mena-gmtdmp

خيانة منْ؟

خيانة منْ؟

 

سيدتي مشكلتي فريدة من نوعها، اكتشفت أن زوجي يخونني معي عبر الإنترنت..

عمري 35 عامًا، متزوجة منذ عشر سنوات، أنجبت طفلين، اكتشفت مؤخرًا أن زوجي أدمن الدخول إلى غرف الدردشة على النت، في البداية لم أكن أعرف أن له عنوانًا إلكترونيًّا خاصًّا غير العنوان الذي أعرفه، وفي أحد الأيام اكتشفت العنوان السري، وقررت أن أبحث الأمر، تواصلت معه بعنوان جديد وباسم مستعار، المهم هو أنه رحب باتصالي، ولم يهتم أن يسأل كيف وصلت إلى عنوانه، كان هدفه الوحيد تعميق التعارف وعرض عليّ أن ألقاه في منزله الخاص، أعطاني رقم هاتف خاص لم أكن أعرفه.

هكذا اكتشفت أنني أعيش مع زوج خائن، له بيت خاص وهاتف خاص وعالم خاص، شخصيته على النت هي شخصية مراهق مندفع، بينما هو في حياته العادية إنسان خجول يشغل منصبًا مسئولاً، ويتمتع باحترام الكبير والصغير، أكاد أفقد صوابي من هول الصدمة.

 

المذهولة ظبية

 

عزيزتي لقد أُمرنا بألا يتجسس بعضنا على بعض، وما أقدمت عليه هو تجسس لا يجوز، ولم تجنِ منه سوى الشقاء وعدم الأمان والاستقرار، أنت زوجة لم يكن ينقصها شيء، ولم يرد في رسالتك ما يدل على أنه زوج يسيء معاملتك، أو يُقصر في الإنفاق أو يقسو على أولاده، وإقباله على غرف الدردشة دليل على أنه يبقى داخل البيت ولا يسهر خارجه، ودليل على أنه يعاني من فراغ، ولو وجد في صحبتك وفي حديثك ما يسره ويشبعه لما بحث عن إشباع في عالم الفانتازيا، فانتازيا غرف الدردشة هي إثارة مجانية لا تحمل منْ يمارسها أية مسئولية، طرفاها يعقدان اتفاقًا ضمنيًّا على قطع الوقت والتظاهر بأن الخيال حقيقة، كل منهما يمارس الكذب على الآخر، ويتظاهر بما ليس فيه لكي يجني المزيد من الإثارة، كلاهما يفعل ما يفعل وهو خائف وخزيان، وكلاهما يُدرك بأنه جبان يتستر وراء قناع وهمي، وغالبًا ما تنتهي تلك العلاقات كما بدأت، إلا في حالات استثنائية وتأكدي أن عدد الضحايا من الإناث أكبر بكثير من عدد الضحايا من الرجال.

 فما الذي دفعك للتنبيش والتجسس؟ وما الذي دفعك لممارسة فعل قبيح كتقمص شخصية وهمية ومجاراة رجل في الأحاديث التافهة على النت بحيث دعاك إلى خلوة ومنحك أرقامًا سرية قبلت؟ أليس هذا فعلاً قبيحًا؟ ولو جاء يوم واكتشف زوجك هذا العبث ألن يُداخله شك في أنك أقدمت على العبث مع غيره بنفس الأسلوب؟ أنا هنا لا أتهمك وأبرِّئه من الاتهام، ولكني أردت فقط أن أُنبهك إلى أن معالجة الخطأ بخطأ لا يمكن أن يؤدي إلى صواب.

لو فكرت في مواجهته لابد أن تكوني مستعدة للنتائج، سوف ينقلب السحر على الساحر، لأنك لو حاصرت حيوانًا خائفًا في غرفة مغلقة، فإما أن يثِب للذود عن نفسه وإما يمنحك فرصة لقتله، لو واجهت زوجك سوف يحوِّل إحساسه بالذنب إلى وسيلة هجوم عليك، وقد تجدين نفسك مخيَّرة بين قبول هذا الواقع المهين أو هدم البيت وفض الشركة الزوجية، وكلاهما في رأيي أمران أحلاهما مر.

ولذلك أنصحك بالانتظار فترة لكي تهدئي تمامًا، ثم حاولي أن تُغيري إيقاع الحياة في البيت بأجندة اجتماعية نشطة من الخروج والزيارات، جدِّدي العلاقة مع زوجك واعتبريه مشروع ولد شارد أو عاق، وأنه يستحق الرعاية، لأنه يمتلك صفات إيجابية كثيرة، ولكن إياك والتعريض به أو كشف سره للآخرين، اطلبي من الله أن يهديك ويهديه حتى تستقر الحياة، تأكدي أن عبثه على النت لا يهدد حياتك معه وإنما هو وزر يتحمله وحده، ولابد أن يُراجع نفسه يومًا حين يصحو ضميره، ويدرك نعمة الله التي أنعم بها عليه من زوجة وولد ووظيفة جيدة واحترام الناس له.

