لغتان، لا تحتاجان إلى ترجمةٍ، وتصلان مباشرةً للروحِ بلا وسيطٍ، ولا شروطٍ، وتلامسان قلوبنا، وتُذكِّراننا بأن الحياةَ أوسعُ وأجملُ مما نظنُّ، هما الفنُّ، والأدبُ، فحين تضيقُ بنا الأيَّامُ، وتثقلُ علينا التفاصيلُ، يُصبحان كيدٍ، تُطبطِبُ على أكتافنا.
الفنُّ في أبسطِ أشكاله من لوحةٍ، يخطُّها فنَّانٌ، من لحنٍّ، وكلماتٍ، تُعبِّر عن مشاعرك، من مشهدٍ سينمائي، يعكسُ فرحاً، أو حزناً، كلّها لحظاتٌ، تُخبِرك بأن هناك دائماً ما يستحقُّ أن تتوقَّفَ لأجله، وتبتسم.
أمَّا الأدبُ، ذلك الصوتُ الهادئ، فيُرافقك حتى في أصعبِ أيَّامك، في كتابٍ، يكون رفيقك الذي يفتحُ أمامَك نافذةً للعالمِ والفرصِ، في قصيدةٍ، تجعلك ترى نوراً في منتصفِ الظلامِ، في صفحاتٍ وحكاياتٍ، تُلهِمُك، وتُعلِّمك كيف تحلمُ، وتصنعُ من الكلماتِ ملجأً متى أردت ذلك.
الفنُّ والأدبُ، يُعلِّمانك بأنك لست وحدك، فكلُّ عملٍ، خُلِقَ من تجربةٍ، تُشبه تجاربَك، وكلُّ فنَّانٍ، شعرَ بما تشعرُ به، فقرَّر مشاركةَ الآخرين.
وتذكَّر بأنك لن تستطيعَ تغييرَ العالمِ، لكنَّك تستطيعُ أن تُحييه قليلاً بفكرةٍ، بكلمةٍ، بلونٍ ولحنٍ، وتذكَّر بأنهما هديَّةُ الحياةِ للإنسانِ، وهديَّةُ الإنسانِ للحياة.





