التواصل

جيزيل قساطلي
جيزيل قساطلي
جيزيل قساطلي

يلي التواصل بين الزوجين، تبادل الاحترام والثقة في العلاقة بينهما. وهو أمرٌ بالغ الأهمّية. أسوأ ما يمكن أن يحصل لك هو أن تشعري بالمعاناة وحدك. تبدأ المعاناة بالتراكم إلى أن تنفجر يوماً، فيعجز الرجل عن استيعاب سبب غضبك، وعن تفهُّمه.

يصعب جداً جمع النقيضين؛ قد تكونين إنسانةً تقليديةً منغلقة، ويكون رجلاً متحرّراً منفتحاً، أو العكس. وقد تكونين فتاةً خجولةً، وناعمةً، وعاطفيّة، وهو نقيض ذلك تماماً. أخبريه بما تشعرين به، فهو لا يعلم الغيب. أخبريه، على سبيل المثال، أنّك تتضايقين منه إن ترك معجون الأسنان من دون غطاء.

ليس ثمة حزن قوي بما فيه الكفاية لسرقة النشوة والنعمة والبهجة. بسِّطي حياتك قدر الإمكان. هل ما يزعجك الآن سيضايقك بعد عشر سنوات؟

تعلّمي ألّا تتعلقي بالأشياء. درّبي نفسكِ على التعامل مع الأمور بشفافيةٍ ومن دون غضب. تذكّري أنّ الحياة قد تكون صعبةً، ولكنّها كاملةٌ في صعوبتها. لا تفقدي التحدّي الذهني، وإلّا أصبحت حياتك كطائرةٍ يقودها الطيّار الآليّ.

نختبر، في رحلة الحياة، خسارات تثير شعوراً بالحزن فينا. قد تدمرنا هذه النكسات، مع علمنا بأنها فعالة في تطورنا وضرورية له.

يُنسب إلى هاري ترومان قوله: "إن لم تستطع إقناعهم، فضلّلهم". كوني امرأةً يصعب التنبّؤ بفعلها، تصرّفي بشغفٍ وعفوية، ولا تبقي على النمط ذاته.

لا تتكلمي عن شعورك للرجل، لا تتّصلي بزوجك حين لا تكونين في مزاج جيد، كما حين الدورة الشهرية مثلاً؛ حيث تكون الهورمونات في أوج اضطرابها، ومزاج المرأة في أسوأ أحواله. هذا كارثي. اتّصلي بصديقةٍ مقرّبة، أو بأمّكِ.

لا تخلدا إلى النوم وثمة مشكلة عالقة بينكما. أخبريه بما يضايقك حين تكونا هادئين. تعاهدا على ألّا تخلدا إلى النوم وأحدكما غاضبٌ من الآخر. ابذلي الجهد لتحقيق ذلك.

احترمي زوجكِ. ينبع الاحترام من المعرفة، وينمو بالمشاركة، ويدمّره الصمت. شاركي زوجكِ بحياتكِ. يحلّ التواصل المشكلات، ويعقدها عدم مواجهتها. التواصل عملٌ صحّيٌ ومنتجٌ وبنّاء. "التذمر" ليس تواصلاً؛ فإن أزعجك شيء ما، فأوضحي له ذلك بطريقةٍ واعيةٍ ومسؤولة. فالتواصل له توقيته. لا "تنخري رأسه" عند دخوله المنزل بعد نهار مُضنٍ. اختاري الوقت المناسب لمشاركته أوجاعك، واختاري كلماتك بدقةٍ وحكمة. لا ضير في إعلامه بتعبك، وبحاجتك إلى شيء من الدعم. العلاقة أخذ وعطاء؛ والنساء معطاءات بطبيعتهنّ، ويعطين بلا حدود، فلا بأس إن طلبت منه المساندة قبل أن تستفحل المشكلة.

يحتاج الجميع إلى الاختلاء، فلا تحرمي زوجك منه. إن لم يكن مستعداً لبحث موضوع ما فلا بأس في ذلك؛ فهنالك دائماً يومٌ آخر. لا تحردي، وتقبَّلي الرفض بابتسامة. تذكّري أنّ للاحترام مظاهر عديدة: كلاميةً وجسديةً ونفسية.

حسِّني من مهارات التواصل لديك لتتمتّعي بحياةٍ متناغمة. لعلّ أكبر عوائق التواصل بيننا هو أنّنا لا نستمع لنفهم، بل نسارع إلى الردّ من دون تفكير. ناقشي ما يزعجك معه، شاركيه مخاوفك، وتواصلي معه لحلّ نزاعاتكما. الحوار في العلاقات نعمة. ما تتغاضين عنه يتراكم، ليصل في النهاية إلى نقطة الانفجار (وهو أمر يحصل عادةً لسببٍ سخيفٍ يعجز الرجل عن فهمه).

لا تلقي اللوم عليه حين تبحثان عمّا يزعجك فيه. قولي له، على سبيل المثال: "أشعر بالحزن حين لا أحظى بالاحترام الذي أستحقه"، بدلاً من أن تقولي له: "أنت لا تحترمني بما فيه الكفاية".

التواصل