 

جحيم الشك

 

سيدتي لا أعلم من أين أبدأ مشكلتي، أنا في حيرة من أمري، لقد تزوجت قبل أربع سنوات زواجًا تقليديًّا، وبعد الملكة نشأ بيننا حب يُضرب به المثل، ولله الحمد زوجي ملتزم ومتدين ولا يدخن ولا يسمع الأغاني، وأنا مرتاحة معه إلا من نوبات من الشك فيه لا أعلم من أين تأتيني، لقد زادت المشاكل لدرجة أنني طلبت الطلاق أكثر من مرة، وفي بعض الأحيان يسألني من أين تأتي هذه الأفكار، إذا ذهب لعيادة الطبيب أتصور أنه سوف يُعجب بالممرضة، وإذا خرجنا للسوق أتصور أنه سوف يكلم البائعة، ولكن دون أن يكون لديَّ دليل، أراقب تصرفاته ونظراته وأشك في أفعاله، نحن مغتربون بعيدًا عن الوطن، وليس لي منْ أتخفف معه بالبوح، أرجوك ساعديني.

 

ابنتك الخائفة

 

عزيزتي لمست في رسالتك الكثير من المبالغة، والتي إنْ كانت في موقعها، الصحيح وتعكس واقع حالتك النفسية وسلوكك مع زوجك، فأنت بحاجة إلى تدخل معالج نفسي، هل سمعت بالقول: إن الحذر لا يمنع القدر؟ مهما راقبت سلوك زوجك، وتتبعت كل خلجة وكل لفتة لو شاء قدرك أن ينظر لغيرك لفعل، وبما أنه رجل ملتزم وزوج صالح باعترافك عليك بالبحث عن أسباب الشك في دواخلك أنت، والاستعانة بمن يستطيع أن يكشف سر هذه الحالة من التوتر وعدم الاستقرار، لِمَ كل هذا الافتقار إلى الأمان والثقة؟ ألا تشعرين بأنك إنسانة تستحق حب الزوج وإخلاصه لها؟ هل هناك في تجاربك ما يشعرك بأن الانتقام منك وارد؟ لقد اختارك زوجك من دون كل النساء في العالم، ويعاملك بما يرضي الله والناس، ثم إنه لا يمكن لإنسان ذكرًا كان أم أنثى أن يُجبر آخر على الود والإخلاص، الزواج سكن وأمان وشبكة من العطاء وتقبُّل الود والرحمة؛ فإنْ ذهب الود بسبب الشك دون مناسبة ضاعت الرحمة وانهار الزواج، كونك مغتربة لا يعطيك الحق في محاصرة زوجك، بحيث تُعدين أنفاسه، نصيحتي هي البحث عن أقرب معالج نفسي، والاستعانة بخدماته على مدى عدة جلسات لكي تكتشفي جذور مشكلتك في الماضي والتي اختزنها اللاوعي.

 

إنسان فاضل

 

سيدتي أنا أريج من المملكة العربية السعودية، لقد شاورتك في مشكلتي منذ عام وساعدتني في حلها، وهاأنا أطلب مشورتك مرة أخرى، أتمنى أن ترسلي لي وسيلة اتصال بمعالجة نفسية يمكنها أن تساعدني في صقل شخصيتي وتحسين تفكيري، أريد أن أكون أفضل مما أنا عليه لكي أُقبل على حياة جديدة، هذا مطلب ضروري فأرجوكِ أن تساعديني، أنتظر ردك في أقرب فرصة وأكون شاكرة.

ابنتك أريج

 

عزيزتي ليس فيما طلبت ما يُؤخذ عليك، فلكل مشكلة حل ولكل داء دواء، ولكني مع ذلك أريدك أن تدركي أن فيما طلبت ميلاً للتخلي عن مسئولية الذات، فإنْ كنت متعشمة أن تمتلك المعالجة النفسية عصا سحرية تلمسك بها فتتبدلين من حال إلى حال؛ فهذا نوع من الخيال وميل للتواكل والاعتماد على عوامل خارجية في تحقيق التغيير المطلوب.

منْ يطلب أن يكون أفضل مما هو عليه قادر على تحقيق المعادلة، المهم هو مواجهة النفس والاستعداد للنِّزال مع الظروف والاشتباك مع الحياة، فما من مشكلة إلا ووجدت طريقها إلى الحل لو تخلى صاحبها عن دور الضحية وحلل واستنبط وتحمل وذاق حلاوة بلوغ الأمل.

لو سألت نفسك كيف يمكنك أن تكوني إنسانًا أفضل، عليك أولاً تحديد وفهم الصفات التي تجعل الإنسان إنسانًا أفضل، ولنا في أخلاق الصادق الأمين أسوة، الصدق والأمانة كانتا صفتين تميز بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن وصاياه أنه قال: «لن يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه»، وقد أوصانا الله بالابتعاد عن الغيبة والنميمة، وأوصانا بأن نرحم المسكين ونُحسن إلى المحتاج، ولا تنسي بر الوالدين وذكر الله ومحاربة الكبر والخيلاء، أحسني الظن بربك وأحسني الظن بغيرك يرتح ضميرك وينشرح صدرك وتُقبلي على حياتك وتنتظري المستقبل بشوق وتفاؤل.

أتمنى أن أكون أفدتك، وإنْ كنتِ مازلت بحاجة إلى المعالجة النفسية فاكتبي لي مرة أخرى ولكِ ما تشائين.

 

ردود

 

محمد السنهوري

قد يكون ظنك في محله ولكنك لا تمتلك دليلاً، وإلى أن تحصل على الدليل لا تُقاطعه لأنك ربما تؤثر عليه إيجابيًّا ما دامت الصداقة مستمرة.

 

زهور – تونس

يا ابنتي إن الله ليس بظلام للعبيد، اختاري ما تشائين واعلمي أنه لا طموح ولا ثراء ولا شهرة توازي ما يمنحه لك الولد من إشباع.