mena-gmtdmp

معاركنا الصغيرة !

مبارك الشعلان
| أعظم الخلافات لا تحدث بين شخصين، بل بين شخص واحد ونفسه، فأسوأ معركة يدخلها الإنسان هي معركته ضد نفسه ومعركته ضد رغباته ومعركته ضد أخطائه، فأنت إذا أردت أن تنتقم من إنسان لا تدخل معه في معركة، بل انقل المعركة إلى داخله وسيأتيك يوماً مهزوماً ومكسوراً؛ لأنه لا يوجد من يمكنه أن ينتصر على ذاته إلا إنسان خصم لذاته. ولا يوجد هذه الأيام من يقف نداً لذاته، فسياسة نقل المعركة إلى خلف خطوط العدو هي أخطر سياسة عسكرية، وسياسة نقل المعركة إلى داخل الآخر هي أخطر سياسة إنسانية. ونحن كلنا سياسيون بدرجة أقل أو أكثر، فكلنا نمارس نقل المعركة إلى الآخر، قد تكون أهدافنا نبيلة أحياناً؛ لأننا نريد أن نكسر الباطل وننتصر للحق كقيمة، وقد تكون أهدافنا غير نبيلة عندما نحاول أن ننتصر لأنفسنا، بغض النظر عن معركة الحق والباطل، فيكون انتصارنا في واقعة هزيمة لنا أكثر من كونه انتصاراً؛ لذلك نجد أنفسنا في صراع يومي مرير مع ما نؤمن به من قيم... ومع ما نريده من مصالح... فنحن كلنا أصحاب مبادئ عندما نتكلم، وكلنا أصحاب مصالح عندما نعمل، وبين هذه وتلك تدور رحى معاركنا كل يوم.. وكل ساعة، ننتصر في بعضها وننكسر في بعضها. أحياناً تكون انتصاراتنا هزائم وهزائمنا انتصارات على أنفسنا على الأقل، ففي داخل كل واحد منا معركة تبدأ كل صباح، ولا تضع أوزارها إلا عندما نضع رؤوسنا، وقد تكون معاركنا صغيرة، فننشغل عن معاركنا الكبيرة بمعارك صغيرة، لنبدأ من الغد معركة جديدة تبدأ كل صباح ولا تضع أوزارها إلا مع صباح يوم آخر!! شعلانيات: | سيموت نصف إبداعك إن فكرت في رأي الآخرين، تذكر أن لك زاوية لا ينظر للأشياء منها سواك. | كانت لديه أفكار عظيمة لتغيير العالم.. اليوم ليست لديه فكرة واحدة لتغيير نفسه! | من الذكاء أن تكون غبياً بعض الوقت!