ماذا تريد المرأة من الرجل؟ وماذا يريد الرجل من المرأة؟ سؤالان قديمان ويتجددان دائمًا في كل زمان ومكان.
ومواصفات الرجل المثالي والمرأة المثاليَّة تغيرت في أوائل القرن العشرين، وفي منتصفه، وفي أوائل القرن الحادي والعشرين.
في كتابه «المرأة الوحيدة وأمير الأحلام» يرصد الباحث الاجتماعي الفرنسي «جان كلود كوفمان» التغيير المستمر في أوضاع المرأة التي أصبحت أكثر ثقافة ونجاحًا في العمل، وبالتالي باتت مستقلة معتزة بشخصيتها، ولم تعد تعتبر الزواج ضرورة اجتماعيَّة لابد من الوصول إليها بأي ثمن.
أظهرت عدة دراسات واستفتاءات أنَّ مواصفات الرجل المثالي في عيون المرأة حاليًا تتمثل في عقله وذكائه، وأنَّ توافر هاتين الصفتين في رجل يؤدي بالمرأة إلى التنازل عن شرط الوسامة كأن يكون طويل القامة، رشيقًا، وأزرق العينين.
وأثبتت الدِّراسات أيضًا أنَّ هذه المميزات الشكليَّة للرجل تراجعت أمام المواصفات التي تجدها المرأة اليوم أكثر أهميَّة، وجاءت مواصفات خفة الظل في المرتبة الثانية بعد عقل وذكاء الرجل بالنسبة للمرأة العصريَّة المعاصرة. ويؤكد الباحث الاجتماعي الفرنسي «كوفمان» في كتابه أنَّ أقصر الطرق للوصول إلى قلب المرأة هو خفة ظل الرجل الذي يمكنه مداعبتها، ومفاجأتها بمواقف طريفة دائمًا، وأنَّ المرأة العصريَّة أيضًا يجذبها الرجل ذو الشخصيَّة القويَّة، الذي يقتحمها ولا يقبل التنازل عنها.
وهناك صفة أخرى في الرجل لا تتنازل عنها المرأة، ويراها «كوفمان» سبب المشكلات التي تعترض حياتها، وهي العطاء بسخاء، فالمرأة بطبيعتها تحبُّ أن تعطي وتغدق على من تحب بالعواطف والاهتمام، في حين أنَّ الرجل لا يستطيع أن يبادلها العطاء بالقدر نفسه؛ والسبب أنَّ الحبَّ في حياة الرجل لا يشغل المساحة ذاتها التي يشغلها في قلب وعقل المرأة.
وفي اعتقاد الباحث الاجتماعي الفرنسي «كوفمان» أنَّ الاختلاف في قدر العطاء بين الرجل والمرأة يؤدي في الغالب إلى هدم وإحباط للمرأة، التي غالبًا ما تفضل الابتعاد عن الرجل غير المعطاء والاستقلال بحياتها.
في نهاية كتابه ينصح «جان كلود كوفمان» المرأة بالتخلي عن مواصفات أمير الأحلام التي تنتظرها طويلاً، وأن تتقبل الواقع كما هو إذا كانت تود أن يشاركها رجل حياتها؛ لأنَّ الوحدة القاسية التي تعيشها المرأة من دون الرجل قد تتحول إلى جحيم أكثر إيلامًا من الألم الذي ينجم عن ارتباطها برجل لا يشبه أمير الأحلام.
أشياء أخرى:
«أحيانًا لا يعرف الرجل ما تحبه المرأة فيه، وكذلك المرأة، وقد يكون هذا هو سرّ الوفاق بينهما».