mena-gmtdmp

هل أنكر زياد الرحباني أبوّته لعاصي لإبعاده عن الإرث الفني والعقاري لعائلة الرحباني؟

لا تزال قضية إنكار الفنان زياد الرحباني أبوّته للمخرج عاصي الرحباني، التي فجّرها الأول بحق الثاني دون سابق إنذار مؤخراً، تتفاعل من دون أن يبدو أن لها حلاً إيجابياً في الأفق القريب. فزياد متمسّك بنتيجة الـ DNA التي أثبتت سلبية أبوّته لعاصي، بينما ينكر الأخير لـ «سيدتي» أنه خضع أصلاً لأي فحص من هذا النوع. وفيما يتساءل البعض عن سبب توقيت هذه القضية الحسّاسة في الوقت الراهن، أي بعد

25 عاماً من ولادة عاصي، يذهب البعض الآخر إلى الغمز من قناة إنكار زياد أبوّته لعاصي وعلاقتها بإبعاده كلياً عن الإرث الفني والمادي لآل الرحباني. وأياً تكن التساؤلات، نستعرض معاً تفاصيل هذه القضية التي فاجأت مؤخراً الرأي العام العربي.


بين ليلة وضحاها، استفاق العالم العربي على تصريحات نارية من فنان غير عادي هو زياد الرحباني الذي فجّر قضية إنكاره أبوّته لإبنه عاصي الرحباني، مطالباً ضمن دعوى أقامها بشطب إسم الرحباني عن بطاقة هوية عاصي. من خلال هذا التقرير، سنجري قراءة معمّقة للبيان الذي أصدره زياد في الصحف معلناً فيه عن إنكاره أبوّته للمخرج الشاب عاصي الرحباني، وهو الإبن الوحيد لزياد من زواجه من دلال كرم. ردّة فعل عاصي تجاه هذه القنبلة التي فجّرها زياد بوجهه، كانت هادئة وبعيدة عن الإنفعالات. فالرجلان لم تكن علاقتهما عادية كعلاقة أب بإبنه، حيث إن عاصي كان يعيش مع والدته دلال كرم ويميل إلى أسرة والدته أكثر من جدته فيروز التي كانت علاقته بها يحكمها الفتور إلى أبعد الحدود والتي تصل أحياناً إلى حد البرودة من دون معرفة الأسباب.

 

نشأة عاصي

نشأ عاصي في كنف والدته. وكانت علاقته بوالده على مدار سنوات طويلة أشبه بحركة المد والجزر، تشوبها العاطفة أحياناً والبرودة أحياناً كثيرة حتى أن لقاءاتهما كانت نادرة أيضاً. ولم يتوانَ عاصي في مرّات كثيرة عن إطلاق سهام انتقاداته لغياب دور زياد الأب عن حياته. والبعض ربط بين خطوة زياد بإنكار عاصي وانتقادات الأخير اللاذعة له التي ازدادت مؤخراً، على حدّ قول البعض، فخرج زياد عن صمته لأنه لم يعد يحتمل برأيهم هذه الإنتقادات، وهو الذي أكّد، كما صرّح، امتلاكه للحقيقة منذ العام 2004 بعد تسلّمه النتيجة السلبية لفحوصات الـ DNA، معترفاً أنها تؤكّد أن عاصي ليس ابنه. فانتظر خمس سنوات حتى أعلن الحقيقة التي يملكها على الملأ.

 

المخرج عاصي الرحباني

قبل سبتمبر (أيلول) من العام 2008، لم يكن عاصي زياد الرحباني قد دخل لعبة الضوء. فهو كان يعيش مع أمه دلال كرم التي غنّى لها طليقها زياد الرحباني يوماً: «مربى الدلال ربّوكي» ومع خاله وأقارب أمه. حتى أن رفاقه في جامعة الروح القدس الكسليك في قسم المرئي والمسموع كانوا يقولون: «عاصي مختلف» ولا يشبه زياد بالشكل (أشقر اللون) أو بالتصرّفات والحركات.

وعاصي الذي أوصلته جائزة «التفاحة الذهبية» إلى هوليوود، أوصله حديث إعلامي أدلى به إلى سوء فهمه. فهو الذي يسعى لاستقلاليةٍ ولإبداعٍ من توقيع مخرج إسمه عاصي الرحباني دون أن يتّكئ على رصيد الإرث الرحباني الكبير، فُهِمَ وكأنه يتمرّد على أسرته العريقة في الموسيقى والأغنية والمسرح وكل أنواع الفنون.

 

لقاء يفجّر أزمة

ولكن، عاصي الحفيد ظُلم كثيراً من بعض الأقلام غير النظيفة، إذ تلت مقابلته الإذاعية الوحيدة التي أجراها معي، حملة شرسة من أقلام صحافية تعاتبه وتسأله: «لو لم تكن إبن زياد، هل كنت لتتحوّل في أسبوع إلى نجم في الصحافة»؟ وكان عاصي يضحك ويقول لـ «سيدتي»: أنا لم أسعَ إلى هذه النجومية بكل ما قلته، وليس هاجسي أن أعرف بماذا أشبه زياد، فأنا ذكرت أن بيروت أكبر من زياد ومنّا جميعاً، رداً على سؤالك لي: بمَ تختلف بيروت عاصي عن بيروت زياد؟

ولكن، فهمت بشكل خاطئ. ولما سئلت عن شخصية زياد قلت تهرّباً من تحليلها: «زياد شخص يعيش وحده، بينما أنا أعيش منذ طفولتي مع أمي. وهذه نقطة كافية لأقول: «الدني أم». وعندما سئلت عن أمي قلت عنها الحضن الدافئ، فهل استكثروا عليّ أن أشكر دلال التي ربّتني وعشت معها كل سنوات عمري»؟!

