ما أجملَ مظهرَ الشجرة المثمرة، مهما كان نوعها، في بلكونة المنزل؛ فهي تقول من دون أن تنطق، إن المالكة تتمتع بذوق رفيع، وتهوى الطبيعة، وتحيط نفسها بخيراتها، كما تهتمّ بالديكور الحيوي، وتمقت المساحات الباردة. لكن، يتردد السؤال عن أنواع النباتات المثمرة المناسبة في بلكونة المنزل؛ فما هي، وكيف يمكن الاعتناء بها؟ في الدليل الآتي، إضاءةٌ على أنواع النباتات المثمرة المناسبة في بلكونة المنزل، مع أخْذ حرارة المُناخ في المملكة العربية السعودية في الاعتبار، المُناخ الذي يُعرف بأنه صحراوي حارّ وجافّ، ويتميّز بصيف شديد الحرارة والجفاف، وشتاء معتدل، مع تساقُط للأمطار.
زراعة الحمضيات في البلكونة

الحمضيات رائعة لبلكونة المنزل؛ فأشجار الليمون والليمون الحامض والكمكوات تنمو جيداً في الأصص، كما أنها جميلة المنظر، وتتحمّل ظروفاً مُناخيةً مُختلفةً. بصورة عامة، تُفضِّل شجرة الحمضيات المُناخ الدافئ. كما تنمو شجرة الحمضيات في تربة حديقة المنزل العادية طالما أنها جيّدة التصريف. أفضل وقت لزراعة شجرتك هو الصيف أو أوائل الخريف؛ للاستفادة القصوى من ضوء الشمس. وإذا كنتِ تزرعين شجرتكِ في أصيص؛ فاختاري خليطاً جيداً من التربة، وبطّني قاع الأصيص بالحصى للمساعدة في تصريف التربة. يجب أن يكون قُطر الأصيص 40 سنتيمتراً على الأقل، مع وجود فتحات تصريف كافية. إذا كبرت شجرتك أكثر من أصيصك، يمكنك نقلها إلى أصيص أكبر قريباً. اسقِيها بكثرة في الصيف، وبكمية أقل في الأشهر الباردة. من الطرق الجيدة لمعرفة ما إذا كانت نبتتك بحاجة إلى الماء، هي إدخال أصبعك في التربة حتى المفصل الثاني- إذا كانت جافة؛ فهي بحاجة إلى المزيد من الماء. على عكس معظم أشجار الفاكهة التي تُنتج معظم محصولها خلال فترة زمنية قصيرة، تنضج ثمار الحمضيات وتبقى على الغصن لأسابيع قبل أن تسقط. هذا يعني أنه يمكنكِ حصاد الثمار عندما تكون جاهزة للاستخدام من دون أن تَفسد.
معظم الحمضيات، بما في ذلك الليمون واليوسفي والجريب فروت والكمكوات والبرتقال، تكون أكثر وفرةً في الشتاء، ولكن يمكن قطفها من أوائل الخريف إلى أوائل الربيع.
قد يهمك الاطلاع أيضاً على كيفية تزيين ديكورات البلكونات الصغيرة لقضاء أوقات ممتعة
زراعة الزيتون في البلكونة

