mena-gmtdmp

التصميم العاطفي فن إلهام المشاعر وتعزيز الرفاهية

من تصميم المهندسة دانا نعيم
من تصميم المهندسة دانا نعيم

تقومُ عناصرُ التصميمِ الداخلي، ومنها الألوانُ، والخاماتُ، وطرقُ ترتيبِ الأثاث، والإضاءةُ بدورٍ مهمٍّ في تشكيلِ استجاباتنا العاطفيَّة في كلِّ مساحةٍ داخليَّةٍ نوجدُ بها. في هذا الإطار، يركِّزُ التصميمُ العاطفي على إثارةِ مشاعرِ ساكني المنزلِ وضيوفهم متجاوزاً وظيفته إلى تعزيزِ الرفاهيَّة، وخلقِ الشعورِ بالتواصل. ويتضمَّنُ ذلك دراسةً متأنِّيةً لكيفيَّةِ تأثيرِ عناصرَ مثل اللونِ، والملمسِ، والضوءِ، والتخطيط في الحالةِ المزاجيَّةِ والإدراك، فمن خلال فهمِ التأثيرِ النفسي لخياراتِ التصميم، يمكن للمصمِّمين تصميمُ بيئاتٍ، تُعزِّز المشاعرَ الإيجابيَّةَ والإنتاجيَّة، بل وتُحسِّنُ أيضاً الصحَّةَ النفسيَّة.

مصمِّمةُ الديكورِ الإنجليزيَّة إيلسي كروفورد، ابتكرت نهجَ التصميمِ العاطفي، فهي تؤمنُ بضرورةِ تصميمِ المساحات للتواصلِ مع الناسِ على المستوى الإنساني والعاطفي متجاوزةً بذلك الوظيفةَ فقط. ويركزُ نهجُ كروفورد على خلقِ بيئاتٍ، تثيرُ مشاعرَ محدَّدةً، وتُعزِّز الرفاهيَّةَ من خلال مراعاةِ كيفيَّةِ تفاعلِ الناس مع المساحات.

الانتماء أساس التصميم العاطفي

مهندسةُ الديكور دانا نعيم
مهندسةُ الديكور دانا نعيم


مع كثرةِ «الترندات» والأفكارِ الهادفةِ إلى تمييزِ الديكور، يسعى المصمِّمون الداخليُّون إلى إنشاءِ مساحاتٍ تشبه القاطنين، وتُعزِّز انتماءاتهم إلى مساكنهم. في هذا الجانب، تذكرُ مهندسةُ الديكور دانا نعيم، في حديثٍ خاصٍّ بـ «سيدتي»، أنها تحرصُ دائماً على الاطِّلاعِ على أسلوبِ حياةِ القاطنين، وفهمِ احتياجاتهم وتفكيرهم قبل الشروعِ بالتصميم بهدفِ خلقِ بيئةٍ تشبههم، وتزيدُ من انتمائهم إلى المكان مع الأخذِ بعين الاعتبار الراحةَ والعمليَّة.

ما رأيك بالاطلاع على إبداعات أسبوع دبي للتصميم 2025.. حين تتحوّل المساحات إلى قصص

 

"يستهدف التصميم العاطفي إضافةَ جوّ إلى المساحة الداخلية، يذكرنا ببيوت الأجداد "
إيلسي كروفورد

التصميم العاطفي علاقة حب مع الفراغ

يقومُ التصميمُ العاطفي على خلقِ علاقةٍ وطيدةٍ مع المساحةِ الداخليَّة، وليس فقط الاعتمادَ على الجماليَّةِ، أو الراحةِ، أو العمليَّةِ حصراً، ويستهدفُ إضافةَ جوٍّ إلى المساحةِ الداخليَّة، يُذكِّرنا ببيوتِ الأجدادِ ربما، أو يأخذنا برحلةِ سفرٍ إلى وجهةٍ ما. وإضافةً إلى ما تقدَّم، يُناقِضُ مفهومُ التصميمِ العاطفي طرزَ الديكورِ المعروفة، لا سيما «المينيماليست ستايل»، وغيرها من الاتِّجاهاتِ الجماليَّةِ التي تعتمدُ على عناصرِ ديكورٍ محدَّدةٍ، فهو يسعى إلى تخصيصِ الأماكن، أو منحها طابعاً فردياً، لذا تكتسبُ الأشياءُ التي اقتنيناها خلال حياتنا، أو في رحلاتنا أهميَّةً كبيرةً.

