القرارات تستنزف القدرات

أحمد العرفج

Item Detail | STY-Article

 

Print

Email

ال

حين أدخل مجالس الناس وأغشى منتدياتهم، أجد الكثير منهم يستهلك طاقته الفكرية في اتخاذ قرارات في أمور ليست مهمة، وهذا الاستهلاك الذي يضيع في اتخاذ قرارات عادية، يحرم الإنسان من توفير طاقته في اتخاذ القرارات المهمة والكبيرة، قبل أيام كتبت ناصية أقول فيها: «من العادات المزعجة عادة التردد في اتخاذ القرار.. إن عدم اتخاذ القرار ما هو إلا قرار بعدم القيام بأي شيء.. وهذا العدم يجعل الإنسان عالقاً في الفراغ، يا قوم.. إن العادات تنمو ببطء، ولكن يصعب التخلص منها، ويصبح -مع الأيام- القرار عادة، مثله مثل البقاء في الفراغ، لذلك حاول أن تتمرن على اتخاذ القرار مثلما تمرن عضلاتك، وقد حاول نزار أن يمرن حبيبته فقال:
اختاري الحب أو اللاحب فجبنٌ ألا تختاري
إرمي أوراقك كاملةً وسأرضى عن أي قرار
الآن عرفت لماذا الأخ «ستيف جوبنز» كان يلبس نفس الألوان طوال مدة بقائه في العمل، السبب في ذلك حتى لا يستهلك طاقته الفكرية باختيار الملابس التي يلبسها، إنها فكرة ذهبية، ولكن من الذي طبقها مثل «ستيف جونز»؟
تقول الكتب: «لقد كان الرئيس السابق «باراك أوباما» و«مارك زوكربيرج» مؤسس فيسبوك على دراية جيدة بمزايا تحويل المهام الروتينية إلى عادة، ولقد ارتدى كلاهما تقريباً الزي نفسه يومياً (ما عدا مرة واحدة ارتدى فيها أوباما «اللون الكاكي في برنامج The West Wing). لقد كان الزي الرئاسي المعتاد «لأوباما» البدلة الزرقاء أو الرمادية اللون، و«مارك زوكربيرج» يرتدي «تيشيرت» رمادي اللون، ولقد حدد كل منهما اختياراً من خزانة الملابس ما يناسب منصبه، وتمسك به ببساطة، وفي عام 2012 في حوار أجراه «أوباما» مع مجلة فانيتي فير، زعم قائلاً: «أحاول الحد من القرارات، فلا أريد أن أتخذ قرارات بشأن ما آكله أو أرتديه، لأن لدى الكثير من القرارات الأخرى».
وفي عام 2014 قال «مارك زوكربيرج» شيئاً مماثلاً: «أريد حقاً أن أزيل من حياتي هذه القرارات، حتى أضطر لآخذ أقل عدد ممكن منها بشأن أي شيء ما عدا أفضل طريقة لخدمة هذا المجتمع».


في النهاية أقول:
أظن النساء أكثر معرفة من الرجال في الحيرة التي تسيطر عليهن عندما يقفن عند دولاب الملابس.