أحمد الغول.. بطل لبناني حصد جوائز محلية ودولية بقوة يديه

25 صور

يومياً ما نسمع عن أشخاص تعرّضوا لحوادث مؤلمة قلبت حياتهم رأساً على عقب، ولكن من النادر أن نسمع ونشاهد أشخاصاً استطاعوا بعد هذه الحوادث أني يصبحوا قدوة يحتذى بها، ليس فقط بسبب تخطيهم المحنة، بل لأنهم تحلّوا بالشجاعة والقوة والثقة بالنفس، ما جعلهم قادرين على مواجهة الصعاب والمخاطر والتحديات بإيمان وصبر وتحمّل وإصرار.

قد تكون قصة أحمد الغول (42 عاماً)، معاون أول من فوج إطفاء بيروت، الذي تعرّض إلى حادث سير عام 2004 عادية، لكنها شهدت مراحل طويلة من المرارة والحلاوة. يتحدث أحمد عن قصته ويقول " تمّ توظيفي عام 1996 في فوج إطفاء بيروت، وعام 2004 أنهيت اختصاصي الجامعي في التربية البدنية والرياضة وتزوجت، وبعدها بـ 3 أسابيع تعرّضت لحادث سير جعلني شخصاً مقعداً، ومن بعدها تمّ نقلي إلى بلدية بيروت (قسم الشؤون الإدارية) لمدة حوالي 10 سنوات، ومن ثم عدت إلى فوج الإطفاء (قسم الرياضة).
 


تحدي العجز وتحقيق الأهداف


حقق أحمد العديد من الإنجازات في الرياضة، على صعيد الماراثون، أو على صعيد سباقات الدراجات اليدوية أو Handcycles، فهو شاب رياضي منذ الصغر، ومن ألعابه المفضلة كرة القدم بالإضافة إلى عدة رياضات متنوّعة.
وعن التحوّل الذي عاشه بعد تعرّضه للإصابة، يؤكد أحمد: "بعد الحادث كان أمامي إما الاستسلام واليأس والانزواء، أو تحدي الإصابة والسير نحو الأمام وتطوير نفسي، فاخترت الطريق الثاني بكل ثقة وجدارة، وشاركت في أول ماراثون أقيم في بيروت عام 2010 بهدف تحدي نفسي والوصول إلى خط النهاية، ومع الوقت كبرت أحلامي وبدأت أضع خططاً وأعمل على تطوير نفسي حتى ربحت عام 2014 ماراثون "بوخارست" الدولي، ومن ثم حصدت المرتبة الأولى في عدة سباقات محلية 

وفي عام 2018 حققت المركز الأول بفئتي في أول بطولة رسمية جرت في لبنان، وفي ماراثون بيروت الأول دولياً والذي جرى بالتنسيق مع الاتحاد الدولي برياضة الـ "هاند سايكل"، والذي أدرج ضمن السباقات العالمية، وفي العام نفسه تمّ تصنيفي الأول عربياً والثاني آسيوياً تبعاً للاتحاد الدولي.
إنجازاتي الرياضية عديدة في كثير من السباقات والعديد من الماراثون وأسعى اليوم إلى بذل قصار جهدي للمشاركة في بطولة العالم وفي سباق البارالمبيك Paralympic Games في طوكيو عام 2020 أو في فرنسا 2024 ".


الصعوبات والتحديات


حول التحديات والصعوبات التي صادفته في مشواره الرياضي، يؤكد أحمد أنه واجهها بإيمانه الكبير، وإصراره وروح التحدي والمنافسة والصبر، يقول: "هذه الأساسيات جعلتني لا أتوقّف عند أي مشكلة قد تواجهني بل يجب أن أتخطاها بكل قوة وأن أضع خطة أعمل على تحقيقها".


ويضيف: "لا مكان عندي لليأس والانزواء بل العمل بكل إصرار وقوة من أجل الوصول إلى هدفي المنشود والسامي حتى أكون قدوة لغيري"، كما أكد أن كل إنسان قد يتعرض لضعف ووجع وألم وبكاء... ولكن يجب ألا يشعر باليأس والتشاؤم بل أن يكون لديه دعوة للتفاؤل حتى يحوّل كل عجز إلى طاقة وكل ألم إلى أمل.

وفي حديثه عن الدافع الذي جعله يحقق هذه الإنجازات، أشار إلى أنه قبل الحادث، حصد جائزة أفضل رياضي في فوج الإطفاء لعام 2001- 2002، وهذا الأمر كان دافعاً له ليطوّر نفسه، ومنذ عام 2010 حتى يومنا هذا حقق إنجازات كثيرة محلية ودولية.
وفيما يخص حياته الشخصية يقول أحمد إنه يعيش في منزله وحيداً، وهو قادر على القيام بجميع المتطلبات اليومية والحياتية من خلال الكرسي المتحرّك، كما أنه يقود سيارته المجهّزة تبعاً لحالته، ويسافر وحيداً في أغلب الأحيان للمشاركة في السباقات الدولية.
وختم أحمد حديثه قائلاً:
" أمنيتي أن أكون قدوة صالحة وأترك ذكرى طيبة حتى بعد رحيلي من هذه الحياة، والأهم أن أكون ناجحاً وفائزاً عند لقاء ربي".