اسمٌ بارز في عالم الموضة والجمال، انطلق من رحم المحلية إلى العالمية في سنٍ مبكرة، ليتجاوز حدود دور الأزياء بمفهومها المحدود، ويتحوّل إلى إمبراطورية عالمية، تُناطح الأسماء الكبرى، ويُصبح علامة مضيئة في كل ما يتعلق بالأمور الجمالية، لم يقتصر على الأقمشة والأزياء فحسب، بل امتد للأكسسوارات والديكور وصولاً إلى العقارات وغيرها.
الثراء السريع، كان هو الحلم الأكبر الذي شغل باله في صِباه، خاصةً وأنه كان مُدركاً أنه مُختلف عن باقي أقرانه، يمتلك موهبة تجميل الأشياء من حوله، إلى أنّ قادته الموضة لتحقيق هذا الحلم، في سنواتٍ قليلة، تاركاً خلفه كل التعليقات التي "تُقزم" من حلمه، أو وصفه بـ"الخياط".
التحوّل المؤسسي في رحلة إيلي صعب العملية، لم يأتِ بمحض الصدفة، بل استغرق سنواتٍ من الجهد والتخطيط والتعاطي مع الأمور من منظور أكثر مرونة وإيجابية، حتى صار اسمه رمزاً للإبداع والجمال والأناقة والفخامة.
نبذة عن مصمم الجمال إيلي صعب
"إيلي صعب" صاحب الـ61 عاماً، الذي نجح في الوصول إلى العالمية منذ تسعينيات القرن الماضي، يصف نفسه بكلماتٍ واضحة ومباشرة؛ إذ يقول: "أنا شاب لبناني، طموح، بسيط كون البساطة أقرب شيء لقلوب الناس، أفضل أن يكون الإنسان دوماً على طبيعته، دون تكلّف أو ادعاء".
فلسفته في الحياة، قوامها بسيط ومرن، حيث كشف عنها ناصحاً الأجيال الجديدة، قائلاً: "إن الشخص الذي يبحث عن النجاح، يجب عليه التحلي بالهدوء والصبر والوعي، وأن يكون مستمعاً جيداً، وينتبه لمختلف النصائح والملاحظات، والتفكير بكل كلمة، خاصةً وأن تلك الأيام أصعب كثيراً من زمننا، في ظل التطور الهائل الحاصل حولنا، كل ذلك يُساعد على الإبداع وتفجير الطاقات، وأن تكون ذا شأن عظيم في المجتمع".
لم يعد يعترف بكلمة "العالمية" أو يميل لها، ويرى أنها فقدت بريقها وأصالتها، مُبرراً ذلك بقوله: "العالم الآن بمثابة مكانٍ مفتوح في ظل الإنترنت والسوشيال ميديا، فكل شيء أصبح أمامي عبر شاشة الموبايل وبإمكاني الاطّلاع على أي أمر في لحظة، لذلك كلمة العالمية صارت مبتذلة وبلا طعم، ولا أهتم بها، الأهم بالنسبة لي أنني مواطن لبناني".
أبرز ما يُميز إطلالات إيلي صعب، إلى جانب مناسبتها لمختلف الأعمار، هو ابتعادها تماماً عن العُري؛ إذ يعتمد على الاستايلات الهادئة الناعمة والساترة إلى حدٍّ كبير، قائلاً: "الأنوثة بالنسبة لي أنّ تكون الملابس بعيدة عن الابتذال والعُري، ليست مُرادفاً للإغراء قط".
السيرة الذاتية والمسيرة المهنية لإيلي صعب
لم يكن يدري الطالب الصغير صاحب السبعة الأعوام، الذي يشتكي منه غالبية مُعلميه داخل المدرسة، كونه شارد الذهن طوال الوقت ويركز فقط مع رسوماته، أن يُحلق نحو العالمية، يُناطح الأسماء اللامعة في عالم الموضة والأزياء، ويُصبح رقماً هاماً في تلك المعادلة الصعبة، ويرفع اسم بلاده عالياً يتلألأ في السماء، "لبنان أعطاني كل شيء... فخور إني لبناني".
طفولة غريبة قضاها إيلي صعب، لم تُشر وقتها لما يجول بخاطره من آمالٍ وطموحات، فكان انطوائياً، لم يلعب قط مع جيرانه في الشارع، يقضي وقته داخل غرفته، ليبحث عن إجاباتٍ لأسئلته غير المنطقية، يميل دوماً إلى "عمه" الذي كان شغوفاً بالرسم هو الآخر؛ إذ كان متأثراً بموهبته وأفكاره.