تُعَدّ شجرة الزيتون رمزاً لـطراز البحر الأبيض المتوسط؛ حيث تُضفي أوراقها الفضية وجذوعها المنحوتة جمالاً خالداً على حديقة المنزل، وحتى البلكونة. تكافئ شجرة الزيتون صاحبة المنزل المُحبة للديكور، بحضورٍ معماريٍّ خلابٍ ومتعةٍ؛ فهي إضافةٌ خالدةٌ لأيّة مساحة، علماً بأن شجرة الزيتون تتكيّف جيداً مع الزراعة في الأصيص. في هذا الإطار، يصح اختيار أصيص كبير وجيّد التصريف، قُطره يتراوح بين 40 و50 سنتيمتراً على الأقل؛ للسماح بنموٍّ وافر للجذور. ضعي الأصيص في ضوء الشمس المباشر، واسقيه بعمق عندما تشعرين بجفاف التربة. تحتاج شجرة الزيتون إلى 6 ساعات من ضوء الشمس المباشر يومياً، على الأقل. للعناية الجيدة بشجرة الزيتون في الأصيص، تجنّبي الإفراط في الري أو نقصه؛ علماً بأن تساقُط الأوراق يُعَدّ علامة تحذيرية نموذجية. عند زراعة شجرتك لأول مرة في الأصيص، تدعو التوصية إلى رَيها برفق أسبوعياً خلال الشهرين الأولين- أو حتى ثلاث مرات أسبوعياً خلال فصلي الربيع والصيف إذا كانت مزروعة في سماد الخث أو جوز الهند. يجب تقليل الري بشكل كبير في الشتاء، وتجنُّب الري في حالة الصقيع. كقاعدة عامة، إذا كانت التربة في أصيصك رطبة، ستكون شجرتكِ في غاية السعادة!
ومن المهم اختيار الأصيص المناسب؛ لأن شجرة الزيتون تحتاج إلى تصريف جيّد لتجنُّب تلف جذورها بسبب الرطوبة الزائدة. لذلك، يُنصح باستخدام أصيص من الطين أو الخشب؛ لأنهما أكثر تهويةً؛ مما يُساعد على تصريف المياه. ولجعل شجرتك أكثر سعادة، ارفعي الأصيص عن الأرض للسماح بتصريف المياه بسهولة.
قد يهمك الاطلاع أيضاً على إرشادات لحسن اختيار أوعية النباتات
زراعة النخيل في البلكونة

لبلكونة المنزل الواقعِ في جغرافيا تَعرف طقساً جافّاً، تبدو زراعة النخيل مناسبة، مع حسن اختيار النوع من هذه النباتات، مثل:
- نخلة السيدة (Rhapis excelsa): تُعرف بتحمُّل درجات حرارة ومستويات رطوبة مُختلفة، لكن هي تُفضّل الضوء الساطع غير المباشر. بخلاف ذلك، ضوء الشمس المباشر والقوي؛ خاصةً خلال ساعات ذروة الحرارة، قد يُسبب حروقاً لأوراقها. للبلكونة المنزلية، وفي المُناخات الحارة، يُفضّل وضع النخلة في مكان مظلل أو شبه مظلل. تُناسب النباتَ المذكورَ التربةُ الرطبةُ باستمرار، ولكن ليس المُشبّعة بالماء. خلال الطقس الحار، قد يحتاج إلى رَي أكثر تكراراً لمنع الجفاف. مع ذلك، تجنّبي الإفراط في الري، الذي قد يُؤدي إلى تعفُّن الجذور. استخدمي أصيصاً كبيراً وجيّد التصريف لمنع تراكُم الماء، كما يساعد تغطية التربة بالغطاء العضوي على الاحتفاظ بالرطوبة.
- نخيل بيندو (butia capitata): يُعرف أيضاً بنخيل الجيلي، وهو مقاوم للجفاف، وبطيء النموّ، ذو جذع قوي وأوراق مقوّسة، يتراوح لونها بين الأخضر المزرق والأخضر الرمادي. من المُمكن زراعة نخيل بيندو في وعاء، وهو يُنتج ثماراً صالحة للأكل، برتقالية اللون، تُستخدم غالباً في صنع المربّات والهلام.
- النخيل الأزرق المكسيكي (Brahea armata): اسمه الأصلي براهي أرماتا، وهو نبات بطيء النموّ، مُميّز وجذاب بأوراقه الكبيرة المروحية، الزرقاء أو الرمادية. يصل ارتفاعه إلى 10- 15 متراً، فيما تتدلى أزهاره الطويلة الجميلة والمميزة على ارتفاع 3- 4 أمتار من قمة الشجرة. يتكيّف مع البيئات الجافة أو الرملية في المُناخات القاحلة، ولا يحتاج إلى عناية خاصة بعد نموّه. من الممكن زراعة النخيل الأزرق المكسيكي في وعاء، وهو ذو إشراقةٍ مميزةٍ للبلكونة القاحلة، يثمر ثماراً صالحة للأكل ذات حلاوة وحموضة خفيفة، يمكن تناوُلها نيّئة أو مطبوخة.
قد يهمك الاطلاع أيضاً على أشجار تشارك سكان المنازل مساحاتهم لديكور داخلي مميز
زراعة الرمان في البلكونة

