بالاكتشاف والدهشة.
وادي إسلا
وادي إسلا من أروع وديان الصحراء في جنوب سيناء، حيث تتعانق المناظر الطبيعية الخلابة مع النقوش الصخرية التي تحمل آثار حضارات متعاقبة على أرض سيناء. ستجدين المنحوتات الصخرية الرائعة وآثار الإنسان الأول منذ ما قبل التاريخ، إضافة إلى العيون الجبلية والشلالات الصغيرة التي يمكنكِ الشرب منها ماءً نقياً. تنتشر الآبار التي تجمع مياه السيول وتوزعها على الحدائق؛ ما يعكس براعة الإنسان في التكيف مع الطبيعة. يمتد الوادي على طول 16 كيلومتراً من غرب طور سيناء إلى سهل القاع، ويُعَدُّ مثالياً لمحبات المغامرة، السفاري، التصوير، الاسترخاء، التخييم، مراقبة النجوم واستكشاف الظواهر الفلكية.
جزيرة فطناس
في واحة سيوة، تنتظركِ جزيرة فطناس التي سُميت بهذا الاسم نظراً لانعكاس الغروب على مياهها الصافية التي تمنحها اللون الأحمر؛ لذلك عُرفت باسم جزيرة الخيال. تحتوي البحيرة على عشرة منابع للمياه، ويحدها من الغرب بحيرة كبيرة تمتد نحو منطقة جعفر، في حين تغطيها من الشرق والجنوب أشجار ونخيل وبعض الزراعات ومن الشمال بحيرة كبيرة تصل إلى طريق بئر واحد وبحر الرمال العظيم. في قلب الجزيرة، عين فطناس بعمق 7 أمتار، مياهها متوسطة الحرارة على مدار السنة؛ ما يتيح لكِ الغطس والاسترخاء في أي وقت. تشتهر المنطقة بمرور الطيور المهاجرة، خاصة الفلامنجو وكانت سابقاً موطناً للأسماك.
محمية أبو جالوم
تُعتبر محمية أبو جالوم مكاناً يمزج بين الجبال الشاطئية والأنظمة البيئية المتنوعة من شعاب مرجانية، لاجونات،وحشائش بحرية، إلى جانب الصحراء والجبال. تحتضن المحمية العديد من الحيوانات والطيور والنباتات البرية؛ ما يجعلها وجهة مثالية لمحبات الغوص، السفاري، مراقبة الطيور والحياة البرية أو ببساطة الاستمتاع بالطبيعة.





