mena-gmtdmp

كيف أعادت رؤية السعودية 2030 الحياة للفنون؟

الأوركسترا السعودية - الصورة من المصدر
الأوركسترا السعودية - الصورة من المصدر

تستهدف رؤية السعودية 2030 تحقيق ثلاث ركائز أساسية وهي " مجتمع نابض بالحياة"، واقتصاد مزدهر، وأمة طموحة، وبفضل هذه الاستراتيجية تحول موقع الفن من خانة الهواية الفردية، إلى ساحة الصناعات الإبداعية، وتحقق على مدار السنوات التسع الماضية الكثير من الإنجازات لوضع البنية التحتية اقتصادياً وعلمياً، من أجل تحقيق حلم تحول المملكة إلى مركز إقليمي لصناعة الترفيه العالمي.

قدمت المملكة العربية السعودية على مدار تاريخها المئات من أصحاب المواهب في الموسيقى والسينما والمسرح، ولم يكن ينقصهم إلا مؤسسة تدعم موهبتهم وتقدمهم للجمهور السعودي ومن بعده العربي والعالمي بالصورة المناسبة، والأهم تأسيس البنية الاقتصادية القادرة على دعم صناعة الفن، وهذا تحقق مع إطلاق رؤية السعودية 2030، التي فتحت باب الأمل أمام المئات من المواهب الشابة، وسعت لتحويل الفن إلى صناعة قادرة على التطور والنمو المستدام ضمن خطة تحسين جودة الحياة، ومحور التواصل مع العالم.

وبفضل رؤية السعودية 2030، أصبحت الصناعات الإبداعية ليست مجرد أدوات ترفيهية، بل محركات اقتصادية تعزز من فرص العمل وتوسع نطاق الابتكار، فتحول موسم الرياض -على سبيل المثال- من مساحة لاستقطاب ودعم المواهب السعودية والعربية والعالمية في مجال الموسيقى والمسرح والسينما والألعاب الالكترونية، إلى صناعة تشارك فيها أكثر من 3700 شركة، وتحقق عائدات قياسية.

صناعة السينما من محاولات محلية إلى مؤسسة عالمية

صناعة السينما السعودية شهدت هي الأخرى تطوراً غير مسبوق، فبعد سنوات طويلة من الجهود الفردية لإنتاج الأفلام ومحاولة تقديم القصص السعودية للعالم، أصبح للفن السابع عاصمة جديدة مقرها الرياض، فتحت باب التعاون مع كل عواصم الفن حول العالم، واستقدمت للمملكة المئات من أصحاب الخبرات العالمية لتعزيز تجربة شباب السينما السعودية، سواء في التأليف أو الإخراج أو المهارات الفنية أو التسويق، ومع تدشين مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، فتحت السينما السعودية باباً للتواصل مع العالم كله.

وبدا واضحاً للجميع الحضور السعودي اللافت في كبرى المهرجانات السينمائية الدولية، حيث تسعى المملكة إلى ترسيخ موقعها في المشهد السينمائي العالمي، سواء عبر الأفلام المحلية مثل فيلم "نورة"، أو أفلام الإنتاج المشترك المدعومة من سوق البحر الأحمر مثل فيلم «وداعاً جوليا»، وهو إنتاج سعودي-مصري-سوداني عُرض في مهرجان كان، وفيلم «عائشة» الذي شارك في مهرجان فينيسيا، بالإضافة إلى فيلم «أحلام عابرة» الذي افتتح مهرجان القاهرة السينمائي، وفيلم «ضي» الذي افتتح مهرجان البحر الأحمر السينمائي.

 

 

الفن السعودي يسعى للمستقبل ويتمسك بالجذور

اللافت أيضا أن سعي الفن السعودي نحو المستقبل، لم يتعارض مع التمسك بالجذور، والحفاظ على الهوية، فهي ركائز أساسية في رؤية السعودية 2030، فتم إطلاق استراتيجية تطوير قطاع المسرح والفنون الأدائية، ضمن جهود هيئة المسرح والفنون الأدائية لتمكين المسرح السعودي، وتعزيز حضوره كأحد الركائز الثقافية المهمة، من خلال تقديم عروض متنوعة تناسب مختلف الفئات العمرية والشرائح الاجتماعية، وتضمن النشاط برنامج "جولة المسرح" الذي سعى إلى إتاحة الفرصة للجمهور في المدن البعيدة عن المراكز الثقافية الرئيسية للاستمتاع بتجربة مسرحية متكاملة، تسلط الضوء على قضايا مجتمعية، وتقدم محتوىً إبداعياً يعكس الهوية السعودية.

