نجدت أنزور: جمال سليمان رفع من شأن أمل بوشوشة وهي أفضل من مثّل لأول مرة

 

 

•        سبّب مسلسل "ما ملكت أيمانكم" زوبعة من الانتقادات لك ولمن شاركوا فيه. فهل أعاد المسلسل نجدت أنزور للأضواء مجدداً؟ ولماذا كل هذه الحملات ضدّه؟

-        بطبيعتي، أنا لا أتملّق، بل أشير صراحةً إلى أماكن الخطأ في مجتمعنا العربي. ولقد قدّمنا في العمل الفساد ومجموعة من الأخطاء الموجودة في المجتمع والتي تحتاج إلى إصلاح. هناك من انتقد العمل وهناك من أيّده ورأى فيه إشارات إلى الخلل وما يجب إصلاحه في المجتمع. من شاهد العمل اكتشف أنه ليس ضد أي جهة أو دين أو فئة، وما حقّقه أنه كسر "التابوهات" التي يقال إنها محرّمة ولا يجوز الاقتراب منها.

*هل خضع المسلسل للرقابة؟

-        نعم، لقد خضع للرقابة في سوريا، وأُعطيت الموافقة على عرضه. فهو ليس ضد الدين أو المعتقدات. ولو كان كذلك لما سمح به أصلاً في سوريا ولما عُرض على قنواتها. من ينتقد العمل فرأيه مردود عليه. لقد أصبحت المتاجرة بهذه الأمور مفضوحة للجميع. فالانتقادات بدأت تلاحق المسلسل حتى قبل عرضه، كما أنها لم تكن دقيقة. وقد تمّ عرضه في رمضان لأنه مناسب له، وقدّم أفكاراً جريئة ومهمّة. ولم يسئ لأحد. ومن وجد أي إساءة فيه فليكشفها للناس. وقد أشرف على قراءته قبل تصويره عدد من علماء الدين الأفاضل ولهم تاريخ طويل في مجال البحوث الإسلامية، وأجازوه. إذاً، نحن قدّمناه تحت غطاء علماء الدين الذين أشرفوا على النص وما فيه من آيات قرآنية وأحاديث نبوية. أنا أدعو دائماً إلى عدم التسرّع بإطلاق الأحكام قبل التحقّق من الأمر، لأن هذا خطأ كبير ونتيجته قد لا تكون جيدة أحياناً.

 

يريدون إسكاتنا بالقوة

•        هل تعتقد أن نقد العمل قبل عرضه يعود لأنك قدّمت أعمالاً في أعوام ماضية ناقشت بعض القضايا التي اعتبرت إساءات لجماعات أو فئات معيّنة؟

-        هذا كلام صحيح. وهذا العمل استمرارية لمشروع النقد العام في المجتمع ونقد الذات. وكنت قد أنتجت مسلسل "سقف العالم" الذي دافع عن الرسول الكريم وردّ على التهم التي تعرّضت لشخصه الكريم في دولة الدانمارك وغيرها. وقمنا بعرضه في الدانمارك وتحديداً في كوبنهاغن وجامعاتها، وبحضور رئيس القسم الثقافي في الصحيفة نفسها التي أساءت للرسول الكريم. وفي الصفحة عينها التي صدرت فيها الإساءة، نشر لي حوار أتحدث فيه عن العمل وعن حقيقة شخصية الرسول، رداً عمّا ورد من إساءات في حقه. فهل يعقل أن أقدّم بعد ذلك عملاً يسيء للدين أو للإسلام؟! فهل كنت حينها مؤمناً وأصبحت الآن غير ذلك؟! أنا مع الواقع ولست مع رؤى ووجهات نظر معينة ولست منتسباً لأي جهة. أقدّم عملاً فنياً متّزناً يناقش أخطاء وممارسات قد تصدر من أي أحد أو أي فئة في المجتمع. لكن البعض لا يحبّ النقد البنّاء الذي قد يكشفه ويكشف ممارساته الخاطئة، ولهذا يثور ضده.

