عن الصدق والصداقة!!

في الغرب يقولون: إذا أردت أن يكون لديك صديق وفيٌّ «اشتر كلبًا ولا تستعره من جارك»

 وإذا أردت صديقًا يستمع إليك من دون أن يفضح أسرارك فصادق كلبًا لذلك نجد أن الكلاب في الغرب تحظى بعناية فائقة. ليس لأنهم يمنحون كلابهم عناية فائقة. ولكن لأنهم يعتنون بأصدقائهم. فهم يبحثون عن صداقة في علاقتهم بعد أن عزّت الصداقة مع بني البشر.

هذه العلاقة في ظاهرها مقززة وخارجة عن السلوك الإنساني.. ولكن في باطنها هي قمة الفلسفة الإنسانية. فالإنسان في صداقته مع الآخرين يبحث عن صدق العلاقة بأكبر قدر من الصدق، وإن لم يجد فبأقل قدر من الكذب. ولكن عندما يكتشف أن الصداقة ما هي إلا الكذب متنكرًا بثياب الصدق يجد أن صداقة الكلب أكثر صدقًا ووفاءً من صداقة الناس..

فهو في أسوأ الأحوال يستمع إليك عندما لا تجد من يسمعك.. وليس لديه رغبة خفية بأن يفضح أسرارك.. فأسرار الناس لا يفضحها الناس الغرباء بقدر ما يقوم بهذه المهمة النبيلة أقرب الأقرباء والأصدقاء.

لذلك نجد أننا ندعو كل صباح ´اللهم احمني من أصدقائي. أما أعدائي فأنا كفيل بهم..

فأسوأ شيء في عالم الصداقة أن ينقلب الصديق على الصديق، ويصبح الصدق عيبًا والكذب ضرورة اجتماعية. فتظفر بأكبر حزب من الكذابين الذين يكتبون أسماءهم في نادي الصدق بشكل مزور لنفاجأ بأننا نحن مارسنا هذا التزوير لسنوات طويلة عندما كنا نضع أسماءهم في أجندتنا تحت مسمى قائمة الأصدقاء. وهم أبعد ما يكونون عن الصداقة.

فما أكثر الناس المنكسرين من أصدقائهم لأنهم أخطأوا في اختيار الأصدقاء.. فاختاروا أعداء في ثياب الأصدقاء لذلك أصبحت عندهم صداقة الكلاب أكثر وفاء من صداقة البشر ومعهم بعض الحق في ذلك. فلم نسمع أن كلبا ´عض يد صاحبه التي امتدت إليه لتساعده، ولكننا نسمع كل يوم عن صديق يعض يد صديقه التي امتدت إليه في محنته. ولم نسمع أن صديقًا أضرب عن الطعام لأنه فقد صديقه.. ولكننا نسمع عن كلب أضرب عن الطعام بعد أن فشل في أن يساعد صاحبه الذي لقي حتفه أمامه، ووقف عاجزًا من دون أن ينجح في مساعدته!!

شعلانيات:

الماضي جميل لأنه ذهب ولو عاد لأصبح بشعًا!!

المستقبل أجمل لأننا مازلنا نحلم به ولو تحقق الحلم لما عاد جميلاً؛ لأنه لم يعد حلمًا وإنما حاضرًا!!

مغفل من لا يعتقد أنه كان مغفلاً يومًا ولو لمرة واحدة!