تطوير القطاع الموسيقي

كما تم إطلاق استراتيجية تطوير القطاع الموسيقي، التي أسست الفرقة الوطنية للموسيقى كأحد المبادرات الرئيسية لتحقيق الاستراتيجية الثقافية للمملكة في تعزيز الوعي الثقافي كنمط حياة، وتماشياً مع رؤية السعودية 2030. كما تعد مبادرة الفرقة الوطنية للموسيقى المبادرة السابعة من حزمة المبادرات الثقافية المعلن عنها على منصة وزارة الثقافة، والتي تهدف إلى تشكيل فرقة موسيقية وطنية احترافية، تتمتع بمهارات عالية، لتمثيل المملكة في المحافل الموسيقية محلياً وعالمياً و للعزف خلف أشهر الفنانين السعوديين والعرب في المحافل رفيعة المستوى.

وضمن الخطة الاستراتيجية تم إطلاق الأكاديمية الافتراضية لتعليم الموسيقى، وهي أكاديمية افتراضية متاحة للطلاب من مختلف أنحاء المملكة والعالم، وإطلاق برنامج "مَوجة" بالتعاون مع منصة أنغامي، تحت شعار "هذا وقتك"؛ لتمكين المجتمع الموسيقي السعودي، ودعم المواهب الناشئة لصقل قدراتها الموسيقية والغنائية، وتأسيس جمعية مهنية للموسيقى ومقرها الرياض، تحت مظلة استراتيجية وزارة الثقافة للقطاع غير الربحي.

يمكنكم الإطلاع على تفاصيل التقرير السنوي لرؤية السعودية 2030 لعام 2024 م على هذا الرابط الرؤية السعودية 2030

الابتعاث الثقافي لرعاية المواهب الناشئة

ومن أجل استدامة دور الفن في تعزيز الركائز الثلاث " مجتمع نابض بالحياة"، واقتصاد مزدهر، وأمة طموحة، أعلن وزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان إطلاق برنامج الابتعاث الثقافي لطلاب المدارس، الذي يُقدم بعثةً أكاديمية لطلبة التعليم العام السعوديين للالتحاق بمدارس ثقافية متخصصة خارج المملكة، لصقل مهاراتهم وتنميتها، وذلك في إطار حرص واهتمام وزارة الثقافة على تنمية القدرات الثقافية من سنٍّ مبكرة، والتهيئة لمواصلة التعليم العالي في مختلف التخصصات الثقافية، أو مزاولة العمل في القطاع الثقافي.

وعملت الوزارة على تعزيز فرص الطلاب السعوديين للقبول في الجامعات العالمية المرموقة، ورفع مستوى التنافسية، وإتاحة الفرصة للموهوبين والمتميزين في مجالات الثقافة والفنون من طلاب المدارس في مراحل التعليم العام للالتحاق بالمدارس والأكاديميات العالمية المتخصصة في الفنون والثقافة، وهي مدارسُ تعليمٍ عام متخصصة تركز على التنمية الشاملة لطلابها عبر الاهتمام بشكلٍ متساوٍ بالتعليم الأكاديمي الأساسي مثل الرياضيات، والعلوم، وتعليم الفنون. وتستهدف هذه المدارس الطلاب الموهوبين والمتميزين في الثقافة والفنون من الصف الخامس الابتدائي إلى الثالث الثانوي؛ لتطوير مهاراتهم وصقل مواهبهم، وتحفيزهم للوصول إلى أقصى إمكاناتهم، وتعزيز التبادل الثقافي عبر إتاحة الفرصة للطلاب للالتحاق ببرامج عالمية عالية المستوى في تعليم الفنون والثقافة، مما يؤهلهم للالتحاق بأرقى مؤسسات التعليم العالي العالمية.

ويندرج برنامج الابتعاث الثقافي لطلاب المدارس ضمن مبادرات إستراتيجية تنمية القدرات الثقافية في وزارة الثقافة، نحو تحقيق مستهدفات الإستراتيجية الوطنية للثقافة، تحت مظلة رؤية المملكة 2030، بهدف الاستثمار في التعليم الثقافي، وتحقيق التنوع في المهن الثقافية، وتعزيز التبادل الثقافي الدولي عبر توفير فرص للالتحاق ببرامج عالمية عالية المحتوى في تعلّم الثقافة والفنون.

كل هذه المبادرات تهدف إلى تسليط الضوء على الهوية الثقافية الأصيلة للمملكة، واستعراض مسيرتها المزدهرة في إطار رؤية المملكة 2030، إلى جانب جذب الاستثمارات العالمية في القطاع الثقافي السعودي، وتحفيز الإبداع والابتكار في ريادة أعمال المشاريع الثقافية، فضلًا عن تسليط الضوء على جهود المملكة في تحقيق التنمية المستدامة.

تابع المزيد: الرئيس التنفيذي لـ هيئة الأفلام السعودية بافتتاح مؤتمر النقد السينمائي: مستقبل صناعة السينما في الرياض

لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا «إنستغرام سيدتي»

وللاطلاع على فيديوغراف المشاهير زوروا «تيك توك سيدتي»

ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» «سيدتي فن»