الأسئلة الخاصة؟

أحمد العرفج

 

تبدو حياتي الخاصة والعامة مغرية لكثير من أهل الفضول (اللقافة) ولا أبالغ إذا قلت إنني أتلقى كل يوم عشرات الأسئلة التي تدور حول حياتي سواء كان الحياة الإعلامية التي أعيشها تحت الضوء، أو الحياة الموازية والسرية التي تحدث خلف الجدران.

ونظراً لكثافة هذه الأسئلة وصعوبة تجاهلها واستحالة إيقافها، فقد ابتكرت نظريتين أقوم بتطبيقهما على كل سائل وسائلة، وهي على النحو الآتي:

أولاً: نظرية «رد السؤال بالسؤال» فمثلاً أسأل دائماً لماذا تشجع فريق الاتحاد، أليس الأولى بك وأنت من مدينة بريدة أن تشجع الرائد؟ هذا السؤال أستقبله بشكل يومي، لذلك صرت أطبق عليه نظرية رد السؤال بالسؤال، وفي هذه الحالة أسأل السائل وأقول له: هل يهمك معرفة الجواب؟، وإذا قال نعم رددت عليه بسؤال آخر، لماذا هو مهم؟ حينها سيقول لأني نفسي أعرف، بعدها أسأله لماذا نفسك تعرف؟ وهكذا أحرجه في الأسئلة حتى «تطلع روحه» حينها يستسلم ويقول خلاص يا عمنا أنا أسحب سؤالي.

أما النظرية الثانية التي ابتكرتها فهي: نظرية «تسليع المعلومات» وأعني بها أن أعامل معلوماتي والأجوبة كسلعة قابلة للتسعير والعرض والطلب، وأتذكر أن سيدة سألتني سؤالاً خاصاً تقول فيه: هل جربت الحب يا أحمد؟ قلت لها هذا السؤال خاص وإجابته غالية، كم تدفعين لكي أقدم لك الجواب من غير تفاصيل؟ حينها سألتني كم ثمن الجواب؟ قلت لها: (1000) ريال، عندها سحبت حقيبتها وأخرجت الألف ووضعتها على الطاولة، فقلت نعم جربت الحب، فقالت كيف وجدته؟ فقلت: هذا سؤال آخر يحتاج جواب آخر ومبلغ آخر، قالت: آمر وتدلل لأن الإجابة مهمة بالنسبة لي، في هذه اللحظة قلت لها إن الأمر يتطلب أن تدفعي خمسة آلاف ريال لأن الإجابة حساسة وسرية، أخذت جوالها وحولت المبلغ كاملاً، وبعد التحويل انطلقت بالكلام وشرحت لها الكيفية التي وجدت فيها الحب واغرورقت عيني بالدموع، فأخذت من علبة المناديل منديلاً وناولتني إياه وانتهت الأسئلة عند بوابة الدموع، ولن أكتب رأيي في تجربة الحب هنا لأنكم لم تدفعوا المبلغ المطلوب.

في النهاية أقول: هاتان نظريتان ابتكرتهما وأنا رجل أحب نشر المعرفة، لذلك أسمح لكم جميعاً باستخدام هاتين النظريتين في حال واجهتكم الأسئلة المحرجة وبالذات الفتيات اللواتي أعرف أنهن يواجهن من الأسئلة المحرجة أضعاف ما يواجه الرجال.