فضاء المعرفة

لمى بنت إبراهيم الشثري
لمى بنت إبراهيم الشثري
لمى بنت إبراهيم الشثري

نعيش في عصرٍ مصادرهُ المعرفية لا متناهية، بدءاً من الاحتكاك المباشر مع العقول المفكِّرة، مروراً بالكتب المطبوعة والصوتية والبحوث والدراسات، ووصولاً إلى المنصَّات الرقمية التي تتيح فرصة التعلُّم عن بُعد والتعلُّم الذاتي بمختلف أنواعه. سُعدنا بتكريم مجلة ومنصَّات "سيدتي" من قِبل مؤسسة مكتبة محمد بن راشد بوصفها شريكاً استراتيجياً وإعلامياً رائداً، أسهم في دعم المجتمع، وإثرائه معرفياً، وشارك في تسليط الضوء على المكتبة التي تعدُّ منارةً ثقافيةً، بُنيت على أساسٍ متينٍ وبرؤيةٍ مستقبليةٍ خبيرة. وكم ألهمتني، كلمة البروفيسور السير أنثوني فنكلستين، رئيس جامعة City, University of London التي ألقاها أثناء تخريج دفعة طلاب الدراسات العليا للعام الجاري 2023، حيث كان شقيقي ضمن الخريجين. قال فيها: "تعلَّموا، تعلَّموا من موظفي السكرتاريا، من الطاقم الفني، من حراس الأمن، من عمال النظافة، فلديهم الكثير لتتعلَّموه. في مرحلةٍ ما قد تكون المدير، وفي وقتٍ آخر قد تكون المرؤوس، فحياتك العملية طويلة، وما تزرعه اليوم تحصده غداً". لقد دأب الإنسان على استسقاء المعرفة عبر العصور، وقاد الثورات المعرفية، حيث انطلق من الثورة الزراعية، ثم أطلق الثورة الصناعية، وبعدها الرقمية في عالم الاتصالات والبيانات، ولا تزال الأخيرة في تطورٍ مستمرٍّ حتى يومنا هذا. وفي ميادين المعرفة، نُقبِل على تكنولوجيا الفضاء باهتمامٍ متزايدٍ لاستكشافه، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة. تجدون على غلاف العدد الشابة السعودية مشاعل الشميمري، نائبة رئيس الاتحاد الدولي للملاحة الفضائية IAF، التي حدَّثتنا عن حلمها بأن تكون رائدة فضاءٍ، استلهمت مسيرتها من نجوم سماء عنيزة بمنطقة القصيم في السعودية، إذ سحرتها كثافتها حين كانت تراقبها وهي طفلةٌ برفقة والدتها. بين الكتب والسماء تمتدُّ الجسور في فضاء المعرفة، توصل الطامحين إلى قمم المجد.