مبادئ التصميم العاطفي

عند الرغبةِ في اعتمادِ التصميمِ العاطفي، لابدَّ من انتقاءِ عناصرَ تُعيدك إلى لحظاتِ حياتك الجميلة، وهذا أمرٌ شخصي للغاية، علماً أن التصميمَ العاطفي، لا يُناقِضُ كلَّ ما هو عصري، بل يدعو إلى العمليَّةِ، والبحثِ عن عناصرَ وأجهزةٍ تُسهِّل حياتك. ويستخدمُ مصمِّمو الديكورِ الداخلي مجموعةً واسعةً من العناصرِ لإثارةِ مشاعرَ معيَّنةٍ، ويكمن السرُّ في معرفةِ كيفيَّةِ دمجها ببعضهما لخلقِ الأحاسيس التي يحتاجها المرءُ في كلِّ مساحةٍ. في هذا الإطار، قد تحملُ المفروشاتُ قواماتٍ مختلفةً مثل القماشِ الخشنِ والناعم والفرو، كما يمكن للأشكالِ التصميميَّةِ داخلَ أي مساحةٍ أن تُؤثِّر في مشاعرِ الناس والتفاعلِ معها، إذ تُثير الأشكالُ الناعمةُ والمستديرةُ شعوراً بالراحةِ والاسترخاء، بينما تُضفي أشكالُ الزاوية شعوراً بالحيويَّةِ والطاقة. وتضمنُ موازنةُ هذه الأشكالِ بيئةً متناغمةً، تدعمُ الأداءَ الوظيفي والرفاهيَّةَ النفسيَّة، إذ يبعثُ ورقُ الجدرانِ بالدفء في الفراغ، بخلافِ الطلاء الذي يوحي بالرحابة، ويصفُ المساحةَ بالجديَّة، لا سيما اللونُ الأبيض. وإضافةً إلى ما تقدَّم، يمكن اعتمادُ السجَّادِ، أو الاستغناءُ عنه على أرضيَّةٍ مختارةٍ بسماكةٍ معيَّنةٍ حيث يُعطي شعوراً بالدفء، ويتلوَّن بلونٍ غامقٍ، أو فاتحٍ، وربما يحملُ نقوشاً، توحي بأجواءٍ إفريقيَّةٍ، أو أوروبيَّةٍ. في حين، يعطي الرخامُ شعوراً بالبرودةِ، لذا يُفضَّل الاستعانةُ بالخشبِ لتعزيزِ الدفء في المساحة، وطبعها بالفخامةِ والراحة. كذلك، تُعدُّ الإضاءةُ عنصراً أساسياً في التصميمِ الداخلي العاطفي، فهي تُشعِرُنا بالسعادةِ والنشاطِ والحيويَّة إذا كان الضوءُ طبيعياً، وهو أجملُ أنواعِ الإضاءة وأكثرها متعةً، وينبغي أن يُفضَّل على الضوءِ الاصطناعي بشرطِ أن يُكمِّله الأخيرُ بشكلٍ مباشرٍ، أو غير مباشرٍ مع تجنُّبِ الإضاءةِ الباهتة والغامضة. وقبل تصميمِ أي مساحةٍ، يجبُ فهمُ كيفيَّةِ تأثيرِ الضوءِ في الأشخاص الذين سيسكنونها فقد يكون بعضهم أكثر حساسيَّةً للضوءِ من غيرهم، وبناءً على هذا النهج، تُصمَّم مساحةُ كلِّ غرفةٍ واتِّجاهها بما يتناسبُ مع احتياجاتِ القاطنين وعلاقتهم بالضوء. وفي هذا الإطار، تشيرُ المهندسة دانا إلى توفُّرِ نوعِ إضاءةٍ، يُعطي جواً من الهدوء، بينما يحثُّ نوعٌ آخرُ على الحركةِ والنشاط، علماً أن اللونَ الأصفر، يثيرُ شعوراً بالكآبة أحياناً، وكذلك الحالُ مع اللونِ شديدِ البياض، أمَّا المائلُ إلى الأزرق، فيوحي بعدمِ الارتياح. تضيفُ: «الإضاءةُ، تنعكسُ على المفروشات، فتُعطي ألواناً معيَّنةً، ولكلِّ لونِ ضوءٍ تأثيرٌ معيَّنٌ في مشاعرنا». وللألوانِ تأثيرٌ كبيرٌ في التصميم، مثلاً الأحمرُ الفاقع، يُشعِرُنا بالخطر، أمَّا الأحمرُ الداكن، فيمنحنا شعوراً فخماً، في حين يشي البيجُ بالراحة، إذ لا يُزعِجُ أحداً، لذا يُوظَّف في الأساسيَّات، بينما الرمادي في حال استُعمِلَ بوفرةٍ، يُعطينا شعوراً بعدم الارتياح. والشموعُ المضاءةُ المعطَّرةُ مهمَّةٌ أيضاً، ففي الشاليهات، تُستَعملُ الروائحُ المنعشة، أمَّا في البيوت، فيختارُ بعضهم الروائحَ الخشبيَّة. كذلك يحلو تثبيتُ مجموعةٍ من الصورِ على جدارٍ معيَّنٍ في الغرفة، أو إضافةُ آلةِ بيانو، أو قطعِ «فنتاج»، تثيرُ الحنين لدى القاطنين.

يمكنك متابعة الموضوع على نسخة سيدتي الديجيتال من خلال هذا الرابط

التصميم العاطفي
  1. فازة كريستال من فيرساتشي Versace.
  2. علبة من فيرساتشي Versace.
  3. بطانية من هيرميس Hermès.
  4. مقعد Lepli من بولترونا فراو Poltrona Frau.
  5. حامل مجلّات من جورجيو أرماني كاسا Giorgio Armani Casa.
  6. وسادة من غوتشي Gucci.
  7. منفضة من هيرميس Hermès.
  8. مزهرية تُمثل استعادة لعمل المصمّم Fulvio Bianconi في 1989 من دولتشي أند غابانا Dolce & Gabbana.
  9. كرسي Gladiolo من دولتشي أند غابانا Dolce & Gabbana.
  10. طاولة قهوة Sumo من فندي كاسا Fendi Casa.
  11. طاولة للقهوة أو جانبية Bellona من دولتشي أند غابانا Dolce & Gabbana.
  12. مزهرية Scala del Palazzo Rosa من فيرساتشي Versace.
  13. قطعة أثاث من المصمم الفرنسي Philippe Nigro لصالح هيرميس Hermès
  14. شمعة من أرماني كازا Armani Casa.