رغم طفولته القاسية، من حروب وتهجير وحياة محدودة الموارد، كان يبحث دوماً عن مواطن الجمال من حوله، كارهاً للخراب والفوضى، "عندما كنّا نُقيم في بلدة الدامور، كان الشتاء قاسياً جداً علينا، كون المنازل كانت تقع على سهل مرتفع إلى حدٍّ ما، فكنت أسمع من وقتٍ لآخر عن غرق طفل ما، أو إصابة آخر وهكذا، وكنت أنزعج جداً من تلك اللحظات".
ويُشير "إيلي" إلى حجم الآلام النفسية التي أصابته جراء الحرب الأهلية، ويقول: "الحرب وقعت وأنا في سن التاسعة تقريباً، والمشاهد كانت قاسية جداً على طفولتي، فكنت أرى القذائف تسير من مسافات قريبة، لكن وقتها قررت أرى وأبحث عن الجماليات حولي".
تتبع هذا الطفل حلمه، وصار يجمع قطع الأقمشة الموجودة بالمنزل ويصنع منها مُنتجاً إبداعياً جميلاً؛ إذ يقول: "كانت الخروجة السعيدة بالنسبة لي، الذهاب مع والدتي وجدتي إلى السوق لشراء الأقمشة، ومن ثم التوجه إلى الخياط ليصنع منها الفساتين الجديدة"، متابعاً: "تعلمت من والدتي أنّ الدنيا ما لها حدود، وأستطيع تحقيق أحلامي، لذلك كانت لديّ ثقة أنني سأكون ذا شأنٍ عظيم بالمجتمع، لكن لم يكن بخاطري أنني سأكون مصمم أزياء".
في عمر الـ13، قرر إيلي، أنّ يخطو أولى خطواته الاحترافية نحو هدفه، حيث استعان بموظفتين قد تضررتا من إغلاق "المشغل" المجاور لمنزله، وذلك لمُساعدته في تصنيع فساتين جديدة، إلا أنّ والده اعترض بشدة آنذاك، لمجرد أنه لازال طفلاً صغيراً، لن يستطيع توفير أجرهما، فضلاً عن الفوضى التي أحدثها في المنزل، إلى جانب اعتراضه عن إهمال الابن لدراسته، حيث طلب منه التركيز في مسار التعليم فقط، إلا أنه لم يُبالِ لتلك الاعتراضات التي تحوّلت لاحقاً إلى رسائل دعم ومساندة، "عندما وصل عُمري إلى 18، بدأوا يشعرون بأنني على قدر المسؤولية وهناك جدية وطموح حقيقي".
إليكِ هذا الخبر: كريستينا صعب تشارك أحدث صورعائلية لزوجها إيلي صعب جونيور وولديهما في أحضان الطبيعة
أعمال وإنجازات إيلي صعب
إنجازات إيلي صعب، مُمتدة منذ سنواتٍ طوال، حيث شهدت طفولته رحلة طويلة منها، لاسيما مع حكاية "أول فستان" في سن الـ11، حيث استغل فرصة خروج والدته من المنزل، فجمع قطعاً من الأقمشة والمفروشات الموجودة بالبيت، وصنع منها فستاناً هدية لشقيقته التي تصغره بـ3 أعوام تقريباً، "لم أتمكن من مرحلة التطريز للنهاية بسبب ضيق الوقت قبل مجيء أمّي، وبكيت بشدة، واستعنت بجارتي والله، التي ساعدتني في الانتهاء منه سريعاً، وعندما حضرت أمّي فوجئت برد فعلها، حيث أصيبت بحالة من القهر، اعتقاداً منها أنّ ابنها سيُصبح (خيّاط السيدات)، وترى أنّ هذه المهنة تفتقر للنجاح، خاصةً وأنّ الأمهات يطمحن أنّ يُصبح أبناؤهن إما أطباء أو مهندسين، فقد واجهت اعتراضات كبيرة، كون عائلتي لم تُدرك حدود الطموح الذي بداخلي".
توالت إبداعات "إيلي" من ذلك الحين، ففي سن الـ14، وبالتزامن مع حالة الإغلاق شبه التام بسبب الحرب، كان يصنع الفساتين لشقيقتيه ومن ثم "بنت الجيران" إلى أنّ امتد الإنجاز ليشمل بنات المنطقة لتتوسع أعماله. وبعد عامٍ واحد كان على موعد مع فرصة لم تخطر على ذهنه، حيث تلقى عرضاً من صديقة والدته المُقربة، أن يصنع فستان زفاف ابنتها الذي سيُقام في باريس، ورغم دهشة الجميع باعتبار الأمر مُجازفة كبيرة، إلا أنها تمسكت به، "كانت مؤمنة بي لدرجة كبيرة، ورأت أنني سأكون نموذجاً ناجحاً في المستقبل".