 


•        هل تعتقد أنك اخترقت "التابوهات" المحرّمة في مجتمعنا العربي؟

-        بمجرد التطرّق إلى الحديث عن العلاقات الزوجية أو بعض الآراء الدينية التي تتمحور حول الجنس والمرأة، نسمع أصواتاً لا حصر لها تنادي بضرورة تجنّب الخوض في هذه المجالات أو مناقشتها، وكأننا نناقش شيئاً لا يجوز الحديث فيه. يريدون إسكاتنا بالقوة وإجبارنا على عدم طرح هذه الموضوعات أو مناقشتها. أنا مستمرّ في مناقشة كل موضوع لا يتعرّض لأصول الدين أو يسيء إليه. أعتقد أن عدم مناقشة مشاكلنا هو هروب من الواقع ومن شيء غامض يولّد حالة شك عند الناس. نحن ننوّر الناس بما نقدّمه لهم، ونبيّن لهم الحق من الباطل في أعمال درامية سهلة ومناسبة. هناك من يريدون إلغاء دور المرأة في المجتمع رافضين أن تنخرط في مجتمعها وأن تنال حقها من العلم والعمل، وأن يكون لها دورها الريادي والقيادي. وهذه قمة التطرّف، وسأظلّ أقدّم أعمالاً تكشف أساليبهم السلبية حتى أكشف للناس نواياهم الظلامية.

 

بتّ عدو الأمة

•        الكثيرون احتاروا في تفسير عنوان العمل "ما ملكت أيمانكم"، وأعطوه تفسيرات مختلفة . فماذا قصدت به أنت؟

-        أردنا أن نقول من خلال العمل إن البعض يريدون تحويل المرأة لتصبح ملك يمين، أو مملوكة للرجل كأي شيء في المنزل والحياة، ويمكن إلغاؤها تماماً. قصدي شريف والنية طيبة وديننا الحنيف والقرآن الكريم كرّم المرأة وشرّفها وأعلى من شأنها. ربما مستقبلاً إذا قدّمت عملاً بمسمّى "المؤمنون والمؤمنات" سيخرج من ينتقدني بشدّة أيضاً تماماً كما انتقدوني في "ما ملكت أيمانكم". أنا لم أتعمّد الإساءة لأحد أو التهكّم على مصطلح ملك اليمين المعروف تاريخياً.

•        ما أغرب ما قيل عنك ممّا سمعته بعد إخراجك مسلسل "ما ملكت أيمانكم"؟

-        من يتصفّح الانترنت سيرَ عجباً ممّا قيل عني وكأنني بتّ عدو الأمة. قيل عني إنني كافر وزنديق. ولم يتركوا صفة لم يلصقوها بي. ولكن، في النهاية، وصلت الفكرة وفهموا قصدنا وكذّب كل مغرض. وعرف الناس أن العمل هدفه الإصلاح وليس الإساءة. ونحن في الدراما أصلاً نهدف إلى مناقشة وعرض قضايا الخلل والفساد ونقدّم بشكل مستمر القصص السلبية أكثر من الإيجابية.

 


جمال سليمان وأمل بوشوشة

•        حدّثنا عن لقائك الفني مع النجم  جمال سليمان في "ذاكرة الجسد" بعد طول غياب عن العمل معك؟

-        جمال سليمان فنان مهمّ بكل المقاييس. وهو كان شريكاً أساسياً في العمل. وكان موجوداً في كل مشهد ويناقشني في كل التفاصيل. وقد تعامل بحرفية عالية مع العمل وهو بطله الأساسي. كما أن "ذاكرة الجسد" اعتمد في نجاحه على جمال سليمان الذي ظهر في بعض حلقاته لمدة خمس وأربعين دقيقة. جمال فنان مميّز يستطيع أن يحمل العمل الفني بكل جدارة وتركيزه على عمله يساهم في نجاحه دائماً.

•        ألم تظلم النجم جمال سليمان بزجّه أمام فنانة مبتدئة مثل أمل بوشوشة؟

-        على العكس، لقد رفع من شأنها. وفي الوقت نفسه، كان جمال بحاجة إلى فنانة صادقة تقف أمامه في العمل ذات وجه بريء وعفوي. وقد وصفها بأنها أعطت نفسها للكاميرا. وهي أدّت دورها بصدق ونجحت فيه. ووضعت قدمها على بداية الطريق بقوة. ولا أخفيك، أن أمل بوشوشة أفضل من مثّل لأول مرة.

 

من أهدر دمه وما قصة التمويل الرسمي؟ ماذا قال عن الدرما المصرية؟ ماذا عن الزوج وهل نجدت أنزور رجل شرقي متعصّب في منزله؟ وماذا عن عمله المقبل كل هذا والمزيد في مجلة سيدتي في المكتبات