الرمان ليس لذيذاً فحسب؛ بل إنه يحظى بتقدير كبير بفضل محتواه العالي من مضادات الأكسدة، مما يدفع كثيرين إلى تجرِبة زراعته. ومن الأقوال الشعبية الشائعة، أن فرداً إذا أراد تدليل آخر، قام بتقشير الرمان له؛ لأن العملية ليست سهلة البتة. كان الرمان قد زُرع لآلاف السنين في مناطق البحر الأبيض المتوسط في آسيا وأفريقيا وأوروبا. موطنه الأصلي إيران وشمال جبال الهيمالايا، ثم انتقل إلى مصر والصين وأفغانستان وباكستان وبنغلاديش وإيران والعراق والهند وبورما والمملكة العربية السعودية. وقد أُدخل إلى الأمريكتين في القرن السادس عشر على يد المبشرين الأسبان. ينتمي الرمان إلى فصيلة الليثراسيا. من الصحيح زراعة شجرة الرمان في أصيص في الهواء الطلق، ونقلها إلى الداخل في حال اقتراب موجات البرد (أقل من 4 درجات مئوية). الرمان نبات ذاتيّ التلقيح؛ لذا تحتاجين إلى ثمرة واحدة فقط لعقد الثمار. يتميز الرمان بقدرته على التحمل نسبياً، وسيُثمر خلال السنة الثانية. لشجرة الرمان المزروعة في وعاء، سواء في الهواء الطلق أو في الداخل، ستحتاجين إلى وعاء سعة 38 لتراً تقريباً، ربعه ممتلئ بتربة التأصيص. ضعي كتلة الجذور في الوعاء وابدأي بملء التربة حول الجذور حتى أعلى الوعاء من دون تغطية الجذع. اسقِي الشجرة الجديدة جيداً ودكي التربة برفق؛ للتخلُّص من أيّة جيوب هوائية.
زراعة التين في البلكونة

التين لذيذٌ ومثمرٌ، وقد يحلّ داخل أصيص. والخبر السارّ، أن شجرة التين تُثمر قبل 95% من النباتات المثمرة الأخرى التي يمكنكِ زراعتها. لكن يجب حسن اختيار حجم الأصيص لشجرة التين؛ علماً بأن الأمر يتوقف على عمرها وحجمها عند النضج المطلوب. إليكِ إرشادات عامة:
- لشجرة التين الصغيرة (من عام إلى عامين)، استخدمي وعاءً بحجم 3 إلى 5 جالونات حتى تنضج الجذور؛ ففي موسم النموّ الثاني أو الثالث، يمكن لشجرة التين المذكورة أن تَنضج وتُنتج حوالي 50 إلى 75 ثمرة تين.
- لشجرة التين الناضجة (عمرها عامان فأكثر)، يمكنك اختيار أصيص بحجم 10 إلى 15 جالوناً أو أكبر. عند النضج، يمكن أن تساعد هذه المساحة الإضافية شجرة التين على إنتاج 150 إلى 200 ثمرة تين في كلّ موسم.
إشارة إلى أهمية زرع شجرة تين قوية في وعاء، وليس شجرة تين قزمة. والأهم من ذلك، اختيار نوع التين المناسب لمُناخ منزلك. سيؤثر ذلك بشكل كبير على مدى استمتاعك بتجرِبة تناول التين. أفضل وقت لزراعة شجرة تين في أصيص، هو أوائل الربيع أو أوائل الخريف.