"إيلي" كان مُدركاً لحدود موهبته وكذلك إدارتها، لذلك عاد سريعاً من باريس عام 1983، بعد التحاقه بإحدى مدارس الموضة هناك، كونه شعر بحالة أقرب إلى إهدار الوقت، وأنه لا فائدة من تلك الدراسة، "عُدت إلى بيروت مُجدداً، وأنشأت مشغلاً خاصاً بي، وبعدها نظمت ديفيليه في كازينو لبنان"، الذي لفت الأنظار له بشدة آنذاك وحقق نجاحاً كبيراً، لذا يُعتبر هذا الحدث هو نقطة الانطلاقة المهنية له؛ إذ أعقبه تنظيم ديفليه آخر في باريس، ليُحقق حضوراً لافتاً هناك، "كانت لديّ رغبة وطموح لأثبت وجودي بكلّ قوة، وخرجت نحو العالمية لشعوري أنّ المنطقة صغيرة على أحلامي".
صفحات عدة في صحيفة إنجازات إيلي صعب، منها عضوية الغرفة الوطنية للموضة الإيطالية عام 1997، ليُصبح أول مصمم أزياء غير إيطالي تُقبل عضويته في الغرفة، الأمر الذي أتاح له فرصة المشاركة في أسبوع الموضة في روما وعرضه أبرز أعماله، ومن ثم الانضمام لـ"اتحاد الأزياء الراقية" في باريس عام 2003.
ثقة كبيرة، اكتسبها "إيلي" في ظل النجاحات التي يُحققها، حتى صارت تصاميمه عنواناً للتألق بين النجمات اللواتي حرصن على ارتدائها، لعل أبرزهن هالي بيري، أنجلينا جولي، جينيفر لوبيز، بيونسيه، تايلور سويفت، ناتالي بورتمان، بليك ليفلي، وكايتي هولمز.
في نوفمبر 2024، احتفى موسم الرياض بالمملكة العربية السعودية، بإبداعات إيلي صعب، وتتويج مسيرة تجاوزت الـ45 عاماً، من خلال تنظيم حفل أسطوري تحت عنوان "The 1001 Seasons of Elie Saab" شهد قرابة 300 إطلالة مختلفة، بمشاركة 40 من أشهر العارضات حول العالم.
الحياة الشخصية لإيلي صعب
الحياة الشخصية لإيلي صعب مليئة بالمحطات البارزة، بدايةً من نشأته لأسرة متواضعة، حيث كان الابن الأكبر بين 5 أبناء، فقد كان مهموماً بحلم الثراء السريع رغبةً منه في تحمل المسؤولية عن والده البسيط الذي كان يعمل في التجارة، "والدي كان يعمل لساعاتٍ طوال حتى يُلبي احتياجات أبنائه فقط، وأنا طموحي في تلك الفترة التي أعقبت التهجير، هو جلب الأموال حتى يستريح والدي بالمنزل. والأزياء كانت الطريق الأقرب لتحقيق هذا الحلم".
ويُعد حادث وفاة شقيقته مصممة الأكسسوارات "منى صعب" عام 2004، واحداً من أصعب المواقف الحياتية التي عاشها، حيث رحلت في ريعان شبابها عن عمرٍ ناهز 37 عاماً، إثر مضاعفات مع سرطان الثدي، "وفاة أختي كانت من أصعب مراحل حياتنا في العائلة، ورحيلها غيّر نظرتي للحياة والموت، وصرت أتعامل مع الحياة بطريقة مُختلفة تماماً".
في يوليو عام 1990، كان "إيلي" على موعد للانتقال إلى مرحلة جديدة والدخول لـ"عِش الزوجية"، بزواجه من السيدة "كلودين صعب"، التي تُعد شريكاً أساسياً في رحلة نجاحه، فقد صنع فستان زفافها بنفسه، ليُقدم إطلالة مميزة وغير مُعتادة، فلم يخرج الفستان باللون الأبيض في صورته التقليدية، بل أضاف تطريزاً باللون الذهبي، "عادة، لا أحب فستان العروس أنّ يكون أبيض فقط، لأنه لا يُبرز العروس بأي حالٍ من الأحوال، وأحياناً البياض يُزعجها في التصوير".