وعندما سألت عاصي عمّن يشبه من أفراد عائلته قال: «والد جدي عاصي، أي حنا الرحباني، بملامحه الشقراء وكذلك أهل أمي». إلا أن  المواقع الإلكترونية أشارت إلى شبهه بعائلة أمه فقط ولم تُشر إلى شبهه بوالد جده عاصي الرحباني. وسألته مجدداً: لو تزوّجت هل ستصبح أبو زياد، فردّ: لننتظر حتى أتزوّج أولاً ثم أنجب. وإذا تحقّق ذلك، فبالتأكيد لن أكون كما أسميتني».



زياد الرحباني

وقع الخبر على عاصي

علم عاصي بالخبر المنشور في جريدة «السفير» حين كان متوجّهاً إلى مقرّ عمله الجديد في قناة الـ MTV. وفي أول تعليق له حول الموضوع قال لـ «سيدتي»: «هذا ما كنت أقوله دائماً، زياد الرحباني لم يشعرني يوماً أنه «الأب». فمن الطبيعي ألا أستغرب ما أقدم عليه». وعندما سألناه ما إذا كانت هذه الخطوة قد جرحت مشاعره تجاه والدته، أجاب بشكل حازم: « لا أحد يستطيع أن يبعدني عن حضن أمي دلال كرم وبيت جدي لوالدتي، الذين دعموني وأنفقوا عليّ وكانوا لي الأم والأب طوال مسيرتي».

وسألناه مجدداً: ما الذي أزعج عاصي في القضية؟ فردّ: كيف يكون فحص الـ DNA جدّياً وأنا لم أجر ذلك الفحص؟ من أي إنسان جلبوا العيّنة وأجروا عليها تحاليلهم؟ وكيف يبرزون هذه العيّنة في القضية وأنا لم أخضع أصلاً لهذا الإختبار العلمي؟!

فيما تذكر أوساط مقرّبة من زياد أن العيّنة أخذت من عاصي منذ سنوات حين كان يتردّد على شقة والده ويمضي معه أياماً، وربما عندما كان يبيت عنده أيضاً.على أثر هذه النتيجة، كلّف المخرج الشاب عاصي الرحباني، المحامي ساسين ساسين ليرافع عنه في هذه القضية. ويلمّح المحامي ساسين إلى أن ثمة مختبراً أعطى توقيعاً لهذا الإختبار الـ DNA «المشبوه»، ويجب أن يدفع ثمن غشّه. بينما عاصي الرحباني الإبن يقول: «كل شي بوقته حلو».

 

مصادر عائلة والدة عاصي

مصادر مقرّبة من عائلة والدة عاصي الرحباني قالت لـ «سيدتي»: «لو كان زياد الرحباني محقاً، لما كان عليه أن «يعضّ على جرحه» وينتظر حتى يصبح إبنه بعمر الـ 24 سنة ومع بدء مسيرته الناجحة في الإخراج، كي يثير هذا الموضوع. فعاصي أشقر اللون وأبيض البشرة ولا يشبهه منذ سنة 1985 (تاريخ ولادة عاصي)، ولم يتحوّل إلى ذلك بين ليلة وضحاها كي يثير مسألة عدم شبهه به، وهو كذلك منذ طلاقه من أمه دلال كرم في مطلع التسعينات من القرن الماضي. فلمَ انتظر زياد كل هذه المدّة حتى يدحض أبوّته له؟!

في الوقت ذاته، كانت ثمة همسات من أسرة زياد بأن عاصي ليس إبنه الشرعي. وفيروز منذ اليوم الأول لولادته كانت تقول: «هذا ليس حفيدي»، وكأنها ترفضه بسبب لونه الأشقر.

 

دلال كرم وابنها عاصي

وضع عاصي قانونياً

ودعا القاضي زياد وعاصي إلى جلسة مصالحة في مكتبه في 14/5/2009 عند الساعة الثانية بعد الظهر.

ولم يفصح كل من الطرفين عن مضمون الجلسة المرتقبة، وما إذا كانت ستتضمّن بند إعادة اختبار الـ DNA أو لملمة الموضوع إعلامياً ومتابعته بعيداً عن الإعلام. مصادر مطّلعة أوضحت لـ «سيدتي» أن المخرج عاصي الرحباني سيحضر الجلسة، فيما ذكرت مصادر أن زياد الرحباني لن يحضر وسيكمل دعواه للنهاية.

هل ستحمل الأيام المقبلة مفاجآت أخرى؟ نحن نتمنى أن تكون هذه المفاجآت سارّة لكافة أطراف هذه القضية.

 

تفاصيل أوسع والمزيد من الصور تابعوها في العدد 1471 من مجلة "سيدتي" المتوفر في الاسواق.