تُمثّل مجموعة إيلي صعب الربيعية ضمن أسبوع باريس للموضة، نقلة نوعية في أسلوب المصمم إيلي صعب، المعروف بتصاميمه الفخمة للسهرات. وانتقل إلى التركيز في ربيع 2026 على القطع المنفصلة الرياضية والجذابة في مجموعة من موضة الثمانينيات: تنانير ضيّقة عالية الخصر، وسترات أنيقة بأكتاف مكشوفة، وجوارب طويلة منقّطة، ومعاطف ترنش من جلد الثعبان. ولا ننسى نقشة الطبعات الأسكتلندية المربعة التي لفتتنا على منصات العرض.
في كواليس العروض، لاتزال خبيرة الموضة الصحافية والناقدة كارين رويتفيلد Carine Roitfield، تُنسّق عروض أزياء صعب منذ العام الماضي؛ بدءاً من عرضه المذهل، الذي احتفى فيه بأكثر من 300 إطلالة في المملكة العربية السعودية في نوفمبر الماضي، وصولاً إلى اليوم. وقد كان تأثيرها واضحاً، لجهة الأزياء المنقطة، ومعاطف الترنش المنسّقة مع النظارات الشمسية العصرية.
اتسمت مجموعة إيلي صعب الجاهزة بالطابع الرياضي وبالحيوية؛ إذ يمكن بسهولة ابتكار إطلالات عديدة من القطع التي يمكن تنسيقها ومزجها؛ بدلاً عن تبنّي الإطلالات الكاملة؛ مفسحاً الحرية للنساء العصريات لاختيار ما يحلو لهن.
كما لفتتنا الفساتين القصيرة، وخاصة المصنوعة من الجيرسيه المنسدلة، والسراويل الحريرية المُعالَجة لتبدو كالدنيم، في محاولة لاستقطاب النساء العصريات ومتاجر التجزئة العالمية. فلقد صرّح الرئيس التنفيذي للدار، إيلي صعب جونيور، بأن خطة العلامة التِجارية تُؤتي ثمارها حتى الآن. وأضاف لموقع وِمنز وِير دايلي الخاص بالموضة، بأن المبيعات نمت بنسبة 28% حتى الآن هذا العام؛ مدفوعةً بشكل رئيسي من قطاع الملابس الجاهزة.
تابعي المزيد عن "دقات القلب" أول مجموعة من المصمم بيتشولي لدار بالنسياغا بحضور جورجينا رودريغيز
نبض الثمانينيات وجلد الثعبان يعود بقوّة
في العرض، كانت الأجواء مظلمة ودخانية، مع أضواء خافتة وموسيقى صاخبة. فأزياء إيلي صعب الجاهزة لربيع وصيف 2026 بعيدةٌ عن الطابع الرومانسي المعتاد. أهدى المصمم مجموعته لكلّ امرأة طموحة وجريئة، لكنها عصرية. واستعان بالدرجة الأولى بجلد الثعبان والسحلية، وبالقماش المنقّط الشفاف والجلد اللامع، بقصات تنانير ميدي وبلوزات كروب جريئة.
كما تلتقي الخياطة الأنيقة بالأقمشة الرقيقة؛ حيث انسابت الفساتين بقصات High & Low، وامتزجت التنانير بأقمشة استوائية بطبعات بريّة مزدانة بالكشاكش مع بلوزات ضيّقة جلدية. وسحرَنا تصميم المعاطف المصنوعة من جلد الثعبان والأحزمة البنية. واستعان المصمم باللون البنفسجي الباستيل والأصفر والليلكي والوردي، وبلمسات من الأحمر التي برزت على شكل أساور عريضة سميكة. كما غلبت درجات اللون البني المحمَر والزعفراني والحجري؛ مؤكدةً على سهولة تنسيقها بطريقة تعجز عنها الألوان الزاهية.
كما حملت تأثيرات التدرُّج اللوني، وتقنيات الدرابيه التي تحتضن القوام، والطابع الميتاليكي، سحراً ميّز مجموعته الجديدة؛ فتحوّل مكان العرض إلى احتفال بقوة المرأة العصرية، مقترنة بالأحذية البلاتفورم والحقائب الجلدية المطبعة. ولا ننسى الجوارب الشفافة المنقّطة التي أعادتنا إلى أجواء الثمانينيات في قالب راقٍ وعصري.
لقد ظهرت نقوش الثعبان آخر مرة على منصات العرض لدى إيلي صعب في عام 2017، ضمن مجموعة إيلي صعب لربيع وصيف 2018. وهي ليست جديدة على الدار، ولكن بعد مرور ما يقرب من عَقد من الزمان؛ فإن عودتها موضعُ ترحيب بالتأكيد. واقترنت بالأزياء المزدانة بالشراشيب، التي ازدانت بأكتاف منسدلة وقصات ميدي.
قد يهمك أن تتابعي رامي العلي يستوحي مجموعته لصيف 2026 من الفنان العالمي كلود مونيه