لم يخلُ حديث للمصمم العالمي عن زوجته، إلا ويستغل الفرصة ليُعبر عن حجم حبه وامتنانه لها؛ إذ يصفها بقوله: "مفتاح راحتي يكمن في ضحكة زوجتي، وأحكي معها يومياً، فعلاقتي بها مُميزة للغاية"، متابعاً "زوجتي لها فضل كبير على نجاحي ونجاح عائلتي، وبدونها لن يكون الوضع هكذا، اعتنت بالأبناء وأنا في الغُربة وأسست كياناً أسرياً، وكانت توازن ما بين البيت والعمل في الوقت نفسه".
"إيلي" لديه 3 أبناء من زوجته كلودين، وهم: إيلي جونيور، سيليو وميشيل، "جونيور" قد يمكن اعتباره هو النموذج الأقرب لوالده؛ إذ إنه شغوف بعوالم الموضة والجمال، وله دور كبير في توسعة بيئة العمل، فقد حصل على ماجستير في الإدارة والتسويق من جنيف، وماجستير في الموضة والماركات الفاخرة من ميلانو، ويشغل حالياً منصب المدير التنفيذي لدار "Elie Saab World"، فيما تزوج عام 2019 من كريستينا مراد، التي أنجبت طفلين، وهما: "صوفيا" و"إيلي".
أما "سيليو" الذي تصدر عناوين الصحف والتريند قبل نحو 5 أشهر وتحديداً في يوليو الماضي، بسبب حفل زفافه الأسطوري من الأردنية زين قطامي، والذي استمر لـ3 أيام، فيما يستعدان لاستقبال مولودهما الأول، فهو الابن الأوسط لوالده، ويبلغ من العمر 30 عاماً تقريباً، ويعمل في مجال تنظيم المناسبات.
للمزيد من الأخبار: سيليو صعب يحتفل بيوم ميلاد زوجته زين قطامي بصورة رومانسية
أحدث الصور لإيلي صعب
الشهرة الكبيرة التي يحظى بها إيلي صعب بين مُحبي عالم الموضة، دفعته لتكون حساباته على منصات التواصل الاجتماعي، جزءاً لا يتجزأ من مؤسسته، بعيدة عن الحياة الشخصية تماماً، لذا من النادر وجود صور له عبر تلك الحسابات التي يتجاوز متابعوها 21 مليون شخص.
الحسابات الرسمية تستهدف اتباع أحدث الطرق في التسويق الإلكتروني، وزيادة الوعي بالعلامة التجارية، بما يضمن تحقيق تواصل فعّال مع الجمهور وتعزيز النمو، فضلاً عن الانتشار حول العالم.
ورغم عدم قناعته إلى حدٍّ كبير بانتشار ثقافة "الشراء أونلاين" التي صارت منتشرة بين كثير من الشعوب حول العالم، إلا أنه يسعى لمواكبة تلك التغيرات لضمان الحفاظ على نجاحه؛ إذ يقول: "لديّ قناعة قديمة أنّ العميل يجب أنّ يكون واقفاً أمامي لأرى هيئته، وهل سيكون التصميم مناسباً له من عدمه، لكن الأجيال الجديدة صارت تُفضل الشراء عن بُعد".
قد ترغبين في معرفة زين قطامي تعلن حملها بجلسة تصوير مميزة جمعتها بزوجها سيليو صعب
صور مع العائلة لإيلي صعب
يُعد نجاح إيلي صعب في عالم الجمال، نابعاً من نجاح حياته الأسرية، المُمتدة منذ أكثر من 3 عقود كاملة، حيث نجح في تحقيق التوزان بين الناحيتين، ويحترم طبيعة العلاقة مع زوجته وأبنائه، لذا يقضي معهم وقتاً طويلاً، ويحرصون على تسجيل تلك اللحظات السعيدة وتوثيقها، عبر الصور والفيديوهات، ونشرها على منصات التواصل الاجتماعي.
صورٌ مختلفة من عشرات المناسبات، التقطها أفراد عائلة "صعب" تُظهر حجم الترابط بينهم والروح الطيبة التي نشأوا عليها، حيث تحظى تلك الصور بتفاعل كبير عبر منصات التواصل الاجتماعي، لاسيما وأنها مليئة بلحظات من الدفء والحب فضلاً عن البهجة والسعادة.
يمكنكم التعرف إلى: كريستينا صعب تحتفل بيوم ميلاد ابنتها صوفيا.. صورتهما على الدراجة الهوائية خطفت الأنظار
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا "إنستغرام سيدتي".
وللاطلاع على فيديوغراف المشاهير زوروا "تيك توك سيدتي".
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر "تويتر" "سيدتي فن".





