تمّ مؤخراً، برعاية الأميرة بسمة بنت طلال، افتتاح مهرجان الفحيص في الأردن، التي أوقدت شعلته العشرين في مدينة الفحيص الريفية الجبلية، وسط حضور رسمي وإعلامي كبير واحتفالات فنية. «سيدتي» تابعت فعاليات المهرجان في التقرير التالي:
لم تعد المدرجات العتيقة تمتلئ بعشاق
الفن ولا طاولات الفنادق الفخمة تمتلئ بمحبي الطرب والسهر. وقيل إن أسباباً مالية وعدم
وجود جمهور كاف جراء ارتفاع أسعار التذاكر غير المسبوق في حفلات الماتينيه بالأردن
كانت وراء إلغاء حفل ميريام فارس وشاغي، وفشل حفل جورج وسوف الذي لم يستقطب سوى عدد
قليل من الجمهور الأمر الذي لم يعجب الوسوف. فاختفى وتوارى عن الأنظار وخيّب آمال محبيه
بعدم التزامه بالغناء لمن حضر من أجله من الأراضي المحتلة. مهرجانات عدة مهدّدة بالتوقف
جراء ارتفاع أجر الفنانين العرب الذي سيؤدي في نهاية الأمر إلى توقف العديد منهم عن
إحياء الحفلات. فبعد إيقاف مهرجان جرش الدولي للثقافة والفنون العريق جراء تعثره المالي
وخسارته المتلاحقة نتيجة خلل ما، كان أحد أسبابه أجور الفنانين العالية التي لم تغطها
عائدات حفلاتهم، يواجه مهرجان الفحيص الأردني العريق المشكلة ذاتها. ورغم ذلك، تحدّى
ظروفه المالية الصعبة وعدم دعم القطاع الخاص له، وأطلق فعالياته.
شعلة الطرب الأولى
أوقد ابن الفحيص الفنان الأردني جهاد سركيس شعلة الطرب الأولى في حفل الافتتاح في الموعد المحدد تماماً، دون أن يتأخر دقيقة واحدة في زمن اعتاد فيه الجمهور ظاهرة تأخر الفنانين عن حفلاتهم، فغنى وأطرب وقدم أجمل الأغاني.
وعلق كثيرون عن سر مشاركة الفنان جهاد سركيس للسنة الثانية في المهرجان دون غيره، وقيل إنه مدعوم من الإدارة كونه أحد نجوم المدينة البارزين ويحظى بشعبية تضمن لحفله النجاح الفني والجماهيري. لما التقته «سيدتي»، طرحت السؤال عليه فلم يستفزه، بل أجاب مبتسماً: "لست مدعوماً من إدارة المهرجان ولا من بلدية المدينة كما تشيّع أصوات هنا وهناك، أنا أعطي الأولوية لمهرجانات بلدي على أي حفلات خاصة قد أتقاضى عنها أجراً أعلى".
نجوم المهرجان الأردنيون
وكان الفنان هاني متواسي نجم ليلة المهرجان الثانية، كما حظيت ليلة الفنان اللبناني شوقي عواضة بنجاح طيب رغم أن مشاركته هي الأولى في المهرجان. وشارك في ليالي المهرجان الفنان الأردني ماجد زريقات وفرقة المدار الفنية للمكفوفين وفرقة اللوزيين.أما مسرحياً، فقد عرض نجم الكوميديا حسين طبيشات مسرحيته الكوميدية الإجتماعية «سجل أنا عربي». وغابت بطلتها النجمة التلفزيونية سهير فهد لتعرضها لوعكة صحية مفاجئة.
لقاء مع مدير المهرجان
وفي دردشة خاصة اعترف لنا رمزي سماوي، مدير مهرجان الفحيص الأردني، الذي مضى على انطلاقه 20 عاماً ويحتل موقعاً هاماً في الأردن بكل الأسرار قائلاً: «انطلق المهرجان بميزانية ضئيلة لا تتجاوز الـ 45 ألف دينار أي 60 ألف دولار بجهودنا الذاتية التطوعية. ولم نستطع هذا العام ولا العام الماضي التعاقد مع فنانين عرب، والسبب ببساطة أن الفنان ومدير أعماله يغاليان بالأجر إن وجد منا إصراراً عليه. لكن الفنانين الكبار يتعاونون معنا مالياً ويختصرون تكاليف استقدامهم عبر تخفيض عدد مرافقيهم لمعرفتهم بأن معجبيهم البسطاء لا يستطيعون حضور حفلات الفنادق الخاصة لارتفاع أسعار تذاكرها ويجدون فرصتهم في المهرجانات الشعبية كجرش الذي توقف قبل ثلاثة أعوام ثم الأردن والفحيص وغيرها من المهرجانات الأردنية.
تفاصيل أوسع تجدونها في العدد 1537 من مجلة "سيدتي" المتوفر في الأسواق