ليست مجرَّد لوحةٍ، تُعلَّق، ولا مجرَّد رسوماتٍ، وترتيبَ ألوانٍ وخطوطٍ. إنها حالةٌ شعوريَّةٌ، تعيشها، وصوتٌ صامتٌ، يُعبِّر عمَّا في داخلك بما لا تستطيعُ قوله، ففي كلِّ عملٍ فنِّي هناك نبضٌ مُختلفٌ، وفكرةٌ، تحوَّلت إلى شعورٍ.
الفنُّ يُذكِّرك بإنسانيَّتك، وكيف أنك ترى العالمَ من جوانبَ مختلفةٍ، لكنَّها تلتقي جميعها في معنى الجمالِ وحبِّ الحياة. هي مساحةٌ للصدقِ، تُلوِّن بها تجاربك، وتُحوِّلُ الألمَ إلى لوحةٍ فنيَّةٍ، تحملُ معاني الأملِ، وتُحوِّلُ الحلمَ إلى شكلٍ ملموسٍ.
هو يعيشُ بينك، وحولك، ومعك كلَّ يومٍ دون أن تنتبه له. هو في تنسيقِ لبسٍ، تتزيَّنُ به، وفي غلافِ كتابٍ، تقرأه، وحتى في تفاصيلِ المكانِ الذي يعكسُ ذائقتَك الهادئة، وفي تلك اللمساتِ الصغيرةِ التي تمنحُ الأشياءَ روحاً. إنه ما يجعل العادي يبدو إستثنائياً.
يُعلِّمك كيف تُبصِر الضوءَ في الزوايا المظلمةِ، وكيف تصنعُ من البساطةِ سحراً، يُدهِشُ العينَ والقلب معاً.
في النهايةِ، هو ليس مجرَّد مهنةٍ، أو هوايةٍ، وإنما أسلوبُ حياةٍ، يجعلُ لها معنى وطريقةً للنظرِ إلى العالمِ بعينٍ أكثر حباً وجمالاً وامتناناً.
وكلّما أحببت الجمالَ حولك، صنعت عالماً أجملَ في داخلك.





